2

195 41 15
                                    


"الأوّل مِن فِبراير ..

انتهيتُ مِن إبعادِ كوماتِ الثلوج عَن طريقِ بابِ المقهى ودلفتُ أستشعِر الدفء الذي يكاد يكون مُنعدِمًا ..

كانت أوّل من يدلف بعدي والوحيدة رُبما؟ فمن سيترك منزله بهذا الطقس!

«قهوةٌ مُثلّجةٌ إذا سمحت ..»

قالتها بهدوءٍ وذهبت لتجلِس على ذاتِ الطاولة البعيدة رُغم خُلوّ المقهى ..

'صباحٌ جديد، لنبدأه بشيءٍ جديد وإن كانت ثلوج، فقط .. لنزينها ببسمةٍ صغيرة'

كانت كلماتِي منقوشة على كوبِها ..

قهوةٌ مُثلّجة دون ما يُحلّيها، هكذا تُحب .. رُبما؟

بطيفِ بسمةٍ وضعتُ قهوتها أمامها هامِسًا بـِ

«شيءٌ آخر؟»

اكتفت بحركةِ رأسِها، تكادُ لا تلحظ حتى ..

انحنيتُ بهدوءٍ وذهب لأحظى بقهوتي على طاوِلة أُخرى؛ فعلامَ يبدو سيكون اليوم هادِئًا قليلًا ..

تجلِسُ بهدوء، شعرُها كستنائِيٌ قصير، يغطيهُ قبعة صوفيّة سماويّة اللون وقد احتضن كتفاها وشاحٌ بذاتِ اللون، عيناها بُنيتا اللون ووجنتيها حمراوان؛ رُبما بسببِ البرد ؟

أقفتُ مِن شُرودي على صوتِ رنّانة المقهى تُعلنُ عن قُدومِ آخر ..

لِمَ هذه الأفكار الآن؟ مُنذ متى ومين يونغي يُدقِقُ بهيئةِ أحدهم!

أخذتُ طلبَ الآخر وذهبت ..

بقيَت هناك طوال اليوم، بيدها دفترٌ كلونِ وشاحها، يبدو أنهُ لونها المُفضل ..
تنقشُ حروفًا تارة وتارة تُصوب عيناها للثلوجِ بالخارِج ..

أكثرُ الزوارِ هدوءً.
تحيطها هالةٌ لم أعتدها، على نحوٍ جيد رُبما  .."

أغلقتُ دفتري لأضعهُ بهدوء على المنضدة بجانبِ سريري وأُطفِئُ نارَ شمعتي الزرقاء لأنام؛ فعليّ الاستيقاظُ مُبكِرًا ..

لِمَ بتُ أُلاحِظُ الأزرَق وكأنهُ لونٌ جديد؟ ألم تكُن شمعتِي هناكَ مُنذُ فترة!


الطَاوِلة الخامِسةَ عَشرWhere stories live. Discover now