الفصل الثامن و الخمسون
عطر / فارس أن توهت ولا ايه انا بكلمك علي بابا وماما سوسو مش ماما مسك انت شكلك اتلغبط بس
فارس /ما انا عارف انتي بتتكلمي علي ايه وانا بتكلم عن ماما مسك يا عطر سوسو هي ماما مسك امنا يا عطر سوسو هي ماما
و حضنها فارس بقوه وقاعد يبوس في رأسها و أيدها
اتكهرب الجو واحمر وجهة مسك و سارعت ضاربات قلبها بشده وكاده يقف
و عطر كأنها مغيبه في عالم غير العالم وكان المفجاءة شلت تفكرها
بيجاد/ فارس انت بتقول ايه وجبت الكلام ده منين
فارس وهو مازال حضن مسك وكانه عثر على كنز ثمين يخشي فقدانه
فارس/ من حاجات كتير يا بابا من حننها الغريب لما بضمني لصدرها من شعوري بدفا والأمان انا معاها
و كمان من لاب توب بتاعك و الصور اللي عليه
بيجاد/ انت لقيت لاب توب ده فين انا قلت إن ناسيتة في المانيا و استعوضت ربنا في الصور
فارس/ الاب كان في صندوق اللي كان في حاجتي عاوز إثبات اكتر من كده
وفقت عطر تصفق جامد برافوووووو عرض مسرحي جامد صراحة بس للاسف مبيضحكش
عطر بدموع / وصوت مخنوق خلاص الكل خلص اللي عنده خلاص اتكلم انا ايوااااااة انا
ممكن حد يقولي ايه الذنب اللي انا عملته. علشان اعيش محرومة من امي العمر ده كله وهي هنا عايشة توزع حننها علي عيال غيرنا و الكل هنا بيقولها يا ماما وانا اتحرمت من الكلمة دية وكان نفسي انطقها
اتحرمت أن أقول ماما عارفين لما كان بيجي عيد الام و كل العيال معاهم امهم وانا مع المربية بتاعتي تسوي ايه اللحظة دي حد يرد عليا حد يرد تسوي كام
ولا أول يوم بلغت فيه ومحدش فاهمني ايه ده ويعني ايه وأجبرت اسال اصدقائي وكل واحد بمعلومة شكل تسوي إيه حد يرد عليا و انا هنا امي عايشة بتوزع حنانها وانا مفتقداه عارفين لما كنت بصحي الصبح الاقي نفسي في مدرسة داخلي الفطار بمعاد و الغدا بمعاد والنوم بمعاد ولا كأننا في سجن و لما كنت بصحا من النوم نفسى في امي تسرحلي شعري و اقعد اقولها سرحيلي تسرحتك اصلي بحبها قوي
شهقات متتالية كان نفسي قوي البس هدومها الكبيرة عليا و امشي بجزمتها ام كعب في البيت كان نفسي اول مرة قلبي يدق اجري عليها واقولها و حكيلها
لكن احنا كنا بترجع من اجازة المدرسة لايد المربية بتاعتنا اللي بتبقض اخر الشهر تمن تربيتنا يعني المفروض انها بتؤدي شغلها علي اكمل وجه مافيش مجال العواطف ده شغل قصاده فلوس يعني مافيش حد بيطبطب
ولا كله كوم و ليلة الامتحان دي بقا لوحدها و انت محتاج ايد تحضنك علشان تطمنك صحيح بابا كان بيعمل كده بس انا بنت وكنت محتاجة امي في كل مرحلة من عمري محتجالها تقولي البس ايه و ماتلبسي ايه اجري احكلها عن صحباتي
كل ده ليه وعلشان ايه اديني مبرر واحد بس يقنعني أن بعدك عننا كان غصب عنك انتي بعدتي عننا في أصعب سنين عمرنا منتظره مننا ايه اول ما تقولي انك امنا احنا نرمي كل حاجة ورا ضهرنا ونجري نترمي في حضنك
كنتي فين لما فارس جاتله حمي مسالتيش نفسك مين اللي سهر عليه كنتي فين وانا بتعلم لسة امسك القلم و انا بتعلم اتلكم انتي استحاله تكوني امنا استحاله انتي حد غريب عننا مافيش اي مبرر علي وجه الارض يبرر بعدك عننا غير الموت
فارس / عطر ممكن تقعدي كده و تفهمي كلام ايه اكيد هي عندنا تبرير قوي للي حصل اقعدي اسمعي منها هي حتقول ايه
عطر /زقت ايد فارس ااايه انت اللي بتقول كده انت اللي انحرمت من اجمل احساس انت مش فاكر يوم الرحلة لما كل واحد كان جايب امه علشان المسابقة بتاعة الطبخ فاكر انا وانت كنا قاعدين فين وكانت اول مرة اشوف فيها دموعك فاكر احساس الكسرة و هما بيختارو اللي معاهم امهم وبس ااايه لاحقت تنسا بسرعة كده اوعي تقولي ناسيت لما كنا بنخاف ننام بليل في ضلمة و تيجي المربية تزعق وتصمم تقفل النور والباب و نقعد نحضن بعض علشان نطمن بعض في ايه فارس جري ايه كل ده اتنسي ازاي
كل ده ومسك منهاره بشده في حضن فارس و كان الزمن رجع لورا ووقف
بيجاد بحده/ في ايه يا عطر اخوكي قالك اقعدي و اسمعي و بعدين احكمي اتفضلي اقعدي بقا لو كلام معجبكيش ابقي ارمي التهم زي ما انتي عاوزة لكن متظلميش امك كفايا قوي اللي عاشته بعيد عنكم وحرمنها منكم
قاعدت عطر وهي منهارة بشده ومسك كمان قاعدت قدمها وبدأت تحكي مسك حكايتها من اول ما بيجاد لما شافها لحد دلوقتي و مع كل كلمة الزمن بيرجع لورا و عطر و فارس بيسمعوا و عقلهم مش عارف يستوعب اللي حصل
فارس/ اده هو في ناس كده و ازاي جدو محمود يعمل فيا و فيكي كده ومحدش يقولي اصل كان معموله عمل وكلا فارغ ده كل واحده عنده عقل وراس عذره أقبح من ذنبه لانه فاق لنفسة ومع كده مرضتش اعتبار امي
ولا منع عنها الاذية بلعكس لحد اخر وقت كان واقف مع فاطمة و تعرفوا جدو لما جه يعتذر لامي في بتها قبل الحادث بتاعة عمل زي اللي خانقتي في حارة و صالحني في زقاق يعني هنها قدام الناس و صلحها لوحدهم جدو كمان مشترك معاهم
