" الانطفاءُ الشُّعوري "

53 1 4
                                    

 

استنتجتُ مؤخراً أنَّ بعض اللَّحظات الشُّعورية هيَ محور مستحيل الوصف أحياناً!
تُدركُ ذلك عندما تصل لمنحًى تعجز فيه عن شرح  شعورك حتى لنفسك! ، فتفكر بأنَّك لا تعرف كيف تشعر أو ما الذي تشعر به!

وتقول " لا أعلم ماذا بي! "
أو " شيء ما خاطئ أو ناقص! "
بينما تنسلُّ دمعةٌ أو اثنتان مترافقتان مع جملتك السابقة ..

وبعد محاولاتٍ من البحث عن سبب العجز الكامن وراء معرفة ماهيَّة هذا الشعور الغريب ، استطعتُ استنتاج أنَّه في هذه اللَّحظة الشُّعورية بالذَّات ..
الإنسان يكونُ منطفئاً تماماً! ، مجرّداً من كلِّ المشَاعر ..
فلا يوجدُ شعورٌ أساساً ، ليتمَّ فهمه!

ثم يعلَقُ الشَّخص في ميدان التَّكهنات حول .. لماذا انتهى الأمر بي على هذا الحال ؟!
أو ما الذي أوصلني إلى هنا؟!

وبالتأكيد لا توجد طاقةٌ كافية للبحث عن إجابة شافية تُشبع جموح أفكار المرء في هذه الحالة الكئيبة ..
فيتمُّ اتّخاذ السَّبيل الأسهل تلقائياً ، ألا وهو كالعادة .. النَّوم
ظنّاً أنَّه الرّاحة الأقرب ، ولكن للأسف لا ينتهي الأمر عند هذا الحد في حالة الانطفاء الشُّعوري!
وإنما حتى النَّوم _ الصديق الأقرب في هيجان الكآبة_  يصبحُ خائناً ، ويستمتع بإرساء السفينة في ميناء الكوابيس ..

فلا راحةَ في النَّوم ولا مهرب ..
ولم تعد اليقظةُ مثيرةٌ للاهتمام بـ حضرةِ كل تلك التَّساؤلات المزعجة.

أَنِـيـن حُـلـم § Dream Whine Where stories live. Discover now