الفصل الثامن والستون

21.2K 2.2K 381
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثامن والستون:

ردت وعد بطريقة شبه ساخرة:
-لا بص إحنا عايزين أشرف..ينفع تجبلنا أشرف؟

آتاهم صوت جابر متحدث بمرح ارتسم على ملامحه:
-لا أشرف مش في المنيو والله....

ابتسمت ثراء رغمًا عنها...بينما عقبت وعد بطريقة مرحة مشابهة لأسلوب جابر:
-مش في المنيو إزاي..ده هو بذات نفسه مأكدلي أنه في المنيو..

علت ضحكات جابر وهو يسحب مقعدًا يجلس رفقتهم....رامقًا عابد بنظرات عابثة تحوي الكثير من المكر...قائلًا:
-روح انت يا عابد شوف شغلك..انا هقعد مع البنات عقبال ما أشرف يجي....

كز عابد على أسنانه وتحكم باعصابه بصعوبة...مستمعًا لبقية حديثه والذي بات موجهًا للفتيات:
-طبعا بتسألوا نفسكم عابد بيعمل ايه هنا..فـ أنا هوفر عليكم وهقولكم أن أبويا الحاج سلطان..حابب يفتح فرع جديد من المطعم ومش فاضي..وطبعا مش كل حاجة هتبقى عليا..الموضوع هيبقى صعب ومرهق..عشان كدة بابا قاله ينزل يساعدني.. وانهاردة اول يوم شغل ليه...

انتهى من سرد ما حدث بطريقة درامية...كوميديا...تثير الضحك...مطالعًا عابد والذي يتضح عليه أنه على وشك الانفجار مضيفًا:
-عبود..روح هات للبنات حاجة تشربها..تشربوا ايه أخواتي في الله..

هنا وارتفع حاجبي ثراء...وانتبه هو لما تفوه به...فصاح يصحح من جديد محدثًا كلا من وعد و وئام:
-طبعا انتوا اللي اخواتي في الله.. آنسة ثراء صديقة عزيزة على قلبي..مش هنسى لها أبدًا اللي عملته معايا ساعة ما الحاج طردني وكنت هتشرد.. حقيقي أنتِ طيبة اوي وبعزك جدًا...

انحنى عابد برأسه وعينيه لا تتزحزح من على معشوقته يهمس له بنبرة مخيفة:
-بقولك إيه ما تحكيلها قصة حياتك...قوم يا مهزق أنت بدل ما تجيب التهزيق لنفسك قدامهم واحرجك..

ابتسم للفتيات...ثم نظر لأخيه هامسًا له:
-وانت مالك أنت؟! وبعدين هتهددني ههددك آه.. وهقول لابوك انك خدت نضال ورحتوا كبارية واحكيله على بيبي فاكرها يا بتاع بيبي؟؟؟؟

ومن جديد يكز عابد على فكيه....محملقًا بـ وئام والتي تفادته تمامًا...مسح بعينيه فوقها وفوق ملابسها الواسعة المحتشمة وحجابها الخافي لنصف جسدها العلوي....

لمعت عينيه ببريق غريب...وقال:
-طيب حضراتكم تشربوا ايه؟

ترقب حديثهم فقالت وعد اولًا:
-بيبسي..

حدقت بها ثراء و وئام معًا...نظرت إليهم وابتلعت ريقها هاتفة:
-خليها قهوة سادة....

اماء لها عابد ثم حدق بـ ثراء متمتم بعملية:
-وحضرتك؟

-مش عايزة حاجة...

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) Where stories live. Discover now