الفصل الرابع عشر

2.1K 57 2
                                    

أسدل الليل ستائره السوداء ليعم الظلام في كل مكان .. كانت ملاك تقوم ببعض الأعمال في البيت وقد تعمدت فعل ذلك لكي لا تقابل عمر كثيرًا حيث أن هذا الأخير أصبح يُؤثر عليها جدا بقربه وكل ما أصبح قريبا منها يخالجها التوتر والإرتباك .. أنهت تلك الأعمال وتوجهت إلى الخزانة وإلتقطت منها فستانا عشوائيا ثم دلفت إلى الحمام، وبعد مدة خرجت وهي ترتدي ذلك الفستان القصير الذي يصل إلى ركبتيها، عضّت على شفتيها بغيظ وضربت رأسها بخفّة على غباءها، فقد إلتقطت ذلك الفستان دون أن تراه حتى .. إستسلمت لذلك ودلفت إلى غرفتهما لتجده نائما بملابسه وحذاءه من شدة الإرهاق، فمنذ عودته إلى البيت والتعب باديا على ملامحه، تنهدت براحة ثم إقتربت منه بترقب كي لا تُحدث ضوضاء تُوقظه ودنت منه وقامت بنزع حذاءه ببطء، ثم رفعت رأسها إليه كي تقوم بنزع ربطة عنقه .. أوقفها مظهره الجميل وهو نائما عن فعل ذلك، حيث كان ينام بهدوءٍ كالأطفال وشعره الأسود مبعثرًا ومسترسلا إلى الأمام بشكل مغري، إبتسمت وهي تتفرس في ملامحه التي لطالما عشقتها بكل تفاصيلها وتتمنى أن تحدث معجزة ويصبح زواجها منه حقا وليس مجرد إتفاق كي تستيقظ على هذه الملامح كل يوم .. قامت بنزع ربطة عنقه بهدوء وعادت بنظرها إلى قسمات وجهه مرة أخرى ثم رفعت يدها ومررت أناملها على شعره برقة من الخلف إلى الأمام حتى إستقرت على تلك الندبة ثم أمسكت بالغطاء ودثرته به، وبعد ذلك إرتفعت بجسدها لكي تذهب فإبتسم عمر وهو مغمض العينين وقام بإمساكها قبل أن تخطو خطوة واحدة وسحبها نحوه بكلتا ذراعيه لتقع فوقه.. ظلّت ذراعه اليسرى تشد خصرها بينما اليمنى رفعها وقام بإبعاد خصلات شعرها الطويل الذي سقط على وجهه ليقابل عينيها وملامحها التي إكتست بالإحمرار، عندها إبتسم بإشراق أكثر وهتف: ايوه كده خليني اشوف الورد الجوري وهو بيتفتح

ملاك بخجل: ممكن تبعد عني

عمر بهمس: مش قادر

ملاك: انت تعبان ولازم ترتاح

عمر بحب: ما انا مرتاح كده اهو

وصلت إلى ذروة خجلها فرددت لكي يبتعد عنها: بس أنا مش مرتاحة كده

إبتسم بغموض قبل أن يشد من إحكامه عليها و سحبها إلى جواره ثم عكس وضعيتهم، حيث أصبحت هي المستقلية وهو الذي يدنو منها ثم سألها بمكر: و دلوقتي مرتاحة ولا لا؟

كانت أنفاسه تلفح وجهها وتزيد من شدة ضربات قلبها وإرتباكها ودخولها في عالم آخر، ودون وعي منها وكأن عقلها إنفصل عن جسدها رفعت كلتا يديها وأخذت تتحسس عنقه وتمرر أصابعها على تفاحة أدم وأخذت تتبع عضلاته حتى توقفت فجأة وكأن عقلها عاد إليها أخيرا وأدركت أنها تفعل ذلك حقيقة وليس في مخيلتها .. أغمضت عينيها بخجل وسحبت يديها بسرعة .. كان عمر يتتبع حركة يديها بعينيه ويشعر وكأنّها تنشب حريقا في كل موضع تلمسه من جسده، أغمض هو الآخر عينيه محاولا السيطرة على مشاعره الجياشة، في حين أنها شهقت بخجل عندما وجدت فستانها قد إنحصر بسبب حركتها وكشف عن ساقيها كاملة تقريبا .. تسلّلت يدها بإرتباك كي تعدله مرة أخرى فأوقفها عمر عندما مدّ كفه ببطء وأخذ يسحبه إلى الأسفل برفق، ودون إرادة منه وهو يفعل ذلك لمس ساقها فسرّت رعشة بسائر جسدها .. همس بإسمها بعذوبة من بين شفتيه التي تلامس شفتيها فرفعت يدها ووضعتها خلف عنقه تدنيه منها، فقبلها قبلة طويلة شعرت وكأنها ستيغيب عن الوعى بسببها .. قطع قبلتهم صوت طرقات على الباب، زفر بضيق و إبتعد عنها وهو يلعن بحنق ثم ذهب إلى الباب، وقبل أن يفتحه صاح بغيظ: جاي يا أحمد أهو

بنظرة أخرى (مـكـتملـة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن