حيث

180 34 1
                                    


بسم الله

.

"مرضك!!" بومقيو أبعدها عنه سريعا في حين لا تزال ذراعاه تلتف حولها يصب نظره في عمق عينيها اللتي تلمع بفعل الدموع

"دعني أخبرك عن هذا،" همست له تعبث بأناملها على خده وعيناها لا تقطعان التواصل بينهما

---

بومقيو سحب مادلين لمقهاه، كانت تلك مرتها الأولى فعليا، ولم يكن لديها الوقت للتعجب من جمال المقهى حيث سحبها بومقيو للعلية، هناك حيث زين المكان بأروع طريقة قد رأتها في حياتها..
"هذا المكان يشعرني بشيء حلو يداعب معدتي، هل نسيت شيئا ما؟" تسائلت تنظر لبومقيو الذي ابتسم

"ربما، لتحكي لي عن مرضك أولا " هو سحبها ليجلسا سويا على الجلسات الأرضية يعطيها جل تركيزه واهتمامه.

"أنا تعرضت لحادث، لا أعرف منذ متى كان بالتحديد، لكنني فقدت ذاكرتي فيه، لا أعلم ان كانت هذه تسمية صحيحة في حين أنني أتذكر كل شي حول حياتي عدا ما يحدث بعد الحادثة"

"أصيبت رأسي وبسبب ذلك ما عادت ذاكرتي تستطيع تخزين ما يدور حولي، أنا أنسى كل شيء بمجرد ابتعاده عن مرأى نظري، لا أعلم حقا أن كان هذا ما يحدث تماما، لكنني أنسى الأشياء بسرعة، لهذا السبب تراني أكتب دوما في دفتري، ولهذا السبب أحببت التقاط الصور، حتى أخلد الذكريات الجميلة طالما أنني لا أذكرها"

"لهذا السبب كنت في المشفى حينها" همس هو لنفسه

"مشفى؟"

"رأيتك سابقا في المشفى، كانت معك فتاة ما حسبما أذكر، ربما لاتذكرين هذا لكنك ابتعتي لي زجاجة عصير من آلة البيع لاني لم أمتلك عملات نقدية حينها"

"أنا حقا لا أتذكر هذا" همست هي في خجل.

"مع ذلك، لازلت أشعر كما لو أنني أعرفك من وقت أطول بكثير من هذا، لقد كنت دوما أنتظر شخصا لا أعرف من يكون ليملأ الفراغ والوحدة التي تخلفها الذكريات بداخلي، كان هذا أنت، أنا متأكدة أنني كنت أشعر بسرب من الفراشات والكثير من المشاعر الفياضة تجاهك في كل مرة رأيتك بها "

بومقيو هو الخجل الآن، لم يستطع كبح ابتسامته الخجولة لذا قهقه لتفعل هي تبعا لذلك..

كلاهما يشعران بأنهما وصلا إلى محطة الآمان في حياتهما أخيرا بعدما قضو وقتا طويلا جدا داخل قطارها..



ذاكرةْ |• تشوي بومقيوDonde viven las historias. Descúbrelo ahora