الفصل الثانى

35 3 0
                                    

ارتدت ملابسها عبارة عن بدلة رسمية ببنطال واسع باللون الكحلى وسترة مفصلة جسدها بأناقة، اسدلت خصلات شعرها الأسود على كتفيها وارتدت نظارتها الطبية الرقيقة لتظهر جمال عينيها البنية
دخلت العيادة بخطى واثقة لتجد الممرضة تستقبلها بابتسامة مشرقة فهى تعمل معها منذ جاءت للعمل برفقة الطبيب منذ ثلاث سنوات

-صباح الخير دكتورة أمل هل استعديتى لليوم الهام
-نعم لكننى قلقة
-ولم اذا؟
هذه أول مرة اتولى أمر الحالات بنفسي مباشرة

-لا تقلقي فأنت بالفعل مارست الأمر لسنوات فلا داع للقلق ولا تنسي بأن الحالات التى اوكلهاولك الدكتور ليست صعبة بل لأناس لهم مراكزهم رغم الحالات التى يعانون منها

-حسنا متى سيحضر اول حالة؟

-دكتور دافيد سيكون هنا بالخامسة وكما تعلمين لن يحضر أحد آخر معه كما العادة
يوم خاص به حفاظا على مكانته
-نعم
-حسنا
نظرت لساعتها فوجدت أنه لا زال أمامها ساعة على الأقل قبل حضوره

-حسنا هلا أعددت لى كوب من القهوة وحضرت لنشربه معا كالعادة؟
حسنا عزيزتى
اتجهت للمكتب وخلعت سترتها وبقيت بقميصها الحريري باللون الفضي وجهزت دفترها وجهاز التسجيل كى تكون جاهزة حين يحضر مريضها الأول
دافيد حاولت أن تتخيل شكله فهى لم تلتق به من قبل فاصراره على خصوصيته جعلت من الممنوع حضور أحد الجلسات أو التواجد حتى بالعيادة وقتها مما أعلمها مدى حاجته للتحكم بكل ما يخص حياته
لم تشعر بمرور الوقت وهى تحتسي قهوتها بصحبة مارى تلك السيدة الحلوة المعشر التى نبهتها بأن الوقت قد حان وأن دكتور دافيد سيكون هنا خلال لحظات
-ربما سيتأخر
-لا يمكن أن يحدث هذا
-حسنا
وبالفعل خرجت مارى ولم تمض لحظات ودخلت لتخبرها بحضور دكتور دافيد
نهضت امل من مكتبها ووقفت بمقربة من الباب منتظرة دخول دكتور دافيد الذى ما أن خطى للداخل حتى صدم وهو يرى أمامه سيدة تقف أمامه بابتسامة حذرة وتعرفه عن نفسها
-دكتور ناجى
-امرأة؟
ابتسمت فلابد أنه أعتقد أن من سيتولى أمره خلفا لطبيبه هو زميل له لكنه صدم بكونها امرأة
صححت له الأمر وهى تخبره باسمها الأول

-دكتورة أمل ناجى
تنحنح دافيد محاولا أن يستعيد هدوءه ويقيم من تقف أمامه، جسد ليس بضئيل ولا ضخم فهي امرأة أقصر منه ببضع سنتيمترات تعطيه الغلبة بالطول كثيرا ويجسد ممتلئ قليلا بأماكن مضبوطة ليست منفرة لكنها ليست نحيفة ووجه فاتن رغم العدسات الطبية التى تحجب سحر عينيها التى تحمل لون الشيكولاتة الذائبة

-دكتورة أمل اذا؟
شعرت بما يحاول فعله فهو يمارس سحره عليها الآن فابتسمت محفزة إياه على التواصل الجدى لا كرجل وامرأة لكنها تمنت أن تستطيع أن تجابه التحدى الذي سيكون بينهما الآن
أشارت له كي يجلس كما يريد ليبدءا جلستهما لكنه باغتها بسؤاله
-هل أنت متزوجة؟
أحرجت من سؤاله المباغت لكنها لم تظهر ذلك وردت بطريقة حازمة
-أعتقد أننا هنا لمناقشة امرك انت لا أنا اليس كذلك؟
نظرته القوية وعيناه الرمادية المثبتة عليها كادت أن تبعثر كيانها إذا لم تكن قد اعتادت على السيطرة على ردات فعلها كى لا يقرأها مرضاها

كشف المستورWhere stories live. Discover now