الفصل الثالث

132 19 10
                                    

( الفصل الثالث)

في طريقهما لقضاء إجازتهما فأخيراً تخرجا هما الإثنان وقررا السفر لتفريغ طاقتهما وكانت وجهتهما هو الشاليه الخاص بوالدها في الغردقة ، كانت تقود السيارة بسرعة قصوى و كانت تصرخ فرحاً بينما كانت تجلس علي المقعد الذي بجانبها صديقتها والتي لم يكن مقدار سعادتها أقل منها ولكن في الوقت ذاته كانت تصرخ خوفاً من تلك السرعة :

- ياسمين إحنا لسه متخرجين من الجامعة ، أنتِ عايزانا نتخرج من الدنيا كمان ولا اي

قاطعتها ياسمين وهي تصيح بحماس :

- بس مش عايزه اسمع كلمة جامعة أو محاضرات أو امتحانات دي تاني

ارتعبت أروى من تزايد سرعة السيارة وهتفت بخوف :

- وأنا زيك والله بس هدي السرعة شوية

حركت رأسها رفضاً لرغبة صديقتها وزادت في السرعة اكثر و في تلك الأثناء سمعت صوت هاتفها يرن فاعطت حقيبتها لصديتها حتي تخرجه وظلت تبحث عنه ولكن لم تجده :

- أنتِ دافنة التليفون ولا اي يا ياسمين هو فين

- يابنتي ما عندك وريني

التفتت إليها تأخذ الحقيبة تبحث هي عنه و في اللحظة ذاتها سمعت صوت إطار سيارتها يفرقع و أدى ذلك إلي فقدانها السيطرة علي السيارة و في لحظة كانت السيارة ينقلب حالها رأساً علي عقب وتحطمت وآخر ما سمعته كان صوت صراخ صديقتها ...
انتفضت من نومها وهي تصرخ باسمها و جبينها يتصبب عرقاً وجسدها يرتعش وظلت تنادي باسمها بطريقة هستيرية ، في الوقت ذاته كانت منار تخرج من غرفتها ومتوجهة للاسفل ولكن توقفت عندما سمعت صوت صراخ شقيقتها فركضت سريعاً إلي غرفتها وجدتها تجلس علي الفراش وعلي حالتها تلك ، ركضت ناحيتها سريعاً تحتضنها وهي تتساءل بخوف :

- اي يا ياسمين ، مالك ياحبيبتي في اي

ارتمت بين أحضانها ترتعش بخوف ولازالت تلك الأصوات ترن في أذنها وآخر صورة رأتها تتكرر داخل عقلها ، فقط خرج صوتها مرتعشاً :

- أروى .. أروى يا منار .. أروى فين

حركت منار يدها على شعرها وحاولت أن تهداها فيبدو أن شقيقتها رأت ذلك الكابوس من جديد :

- بس اهدي ، اهدي يا ياسمين ده كابوس

- لا لا ، لا مش كابوس أروى بتصرخ أنا سمعها

علمت منار أن شقيقتها رأت تلك الذكرى في منامها مرة آخرى والتي كلما رأتها تنهض تبحث عن صديقتها في كل مكان فحاوالت أن تهدأها بقولها :

- خلاص اهدي أنا هاخدك تشوفيها النهاردة ، بس اهدي علشان خاطري

ظلت منار تحرك يديها علي ظهرها وتضمها إليها تحاول أن تهدأ من رعشة جسدها حتي ابتعدت وهي تقول بصوت مختنق :

- خلي عمر يجهز العربية أنا عايزه أروح أشوفها

أومأت لها إيجاباً دون أي اعتراض وهي تساعدها في النهوض :

للحياة فرصة تانية Where stories live. Discover now