بسم الله الرحمن الرحيم ..........

43 5 3
                                    

في مطار طرابلس الدولي تهبط طائرة الخطوط الليبية التي نقلت بعثه من العلماء والمثقفين الليبين من الامارات العربيه المتحده الي ليبيا بعد اقامة منتدى علمي وثقافي تحدث عن عدة مجالات وكان على متنها استاذ التاريخ المخضرم في ليبيا ويدعى طارق ، وصل الاستاذ طارق الي منزله فوجد زوجته قد حضرت له عشاء فاخر من الحلو والحار وابنته الصغيره جهزت له الزينه في كل ارجاء المنزل، شعر الاستاذ طارق بفرح شديد فمثل هكذا عائلة هي كنز ثمين من الله عز وجل ، اخرج الاستاذ طارق من حقيبته لعبة جميله لابنته ولم تتردد في فتحها بكل شغف واخرج لزوجته كيس حمراء اللون فكان فيها عقد من ذهب جعل قلب زوجته يطير فرحاً فكانا نعم الزوج لنعم الزوجه ، بدأت الزوجة تتسائل كيف كانت الرحلة فاجابها الاستاذ طارق انهم تحدثوا عن معالم التاريخ في الوطن العربي وطلبوا منه تقديم شيء عن تاريخ ليبيا فقالت زوجته وماذا ستفعل فقال لها ساجهز لرحله بين المناطق الاثرية في البلاد حتى اجد شيء اقدمه للعالم عن ليبيا ولكن يجب ان يكون شيء في منتهى العجب فقالت زوجته بحزن يعني انك ستتركنا مجدداً فاجاب الاستاذ طارق هذا العمل سيكون اكبر انجاز في حياتي ساجتهد لاجله ولن اتركك مجدداً فقالت زوجته كل مره تخبرني بنفس الكلام انت مجنون بالتاريخ والعلوم ولن تتغير ابداً ثم نامت وتركته ، كان الاستاذ طارق متعب جداً فقبل راسها معتذرا ونام في دقيقتين ، مع احمرار الشمس كان الاستاذ طارق قد دخل مكتبه ولبس نظارته وشرب قهوته وبدأ في العمل على رحلته الاستكشافية ، بين صفحات الانترنت لم يجد الاستاذ طارق مايثير دهشته فكل المواضيع قديمه بين اثار لبدة وسوسة للاغريق والرومان خلع نظارته ومسحه عيناه بيده فدخل عليه مساعده بقوه وهو يصرخ فارتعش الاستاذ طارق ثم قال ماذا حدث كدت ان توقف قلبي فقال له مساعده لقد وجدت ماتبحث عنه فقال الاستاذ طارق ما الذي تنتظره اريني بسرعه فقال مساعده يامجنون التاريخ الم تكن خائفاً منذ قليل وعندما سمعت شيء عن التاريخ وقفت وتحمست ، اخذ الاستاذ طارق البحث من مساعده انه مترجم من اللغة الفرنسية بعنوان حضارة ليبية المخفية وفيه يقول ان الصحراء الليبية كانت خضراء مليئه بالانهار وكان يعيش فيها ملوك الغابة من اقوى السباع وكانت فيها مملكة عظيمة بقوة رهيبة تحتل الصحراء الكبرى باكملها ! وجد في اخر الصفحة خريطة صغيرة تشير الي المكان المشتبه به لوجود اثار للحضارة المخفية اخبر الاستاذ طارق مسرعا مساعده بان يجهز له فريق للرحلة مكون من طلبة في التاريخ ومصورين وطبيب وطباخ ولابد ان يكونو من الشباب وان يتواصل مع الجهات الامنية في الصحراء لينقلوهم ويبقو في حمايتهم طوال الرحلة ، بعد عدة ايام اخبر المساعد الاستاذ طارق بموعد مقابلة فريق الرحلة فذهب لهم وتقابل معهم في مكان فاخر مع عشاء شهي فتناولو طعامهم وبدأ معهم الحديث فقال عرفوني عن انفسكم فقال الاول انا وليد عمري 23 سنة طالب في قسم التاريخ وقالت الثانية انا شروق 21 سنة طالبة في قسم الارصاد الجوية وقال الثالث انا خالد 25 سنة طالب في قسم الاعلام اصور واسجل واجيد الطبخ وقالت الاخيرة انا حنان طبيبة 24 سنة في قسم الطوارئ فقال الاستاذ انا طارق استاذ في التاريخ ونحن نقدم عمل لبلادنا لدعمها في الاقتصاد والسياحة ولتنشيطها بين دول العالم تاريخياً وعلمياً واخبرهم طارق ان يعدو عدتهم الخاصه بهم للرحله وانه سيجلب كل شيء من معدات طبخ واخرى طبية ومستلزمات سفر وفعلا التقى الجميع في الوقت المتفق عليه وصعد الجميع الي السياره فقال لهم الاستاذ طارق هدا السائق سيرافقنا في الرحلة وهو العضو الجديد في الفريق يقال له حاج سبهاوي ، انطلقت الرحلة وبدأ الشباب كل منهم يفكر في ماذا سيستفيد من الرحله؟ فكان وليد يقول في باله هذه فرصه لاجني المال وتصبح حياتي فارهة وقالت شروق في بالها نتمنى ان نقدم شيء للاستاذ طارق حتى نسعده وقال خالد في باله ارجو ان تصل ليبيا الي القمة بمجهوداتنا ان شاءالله وقالت حنين في بالها اخيرا ساصبح مشهوره واقهر صديقاتي ، مر الجميع علي نقطة العبور الي الصحراء وفيها رجال الامن قامو بتشجيعهم ووعدوا الاستاذ طارق بتقديم كامل المساعدة لهم وبعد عبورهم الي المكان المعلوم دخلو بين الرمال اصبحت الافكار تدور في رأس الاستاذ طارق ويقول في باله هل يعقل ان تكون هذه الرمال الحاره قد كانت جنة سبحان الله ! ويسال في نفسه اين اختفت هذه الجنة؟ وكيف اختفت؟ ومتى اختفت؟ ، وصلت السياره الي المكان الذي على الخريطه ونزل الجميع مع امتعتهم ولكن لم يكن هناك غير الرمال ولا يوجد اي شيء يوضح وجود اي مخلوق فكان الشباب في تعجب والخوف فقال لهم الاستاذ طارق مع ابتسامته العريضه انصبوا الخيام ولنبدأ مرحلة البحث الدقيق ، بعد نصب الخيام وترتيب الامتعة بدأو يسيرون خلف الاستاذ طارق في حماس ولكن اخبرهم السائق ان لا يبتعدوا عن المكان كثيراً ، نزلو في مكان يشبه الوادي ليس فيه الا الرمال فقال لهم الاستاذ طارق فلنبدأ بالحفر وبعد مدة نصف ساعة من الحفر لم يجدوا شيئاً ، استمروا علي هذا المنوال حتى تعبوا وعادوا الي مخيمهم دون اي جديد ، صلو صلاة المغرب في جماعة وبدأ خالد وشروق اعداد الطعام بينما وليد كان يشكو من التعب وحنين تشكو من عدم وجود تغطية هاتف لمراسلة صديقاتها ، بينما خالد يقطع البصل والبطاطا شعر بلسعه قويه صرخ فيها وسقط في على ظهره ، فزع كل الحاضرين ولاحظوا وجود جرح على قدمه وبدأ الاستاذ طارق بتمزيق جزء من بنطاله القماشي وجائت حنين مسرعه لاساعفه بالمسكنات وقام الحاج سبهاوي بمحاولة لاخراج السم حتى نجح واخبر الجميع انه قد لدغه عقرب واردف قائلاً الصحراء هنا عالم مليئ بالمخاطر فاحذروا ، وضعوا خالد في داخل الخيمة وكان جسده ساخناً ولكن يرتجف من البرد مع قليل من الدموع لم يتحمل الرفاق هذا المنظر ولا حتى الاستاذ طارق والحاج سبهاوي الرحال القديم في الصحراء بدأ الجميع في حالة حزن وبكت شروق كثيراً وجلست بقرب من خالد ورفضت المغادره او حتى النوم الي ساعة متاخره من الليل فكانت الليله الاولى لهم في الصحراء قاسية، في اليوم التالي استقيظ الاستاذ طارق مبكراً وايقظ الجميع واخبر شروق ان توزع علي الفريق اللبن والتمر للافطار واخبرهم بملئ قواريرهم بالمياه وناداهم للاجتماع حتى يسمعوا الخطة الجديده فقال لهم سننقصم كل اثنين معاً وسيكون الفريق الاول خالد وحنين والفريق الثاني شروق ووليد والفريق الثالث انا والحاج سبهاوي وكل منا سيذهب في اتجاه وسنعود قبل الظهيره بسبب قوة الشمس وسيحمل كل فريق قطعة سلاح ومعكم بوصلة ولاسلكي واخبر الحاج سبهاوي ان يعلمهم كيف يستخدمون معداتهم وبدأو في التوافد كل فريق في اتجاه للبحث عن اثر للحضارة المخفية ، بدأ فريق خالد وحنين للسير الي مسافة بعيده حتى لاحظ خالد وجود نخل فاقتربا منه ووجدو اثار مياه قليله فقاموا بالتصوير وتدوين ملاحظاتهم وكان فريق الاستاذ طارق والحاج سبهاوي يبحثان بالقرب من امتعتهم ولم يجدوا الا بعض الصبار والحجر وكان فريق شروق ووليد قد وجدوا مغاره كبيره ومظلمه وسرعان ماصوروا ودونوا ملاحظاتهم ، عاد الجميع مع الظهيره وكان الجميع غير سعيد كثيراً الا شروق فكانت متحمسه لتحكي لهم عن المغاره التي رأتها حتى وان لم تكن من اهداف الرحلة ، قال الاستاذ طارق ماذا وجدتم؟ فاخبره خالد باثار المياه وبعض النخل الذي وجده واراه الملاحظات والصور وقالت شروق بكل حماس لقد وجدت مغاره مدهشه ومخيفه وارتهم الصور والملاحظات بينما كان وليد غير مهتم وكانه لم يعد يرغب في الرحلة ، جاء الحاج سبهاوي من المخيم وهو يصرخ ففزع الجميع وقال الاستاذ طارق ماذا حدث؟ فقال الحاج سبهاوي لقد تسلل ثعلب الي مخيمنا وسرق بعض طعامنا واثار الفوضه في المكان حتى خسرنا بعض المياه ولم يبقى معنى الا القليل فقال الاستاذ طارق يا إلهي ماذا سنفعل الان؟ فقال الحاج سبهاوي ساذهب الي المدينة بالسياره لأحضر ماخسرناه واعود فقال الاستاذ طارق فكره جيده ونحن سنكمل استكشفاتنا ، جلس الجميع لتناول الطعام ومشاهدة الشمس تهبط بين احضان الرمال والرياح كانها تنفخ في الارض فتتطاير حبات الرمل بصوره كانها ترقص على الالحان انه وقت الغروب ، الجميع يشعر بالتعب ولكن الاستاذ طارق لم يتوقف عن حكاياته للفريق عن التاريخ واخبرهم بزيارته للحضاره الرومانيه في ايطاليا والحضارة الاغريقية في اليونان وسور الصين العظيم في الصين واخر من تبقى من قبائل الهنود الحمر في البرازيل ومملكة الفرعانة في مصر فقال وليد كل هؤلاء قد رحلول عن عالمنا لماذا نهتم بهم ؟ فاجابت شروق لكي نتعلم من اجدادنا كيف نبني الحضارة في بلادنا فقال وليد لم نسمع عن حضارة كبيرة في بلادنا مثل باقي الدول التي زارها الاستاذ طارق واني اظن اننا نضيع وقتنا في هذه الرحلة فقالت شروق كلا لدينا حضارة عظيمة ولكن لم نكتشفها بعد لاننا لم نهتم بتاريخنا مثل مافعلوا هم فقال وليد بصراخ قد نفذت مياهنا وقل طعامنا واصبنا بالملل والتعب وتركنا حياتنا في المدينه لكي نحقق اهداف سخيفة لن نستفيد منها نحن شخصياً انما ستذهب الي سلطات الدوله فقالت شروق احترم مجهوداتنا وافكارنا فهي ليست سخيفة ولا يهمنا اين ستذهب استكشفاتنا ولكنها ستبقى الي الابد فنحن نريد ان نقدم شيء الي بلادنا وليس مانريده هو الشهره او المال فقام وليد وضرب الرمال بقدمه وقال ساذهب لابحث عن مياه لاشرب فصرخ الاستاذ طارق سياتي الحاج سبهاوي لا تتعب نفسك فقال وليد لقد تاخر بالتاكيد انه يفكر في نفس كلامي ولن يعود لكم فقال الاستاذ طارق توقف عن هذا الهراء فقال وليد لقد نصبت نفسك قائد لنا ولم نستفيد شيء فانت قائد فاشل ودخولي الي قسم التاريخ في دراستي لغرض الحصول علي شهادة باسرع وقت لجلب المال ولكني لا احب التاريخ ابداً ، ذهب وليد والجميع يناديه ولكن بدون جدوى حتى اختفى عن الانظار فقال خالد بالتاكيد انه معه بوصلته وسوف يعود ، حاول الاستاذ طارق الاتصار بالحاج سبهاوي ولكن لاتوجد اشارة تغطيه حتى جاء الصباح ونهض الجميع يتسائل عن وليد فلم يجدوه قالت حنين انه لم يعد من الليل فقال الاستاذ طارق احملوا اجهزتكم اللاسلكية وبوصلاتكم ولنذهب لنبحث عنه ، اصبح كل فرد يبحث وحده فلم يعودو يخافون من مساحة الصحراء الهائلة وكانهم ولدوا فيها وتعلموا منها الكفاح الحياة ، عاد الجميع الي المخيم في الوقت المحدد دون جدوه للعثور علي رفيقهم وليد ولكنهم وجدوا الحاج سبهاوي في انتظارهم فقال لهم مرحبا، لقد تضررت احدى الاطارات فاصلحته واحضرت معي الطعام والشراب وانتم مااخر اكتشافاتكم؟ فقال الاستاذ طارق بحزن وليد خرج من الليل ولم يعد فقال الحاج سبهاوي بصوت عالي اصعدوا الي السياره لنبحث عنه ، فخرج الجميع وكانوا صامتين وقلوبهم تدعي الله سبحانه ان يجدوه في اقرب وقت وبعد بحث لمدة ساعه توقف الحاج سبهاوي فجأه وقال اني ارى الطيور متجمعه على شيء هناك فنزل الجميع يركض نحوها وهاجت الطيور وغادرت المكان فوجدوا جثة وليد عليها اثار لدغة افعى في يده وكانت شفتيه مصابتان بالجفاف وكانهم ارض قاحله وكانت الطيور قد اكلت من ضلوعه والحشرات تمشي وتطاير عليه فانهارت شروق وسقطت تبكي بشدة ونزع الاستاذ طارق نظارته ومسح عينيه ووضع يده على رأسه ووكانت حنين ترتعش من الخوف وحمل خالد والحاج سبهاوي الجثمان وعادوا به الي المخيم، اصبح الصمت يسود المكان وكأن الصحراء قد قالت لهم لا تستهينوا بي فأنا عالم قاسي جداً ، بعض ساعة الصمت والحداد قال الحاج سبهاوي سأعود بوليد الي المدينة هل تريدون ان تكملوا رحلتكم او تعودوا معي فقال الاستاذ طارق لا اعلم سافعل مايرغب به الفريق فقال خالد انا اريد ان نواصل عملنا فهو ليس سهل ولابد من المغامره حتى نصل الي قمتنا وقالت شروق انا كذلك سابقى مع خالد وكانت حنين صامته ولكنها وافقت ان تبقى فقال الاستاذ خالد سنقوم باخر جوله في صباح الغد ان لم ننجح سنلغي المشروع كله الذي قمنا به ، في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع مبكراً كالعاده وذهبوا كلهم مع قائد الرحلة الاستاذ طارق وقلوبهم بها حبل من الامل معلق بالله سبحانه ان هذا الكون لايساوي شيء امام قدرته ، بدأو يستشيرون بعضهم واختاروا مكان اجمعوا على ان يحفروا فيه حتى يبحثوا عن اي اثر مهم وبعد ساعة من الحفر لاحظ خالد وجود سقف حجرة من طين تحت قدميه فاخبر الاستاذ طارق مسرعا بهذا الخبر وبدأو الحفر حوله حتى يستخرجوا هذه الحجره من الرمال فاخذ منهم وقت طويل وجهد كثير حتى وصلو الى اخرها فدخلوا من الباب فوجودوا قبوا في هذه الحجره الصغيره ، حاول خالد والاستاذ طارق فتح القبو ولكن بدون جدوه فاجتمع الاربعة واصبحوا يدفعون باب القبو بقوه معاً وبعد عدة محاولات فتح القبو فوجدوا ممر في الاسفل قال الاستاذ طارق يا إلهي ماهذا؟ ، اخرج الجميع اضوائهم وقفزوا الي الداخل وساروا في الممر حتى وصلوا الي ساحة ضخمه لم يروا مثلها من قبل ! ، الجميع مندهش فقال خالد هذا مدهش جدا وقالت شروق ياله من مكان عجيب وقال الاستاذ طارق لقد نجحنا وكانت حنين مبتسمه وبدأ الجميع بالتصوير وتدوين ملاحظاتهم فوجد الاستاذ طارق رسومات وكتابات هائلة على الحوائط فقالو له ماهذا؟ فقال انها تشبه اللغة الهيروغليفية ووجد خالد قطع تماثيل من الحجر واواني من الخزف فبدأ يجمعها وكانت حنين تبحث عن شيء له ثمن كبير فوجدت صندوق به اساور من الذهب فوضعته في حقيبتها واما شروق فوجدت عظام لحيوانات فقالت ماهذا؟ فقال الاستاذ طارق يوجد مع العظام قرون يبدو انه غزال ضخم كانوا يأكلونه وقال خالد انظروا الي هذه الحجرات كل حجرة تصلنا بساحة جديده انه مكان ضخم مدفون تحت الرمال وقال الاستاذ خالد انظروا لقد وجدت بئر ولا يزال به بعض المياه واخذ كاميرته وبدأ يصور ، كثرت القطع الحجريه والكنوز التى جمعوها حتى لم يعد لها مكان فأفرغ خالد الطعام طعامهم وشرابهم واجهزتهم اللاسلكية والبوصلة في احد الغرف على امل ان يتواصلوا مع الحاج سبهاوي فيأتيهم للمكان بعد ان ينتهوا ، فجأه لمحت شروق شيء ضخم فصرخت ونادت الجميع فجائوا مسرعين قالت حنين ماهذا فقال الاستاذ طارق يبدو انه تمثال ضخم مثل تمثال الحرية في امريكا مصنوع كله من الذهب وعيناه من الياقوت الاحمر بدأ الجميع بلمسه وتصويره وكانت حنين تضحك بقوه وهي في منتهى السعاده ووجدت صندوق في مكان عالي لم تسطع ان تصل اليه ولكن رفضت ان تخبر احد به لعله يكون مليئ بالذهب فتحمله دون ان يشعر احد فحملت بعض الاحجار الصغيره ووضعتها فوق بعضها وصعدت عليهم وهي تنظر الي الصندوق نظره ماكره وعندما سحبته حصل انهيار في السقف واصبحت الرمال التى تغطي هذه القلعه تتساقط من السقف فهربت من المكان وشعر الجميع بهزه في الحائط حتى خرجت لهم حنين تحمل الصندوق فقالو لها بتعجب ماهذا؟ فقالت صندوقي سأعود به الي المنزل فقال خالد كيف تسرقين المكان؟ فقالت حنين لن يشعر بينا احد هذه فرصتنا لنصبح اغنياء ومشاهير ونعيش باقي حياتنا في رفهيه وثراء فقال خالد كفاك هراء قد فتنك الذهب وفقدتي عقلك ، في اثناء الجدال الشديد وتعالي الاصوات انهار السقف شيئاً فشيئاً وبدأت تسقط الرمال فوق رؤوسهم واصاب الجميع بهلع شديد فقال الاستاذ طارق اتبعوني بسرعه واصبح يركد مع بعض الاثار ويركض الجميع خلفه حتى وصلو الي باب القبو فرمو حقائبهم المليئه بتماثيل وكنوز هذه الحضارة المدفونه تحت الرمال وقفز الجميع في الاعلى كانت اخرهم شروق لم تستطع القفز فقال لها خالد امسكي يدي لارفعك وفعلا رفعها في اخر لحظة وخرجت وغرق القبو بالرمال ، شروق تمسك قدمها وانين الالم يخرج منها واجتمع الجميع حولها سالها خالد بخوف مابك ؟ هل انت بخير؟ فقالت عندما رفعتني لقد ضربت قدمي بقوه في حافة القبو فجرحتني فاحضر الاستاذ طارق قطعة قماش صغيره كانت معه ولفها علي جرحها وحاول خالد مساعدتها على الوقوف قال الاستاذ طارق اين امتعتنا واجهزتنا؟ فقال خالد يا إلهي لقد بقت في الاسفل لانني فرغت الحقائب لنجمع الثار والتماثيل قالت حنين نحن الان في قلب الصحراء لا طعام لا شراب ولا اي وسائل اتصال ماذا سنفعل؟ فقال الاستاذ طارق احملوا حقائبكم سنتبع اثار اقدامنا السابقه ونسير في خط مستقيم ، كان الجميع يسيرون والرمال تتطاير عليهم والشمس فوق رؤوسهم وكانها كتله من اللهب الحارق والعرق يتصبب منهم والتعب ظاهر على وجوههم ولا احد غيرهم في المكان والطريق طويله بلا نهاية ، بعد المشي لساعات بدون جدوى سقطت حنين على الارض وقالت اني ساموت من العطش وخالد يقول اتضور جوعاً الا يوجد شيء ناكله فقالت لهم شروق وهي تعرج بسبب اصابة قدمها سوف نصل بإذن الله لا تضعفوا فقالت حنين لن اترحك من مكاني اذهبوا واتركوني فالنهاية عندي قد اقتربت قالت لها شروق لن نتركك ولا تقولي هذا الكلام فقالت حنين انا لا استحق كل هذا الحب منكم فكنت انا ووليد قد اتفقنا اننا عندما نجد الاثار سنسرقها وناخذ السياره ونهرب ونترككم ونقول انكم قد ضعتوا منا ونهرب الاثار الي الخراج ونجني الكثير من الاموال لم نكن نهتم لمصلحة البلاد لقد كنا طماعين ونلنا على نيتنا مانستحق من عقاب وبدأت تزرف الدموع وترتعش وكانها تخرج انفاسها الاخيره ووقف الجميع صامتون من صعوبة الموقف وسوء ماهم فيه ثم قال الاستاذ طارق سنبقى مع حنين ولن نذهب الي مكان حتى يجدونا فان كنا احياء سنعود لاحبابنا الذين ينتظرونا وان كنا اموات سيأخذوا ماجمعناه وسنخلد اسمنا واسم بلادنا في التاريخ ثم قال هذه الرحلة كانها حرب نحن جنودها وهكذا تنتهي الحروب ، جلس الجميع وبدأو يكتبوا رسائل قصيره لاحبابهم في ورقه وكل شخص وضع رسالته في جيبه قال خالد لشروق ماذا كتبتي؟ فقالت له كتبت لامي وابي واخي اني اعتذر منهم ان اسات اليهم واني احبهم ثم قالت وانت ماذا كتبت قال كتبت الي امي التي كانت تريد ان تخطب لي احسن فتاة في حينا اني وجدت فتاه رائعه معي في الرحلة فإن عدت حياً سأتزوجها لتفرحي بي فضحكت شروق وقالت بخجل انت شاب رائع وتستحق كل الخير ضحك الاستاذ طارق وحنين ثم قال الاستاذ طارق يجب ان تدعونا الي عرسكم فضحك الجميع ثم قال عندما كنت طالب في كليه التاريخ كانت هناك فتاه في قمة الرقة والانوثة مثل رفيقتنا شروق لقد اغرمنا ببعضنا وكانت تساعدني كانها صديق واخت وام وابنه وهي الان زوجتي فقال خالد بالتاكيد كتبت لها في رسالتك فرد الاستاذ طارق كتبت لها اني قد وضعت بعد الاموال في صندوق فتسدد بها ديوني وتشتري لنفسها وابنتنا مايشتهون وتعلم اني احبهم ولا ينسوني ان حدث لي اي مكروه، استلقى الجميع على التراب الساخن وساد الهدوء بينهم في المكان فكانت بشرتهم قد احمرت من الشمس وكانت حدقة العين تشاهد الطيور التي تنتظر موتهم في السماء والوقت يمضي والجسد ينهار مع كل دقيقة حتى وصلت سيارة شرطة كانت قد خرجت مع دوريه لتبحث عنهم بعد ان ابلغ الحاج سبهاوي بفقدان التواصل معهم فوجدتهم وارسلو الي غرفة النجدة فتجمعت الشرطة والاسعاف في المكان واسعفت الجميع ونقلتهم الي المدينة ، عاد الجميع الي اهله واستقبلوهم بالدموع والاحضان ومع مضي الايام كان الاستاذ طارق قد سافر الي مؤتمر دولي عن العلوم التاريخية وقدم ابحاثه وقصة رحلة البحث عن حضارة ليبية المخفية واما خالد وشروق فقد تمت خطوبتهم وحصلوا على عمل مع الاستاذ طارق في مكتبه واما حنين حصلت ع حصتها من ارباح الرحلة واشترت كثير من الاغراض واستمرت في عملها في قسم الاسعاف ، قرر المؤتمر الدولي للعلوم التاريخية ببدأ ارسال فرق مكونه من علماء في جميع انحاء العالم لاكتشاف الكنوز الحضارية والاثرية في ليبيا على امل بدأ عمل رحلة جديده مع فريق جديد في الصحراء ! . قال الله تعالى: (أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)

حضارة ليبيا المخفيةWhere stories live. Discover now