|1|

2.1K 83 57
                                    

"برونو ، اشتقت لك يا صديقي"

تحدثت تلك الفتاة ذات الثمانية عشر عامًا بعد عودتها من المدرسة ، عندما وجدت كلبها يهرول نحوها مسرعاً ، فحملته بين احضانها ثم انزلَتهُ ليدور حولها ينبح بصوت عالٍ ويهز ذيله يميناً ويسارًا
مظهرًا سعادته واشتياقه لها

قهقهت عندما ابصرته يقوم بتلك الحركات اللطيفه حولها ، دلفت إلى المنزل برفقة صديقها برونو واغلقت الباب خلفها .

نظرت حولها فوجدت والدها العاطل عن العمل مستلقيًا علي الأريكة يشاهد التلفاز ، فتجاهلته واتجهت نحو الدرج الذي يقودها لغرفتها بالأعلي

"ألن تلقي التحية علي والدك أيتها الابنة العاق دونغ سو؟"

استوقفها صوت والدها الذي صرخ خلفها
فاستدارت نحوه ببرود وقالت بنبره هادئة
"مرحبًا"

ثم التفت ناحية الدرج مرة اخري

"انت حقا عديمة التربية ، انا لا اعلم كيف انجبت فتاة ناقصة ادب وعديمة نفع مثلك .. انا اشك بأنك ابنتي بل اشك بأنك فتاة بالأصل"

شدت علي قبضتها لتدير وجهها نحوه مرة أخري لتجده يرمقها بنظرة استحقار
ينظر إلى شعرها المبعثر القصير جدا ، إلى نظراتها الحادة والباردة ، طريقتها في الوقوف والتي تشبه الأولاد كثيرا ، زيها المدرسي المتسخ والممزق عند ركبتيها ، واخيرا .. الكدمة في وجهها !

بدت وكانها خرجت للتو من معركة عنيفة
او بالفعل هي خرجت من معركة عنيفة بالمدرسة مع بعض الفتيان الطائشين .
هي تفعل ذلك كل يوم تقريبا
ليست هي من ترغب في الشجار ، ولكنهم يقومون بمضايقتها وجعلها تستشيط غضبًا فتبدأ بتوجيه اللكمات لهم فيفعلون لها المثل
لكن غالبا ما تفوز هي بالنهاية ، إنها بارعة وقوية بحق !

نظرت دونغ سو إلى ذلك الرجل الذي يُدعي والدها لثوانً عدة
ثم قررت ان تصمت وتصعد لغرفتها
صعدت الدرج ودلفت غرفتها ثم صفعت الباب خلفها .

لحظات ثم وصلت دونغ مي ، اخت دونغ سو ، التي تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا

فتاة ذات شعر طويل مرتب ، عينين لامعتان ، وجنتين ممتلئتين ورديتين ، ملابسها مرتبة ونظيفة ، رائحتها كالفراولة دائمًا

استقبلها برونو بسعادة عندما فتحت باب المنزل كما فعل مع دونغ سو

ولكن هذه المرة كان رد فعل والدها مختلفًا تماما عن رد فعله تجاه اختها دونغ سو !

فقد استقام من مضجعه واخذ دونغ مي بين احضانه
مسد علي شعرها عدة مرات
"ها قد عادت ابنتي الجميلة ، لقد اشتقت إليك ابنتي اخبريني كيف كان يومك بالمدرسة ؟"

مَــلَاذِي Where stories live. Discover now