- آنِسة كِيرا؟
سألَنِي أحد الشرطيين..
- ن.. نَعَم..
- عَلَيْكِ المَجيء مَعَنَا إلى المَخْفَر.
- ..بِأي سبب؟
- لَا نَعرِف، لديكِ الحق في الصمتِ إلى أَن تتكلمي مع محام.
وقد قاداني بالفعل إلى المخفر، حيث ظللت أنتظر وراء القضبان لساعتين قبل أن يتم طلبي.. سألتهم مرارا وتكرارا أن يخبروني السبب وراء قبضهم علي، لكن دون جدوى.. لا أحد كان يتكلم معي.. كأن حياتي لا يمكن أن تكون أكثر سوءاً!
ثانية، بيدين مكبلتين، روفقت إلى مكتب أحد المسؤولين، وكان رجلاً أصلع الرأس سمين البدن متجهم الوجه. سألني فوراً:
- قيل لي أنك كنت تتساءلين لم أنت هنا.. ألا تعرفين حقا أم أنك تتذاكين وحسب؟
- أ.. لا أعرف شيئاً سيدي.. أظن خطأ قد وقع...
- خطأ؟ أتعتقدين أننا نلعب هنا، آنسة كيرا؟
- إذن، فمن حقي معرفة سبب دخولكم شقتي وقبضي علي سيدي..
- آنسة كيرا، تم القبض عليك بتهمة القتل العمد...
- ها؟
- رغم عدم وجود أدلة، لكن شخصاً ما نقل إلينا بأنك اعترفت له بقتلك شخصاً وإغراقك إياه في البحر، وقال أيضاً أنك أخبرته باسمه وهو دوريان...
- ماذا؟
- أود تصديق ملامح وجهك حقاً، لكنه مصدر موثوق، وقد حققنا معه فقال أنه التقى بك مرتين فقط، لذلك ففرصة وجود ضغينة أو سبب للانتقام منك ونقل خبر كهذا إلينا تبدو لي مستحيلة...
- لكن هذا كله بحد ذاته مستحيل سيدي!
أحسست بصدمة هائلة تغلق علي كل حواسي.. هَل لِذَلك الفتَى عُقدةُ نَقصٍ أم ماذَا؟ وَصَل بِهِ شَكُّه أن يَشكِي بي!
حول نظره عني بعد زفير عميق إلى الأوراق أمامه يقلبها. ثم بعد دقائق طلب مني الجلوس وسألني بنبرة أكثر هدوءا:
- أتنكرين أنك قابلت ستيفن هذا المساء؟
- لا..
- أتنكرين أنك أخبرته بجريمتك؟
نظرت إليه، وأنا أرتعد، وأتساءل.. هل حقاً أنا مجرمة؟
هل فعلي ذلك يعتبر جرما؟
وإن لم يكن، فلماذا ضميري بات يعذبني كثيراً بسببه؟
- آنسة كيرا؟
- الأمر ليس.. ك.. كما تعتقدون..
- ماذا تقصدين، آنسة كيرا؟
- أنا.. لست.. لا أستطيع..
- لا تستطيعين ماذا يا آنسة كيرا؟
- أجل.. صحيح..
- صحيح ماذا؟
- قتلت دوريان، لكن...
أنت تقرأ
Keira Gray | كِيـرَا غراي
Romanceهل تُـؤمِن بالصُّدفة؟ أما أنا فَـلَا. أي تشابهٍ بينَ هذه القصةِ وحَياتِي هو مِن مَحض الصدفَة.
