Part 4

7.3K 393 108
                                    

"لا تحمل أيًا من ملامح والدتك" قال كاسرًا الصمت بيننا.
"لوسي من تشبهها" أجبت بصوتٍ خافت، وأردفت بهمس "أتمنى لو كانت حية"

"ما أعلمه أن وضع لوسي كان سبب ضعف جسدها وقلبها"
"أنا من كان السبب وليس لوسي" قلتها بحدة

'ندمت على ما قلته في الثانية التي تليها'

"ما الذي فعلته لتكون السبب؟" سأل وهو يضع عينه يعيني.
"أنا مثلي"
"ومالعيب بذلك؟ أنا مثلي أيضا لوي!"
"لم يحتمل قلب أمي ذلك؛ كانت تتوقع رؤية أحفادٍ لها"
"كيف علمت بمثليتك؟" فاجأني بسؤاله. مُحرج!

"رؤيتي مشوشة لتلك الذكرى ولكني علمت بعد أن سرق قبلتي الأولى فتى وأحببت قبلته"
'ابتسامته تتسع وكأنه هو من قبلني!'
"كم عمرك؟"
"٢٨"
"أنت تمزح!" قلت مُتفاجئًا

'كيف له أن يكون بهذا السن!! ألا يرى ملامح وجهه المثالية؟ أليس من المفترض أن يكون عمره لا يتخطى العشرين سنة!'

'بدأت رؤيتي لتلك الذكريات التي تجمعني بالذي جانبي تتضح'

"لا أمزح فيما يخص الأعمار" أردف بقهقهة "خاصةً وأن الفرق بيننا عقدٌ كامل"
سكت للحظةٍ ثم قال بصوتٍ هادئ "أودّ دعوتك لمنزلي، أريد أن أريك ذكرياتٍ كثيرةً جمعتني بك، أريدك أن ترى كم كنت لطيفًا حين كنت أصغر بتسع سنواتٍ من الآن"
"والدي لن يسمح لي بالخروج وحدي"
"ستأتي لمنزل ابن عمك ما الخطورة في ذلك؟"
"ابن عمي الذي لا أعرف اسمه حتى الآن؟"

"هاري" أعاد "اسمي هاري"

"هاري. جميل." نطقتها بابتسامة خفيفة.
"لو"

'نطق بها واذا بتلك الكلمة تجرفني لذكرياتٍ كنت قد نسيتها، أو تناسيتها'
رفعت رأسي ووضعت عيني بعينه منتظرًا إكماله لحديثه

"لو أنا لا أعلم ما أخبرك، لكني عدت كي أرجعك لي"يقولها برقة.
"متى كنت لك كي أعود!"لست متفاجئ، لكني أكره أن يتملكني شخص.
"أعلم ما قدر المفاجأة التي ستشعر بها؛ التسع سنوات التي كنت فيها بعيدًا عنك، قضيتها شوقًا وتحرقًا لرؤيتك من جديد" سكت قليلًا ثم أكمل بنبرة آلمتني "أحببتك منذ كنت في التاسعة عشر من عمري ولا زلت أفعل لوي"

'لا أعلم ما أقول، لساني شُل، لم أكن أعلم أنه يحبني! أو حتى متعلقًا بي لهذه الدرجة'

"أعلم أنك بحالة صدمة الآن، أنا لا ألومك وأستطيع الرحيل إن أردت" قالها وسكت لثانيتين وحين لم يجد ردًا مني؛ همّ بالوقوف وقبل جبيني ثم اتجه ناحية الباب.

لا أعلم أين كان عقلي، لكني تبعته بسرعة وأمسكت معصم يده بقوة مانعًا إياه من الرحيل.

"لا ترحل"
ابتسم ابتسامة واسعة حتى ظهرت تلك الغمازة التي حقًا أود تقبيلها.

"ماذا تريد أن نفعل؟" قالها بعد أن جلسنا على الأريكة في صمت
"لا أعلم .. نتحدث ربما؟"
"عن ماذا تريد التحدث صغيري؟ "

'ها قد عدنا لصغيري'

"لا أعلم.. الذكريات التي تجمعك بوالدتي إن كنت لا تمانع؟"
"بالطبع!" أردف "لا أملك صورًا تجمعني بها، لكن على الأغلب أني سأجد في غرفتي في زاويةٍ ما بعض الصور التي تجمعها بك وبوالدك.. حين تأتي سأبحث لك عنها وتستطيع أخذها ان أردت"

'كأنه يعلم أني لا أحتفظ بأي صورةٍ لوالدتي، فقد حرقتها جميعها بعد وفاتها'

"ما الذي كنت تفعله بأمريكا لتسع سنوات؟"
"أنا رجل أعمالٍ الآن، درست وعملت على شركتي الخاصة حتى اشتهرت ولاقت نجاحًا كبيرًا واستقرت أوضاعي المالية. عدت من أجلك." يبرر.
"ماذا لو لم أبادلك هذه المشاعرهاري؟"
"ستفعل" قالها بثقة وهو يبتسم.
"كيف لك أن تكون واثقًا لهذه الدرجة؟"

مُستغرب من ثقته!

"لأنك أحببتني قبلًا، ولكن مع إيهام نفسك بأنك فقدت ذاكرتك فأنت تتجاهل مشاعرك أيضًا" أكمل بصوتٍ مكسور"أخبرني أنك لا تشعر بنفس الحنين الذي أشعره تجاهك؟"

'صوته مكسور لكن واثق! لن أكذب بقولي أني لا أشعر بالحنين بمجرد التقاء أعيننا؛ لكن مالذي يضمن لي عدم رحيله؟ الجميع سيرحل. أمي خانتني، كذبت عليّ وأخبرتني أنها لن تتركني وحيدًا، ورحلت من بقي بعد أمي كي لا يرحل؟'

"أنا لن أعود لأمريكا لو إلا وقلبك بين يدي لوي" كان هذا وعده الصادق.

كان هذا الوعد الوحيد الذي لم يخلف به، لم يرحل إلا وقلبي وروحي معه؛ حتى أني لحقت به لأمريكا بقدماي وبرضاي!
'أظنه قصد بوعده أنه لن يرحل لأمريكا إلا
وكلي بين يديه..'
------------------------
My supporters:

yossrachi theawesome_jee

اقتراحاتكم 💕
Kik: meemtion

Not Now - Larry Stylinson.Where stories live. Discover now