الفصل الاول

673 19 2
                                    

برودة الشتاء أصبحت تجرى فى عروقى ، فى دمائى تخرج مع كل نفس من أنفاسى لا احزن على شيئا على الاطلاق ولا هناك شيىء يجعلنى اشفق عليه مهما كانت درجه بئسه او حالته...!

           ٭٭    ٭٭٭    ٭٭٭   ٭٭
الخامس والعشرون من شهر  كانون الأول ، الساعة تدق الثانية عشر بعد منتصف الليل ، السماء لم تستطع التوقف عن هطول أمطارها الكثيفة المحملة بكرات الثلج ناصعة البياض ، السحب رمادية اللون ،ملتصقة ببعضها البعض في صراع عنيف  ، تحاول جذب انتباه المارة ، عن طريق أحداث إضاءات منيرة من الحين للآخر ،علي الرغم من حلول الليل ، لكن مازال الشوارع صاخبةً ومزدحمة ،  حتى مع قسوة وبرودة الطقس لا ينوا الرحيل الآن، الضحات تعلو جميع الأماكن ، الجميع يلتقط بعضًا من الصور التذكارية والبعض يتبادلون القبلات الحميمة ، اللون الأحمر يكسو الشوارع  ، اليوم هو عيد الميلاد..
             ×××××××××
في مكان يسوده الظلام  خارج المدينة في إحدى المستودعات المهجورة تقف أَرْسِيلْياَ بكل برود بينما تلعب بذلك السكين الحاد بين يديها.. دخل عليها إحدى الرجال انحنى لها بحترام ..
ليردف بصوته الخشن ..انه هنا .. إبتسامة شيطانيه علت ثغرها سرعان ما تلاشت .."أحضروه بسرعة "
إتجه رجال أرسيليا خارجا لإحضار ذلك القابع في السيارة كان مغمض العينين،مقيد اليدين قامو بسحبه بالقوة ليرمو به تحت أقدام أرسيليا التي لم تحرك ساكنا فقط تقف بكل برود..
إنحنت لمستواه ونزعت الرابطة على عينيه ..أمسكت بفكه بقوه حتى غرزت أضافرها في لحمه لتردف بصوت بارد كالجليد

"أخيرا ها أنتَ بقبضتي"

إبتسامة ساخرة فرة من ثغره

"لقد كنت واثق انكِ ما زلت على قيد الحياة، متأكد ان لعينة مثلكِ لن تنتهي بسهولة"

قهقهت دوى صداها في الأرجاء  ..أجل معكَ حق ..لعينة مثلي لن تنتهي بسهولة وخصوصا على يد حثالة قذر مثلك..سوف تندم على أفعالكَ ستندم على إقترابكَ من أرسيليا والعبث معها ..إلتفتت الي أحد رجالها لتشير له..

"أنت تعرف ماذا ستفعل بهذه القمامة..هيا نفد"

أومأ لها الرجل ليتجه هو ورجل أخر يسحبون كاذبيحة  خارج المكان .. لكن قبل ان يخرج صدح صوته في الأرجاء بصراخ وهو يمطرها باللّعنات...سيضل طيف الموت يلاحقكي  اين ما وطأت قدمكِ أيتها الشيطانة اللعينة..
وأخر ما سمعته كان صوت الرصاص  يدوي أرجاء المكان ..أغمضت عينيها وأخدت نفسا عميقا لتغادر  صعدت سيارتها وإنطلقت دون وجهة أصبح كل شيء سَوْدَاوِيًّا وباهتًا،  الألم، والحزن،  داخلها فوضىٰ عارمة ، وازدحام ومعارك لكنها وحيدة في كُل هذا، لم يتبق شيء سوىٰ الحزن، الخذلان، كدمات وجروح لا يمكن شفاؤها، تحطم قلبها إلى أشلاء لا يمكن تجميعها أصبح كمدينة مهجورة بعد حدوث ذلك الزلزال المدمر الذي أصابه، انتهىٰ الأمر هنا فلقد تعبت من كثرة المحاولة، تعترف أنها هُزمت في هذا العالم وستظل تائهة في هذه المتاهة فلا يوجد نهاية أو مخرج، غرقت  في الظلام وتوقفت عن محاولة الخروج منه  تركها الجميع ولم يتركها فقد أصبح هو رفيقها الوحيد وربما أكثر فلا تعتقد أنه سيتركها في يومٍ ما،  تحاول إسكات تلك الأصوات لكن بلا فائدة،  لم تنس ألالام الماضي مازلت تقيدها... حتى  أصبحت جثة هامدة بدون روح، بدون قلب، دون حياة..
أرسيليا نار الجحيم ابنة اكبر زعماء المافيا سحبها داخل نفق مظلم  ورغم موته مازالت عالقة بذلك النفق غير قادرة على الخروج منه ويبدو أنها لن تستطيع لذلك توقفة عن المحاولة وإستسلمت لمصيرها وكان عليها القتال من أجل البقاء ..
بعد لحضات وجدت نفسها أمام القصر ابتسمت بسخرية مهما ابتعدت ترجع لمكانها كأنها في حلقة مفرغة..فتحت أبواب القصر و دخلت السيارة مسرعة ثم أغلقت ورائها الأبواب ..
كان ذلك العجوز يجلس في الشرفة مذهولا ،حتى وإن  لم يرى وجهها و لكن صوت إحتكاك عجلات السيارة بقوة بالأرض كفيلة بحعله يعلم انها هيا .. ثم أي فتاة تقود سيارتها كلإعصار و تعود إلى منزلها في تلك الساعة المتأخرة من الليل وحدها.. لم تكن تفعلها سوى أرسيليا بجنونها و جموحها  الذي ليس له حدود دخلت القصر ،هيا فعلا متعبة ولا تريد ان ترى اي احد الأن لكن تمشي الرياح بما لا تشتهى السفن..
كانت صاعدة لغرفتها قبل أن يوقفها صوت العجوز ..

الهَجِين // J. JKWhere stories live. Discover now