الفصل الرابع

28.7K 1.1K 43
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

انتبهت حور الي وقوفه امامها لتنفض الحزن عنها وتنظر له بكراهيه واشمئزاز تقبله سليم بتلك اللحظه وهو مازال في صحوه ضميره الذي اعترف بخطأه وهاهو اخذ قرار لإصلاحه ليقول لها : قومي تعالي معايا
نظرت له حور بحقد دون قول شيء ليكمل سليم باقتضاب : قومي هأخدك لأهلك ....!!
لم تصدق اذنيها لوهله لتلتفت إليه ببطء تتطلع الي ملامحه لأول مرة ليسود الصمت بينهما قبل أن يري سليم ملامح الفرحه تبدأ بالسريان في وجهها وتلمع بعيونها التي انهكها الحزن ليهدر قلبها بسعاده فهاهي تلك السحابه القاتمه التي حلقت فوق حياتها واخيرا ستنقشع وهاهو الظلم الذي تعرضت له سيغادرها كما ستغادر هي هذا المنزل  وتعود لأهلها.... واخيرا .
لم يحاول سليم اخفاء مشاعر الغضب التي تملكت منه لرؤيه الفرحه بعيونها لينظر بتوعد الي تلك الفرحة التي نطقت بها عيونها تاركها تحلم بالتخلص من قبضته ليفيقها قريبا...!
استسلمت ليده التي تسحبها خلفه لأول مرة ليندهش سليم من سكونها وهدؤها طوال الطريق الذي لم يعهده فقد عهدها طوال اليومان الماضيان شرسة لا تهدأ وكم نحره هدؤها واستسلامها الذي لم يذق منه ولو انمله استسلام لقدرها معه .....
أبطأ سرعه سيارته ليدلف من بوابه منزل ابيها ليفيض قلبها بالمشاعر ويتخبط بفرحه عارمة فها قد انتهي كابوسها وعادت لبيتها ...
لم تنتظر توقف السيارة تماما وسرعان ما كانت تترجل منها بخطوات سريعه تريد أن تركض لحضن ابيها ولكنها تفاجأت بيده القوية تقبض علي يدها لتنظر له بنظرات نارية تجاهلها ببرود فيما خطي بجوارها بكل شموخ وغطرسة وهو يقف بها امام ابيها الذي ظهر لدي الباب فاتحا لها ذراعيه لتركض اليه بعد ان حررها سليم من قبضته ....دفنت نفسها في حضن ابيها الدافئ الذي ابعد صقيع قلبها فلم تلحظ اي شيء مما حولها من تلك التجهيزات التي استمر بها ابيها كما انتي لحفل زفافها مع الفرق أنها ستزف الي مختطفها بيد ابيها !
.. قبل عدنان جبينها ووجنتها بقلب ملتاع ومع قبلات ابيها الملتاعه انهمرت دموعها انهارا فوق وجنتيها
ليضمها عدنان إليه مجددا وهو يحاول مسح انهار دموعها هاتفا بقلب لهيف :  حور حبيتي انتي كويسة
اومات له واختنق صوتها بالدموع فالبالتاكيد  هي بخير طالما عادت لاحضانه واحضان منزلها الذي شعرت بالأمان به بينما طوال السنوات الماضيه طالما اعتبرته سجن لها ولكن الآن حينما جربت شعور السجن الحقيقي شعرت بمدي افتقادها لمنزلها ...
ظهر فهد بقامته المديدة وفتح لها ذراعه بحنانه المعتاد ولم يفعل شيء إلا أنه قبل جبينها قبله طويلة يودع فيها اسفه لعدم استطاعته حمايتها..!
اقترب سليم منها لتنكمش في حضن أخيها مندهشة من صمت فهد وعدم قتله لهذا الرجل الذي تجرأ واختطفها
ليتحدث سليم بصوته القوي الواثق موجها حديثه لعدنان : انا اديتك كلمه ونفذتها  وجبت بنتك لحد عندك
نظرت لابيها لتتفاجيء به ينظر لسليم بامتنان
فيما تحدث بنبره هادئه : شكرا ياسليم.. وانا عند كلمتي الماذون جوه هيكتب كتابك علي بنتي وهسلمهالك قدام الناس كلهم ...!!
غامت عيونها ودار العالم من حولها حينما استمعت لتلك الكلمات من ابيها بينما حاول فهد بقوة مغالبه غضبه فهو لايريد ان يكون مديون لاحد وخاصة سليم ولكنه مضطر بعد قبوله بطلب عدنان بإحضار حور لمنزله ليزوجها له هو واخيها ويعيد كتب الكتاب طبقا للاصول  للحفاظ علي هيبته وقد وافق سليم واحضرها بيده لهم ليأخذها بعد إشهار زواجه عليها بموافقتهم لربما يريح وخزات ضميره التي ارقته ليله امس وهو يأخذها غصبا من بين عائلتها
رفعت حور عيناها التي امتلئت بالدموع تنظر لابيها غير مصدقة لماتفوه به للتو
لتردد بضياع ممزوج بخزلان : .. بابا انت بتقول اية؟
حاول عدنان التحدث بنبرة حازمه ولكنه لم يستطع امام دموعها المتخاذله ليخرج صوته متحشرج : اللي سمعتيه ياحور.... انتي هتتجوزي سليم ابن عمك
غص حلقها ونقلت نظرها لفهد الذي ابعد عيناه يخشي مواجهتها وقد جاهد لإظهار القوة وهو يقول : يلا ياحور ادخلي الناس وصلت
لم تعي شئ مما يحدث فقد كان كابوس اليوم أفظع من كابوس الأمس فبالامس أخذها غصب عن ابيها واخيعا واليوم يسلمها له ابيها بيده واخيها وكأنها قربان مقابل إنهاء تلك العداوة التي لم يكن لها بها أي ذنب  ...!!
شعرت بشعور قاسي قتل روحها في تلك اللحظة حينما خذلها أقرب الناس اليها لتغطي سحابه سوداء قلبها تجعلها تكره الجميع في تلك اللحظة..... فوالدها وضع يده بيد خاطفها يكتب وثيقة اسرها وذلها له واخيها وقف شاهدا .. كما وقف ادم الذي لمحته وهي تنقاد الي غرفتها بلا اراده بينما سلبها الخزلان كل إرادتها لتصعد الدرج بخطوات لاتشعر بها وهي غير مصدقه أن ادم ذلك الرجل الذي من المفترض أن يكون هو زوجها لا ذلك المختطف القاسي واقف بجوار سليم وعائلتها دون أن يرمش له جفن او يتحدث بكلمه يحاول الدفاع عنها
دخلت الي غرفتها التي ضاقت عليها جدارنها وهي لا تفكر بشيء إلا أنهم قد خذلوها...
جميعهم خذلوها و كسروا قلبها وخذلوا ثقتها بهم
انها تكرههم تكرههم جميعا
وقفت سعاد تتطلع بوجوم الي ذلك الحزن الجسيم الذي تشعشع بكل انش بملامحها وقتل روحها لتمد يداها برفق الي كتفها وعلي الفور ترتمي حور بين ذراعيها تبكي بمراره وهي تهتف من بين شهقاتها الملتاعه : سابوني له ....كلهم سابوني
ضمتها سعاد إليها وانسابت دموعها معها لتطبط علي روحها بقلب محطم : معلش يا بنتي ....ياعالم الخير فين ...!!
لم تتوقف دموع سعاد لرؤيه حور بذلك الحزن يوم زفافها
...تلك الصغيره التي تربت بين ذراعيها وحلمت بهذا اليوم رأته يتحول الي كابوس ....بقلب حزين أشارت إلي تلك الحقائب بينما تقول بصوت مختنق : دي هدومك ياحور ...عدنان بيه قالي اجهزهم ليكي
ازداد وجع قلب حور بينما اهتم ابيها بتجهيز حقائبها ولم يهتم لتجهيزها هي وهي تقاد أسيرة الي مختطفها .....!!  
غلف الحزن والسواد قلبها وحياتها بتلك اللحظه بينما
اختطفها هذا الرجل بموافقة أهلها الذين تخلوا عنها وتركوها له وهي من كانت تبني آمالا و أحلاما بأنهم ظهرها وسندها ومنلن يتخلوا عنها بيوم من الايام ....
.........
..
نظرت وفاء بكمد الي اختها تبكي وتندب : شوفتي سليم عمل ايه .....اخد بنت عدنان رجعها له عشان تخرج عروسه من بيت اهلها .....
ضربت ساقيها بقبضتها بغل شديد وهي تتابع : بنتي تخرج من بيت ابوها مخطوفه وتبعد عن حضني سنين وبنت عدنان تخرج من بيت ابوها بزفه ...!!
حاولت راويه تهدئه اختها : متعمليش في نفسك كدة ياوفاء هيجرالك حاجه
هتفت وفاء بقهر : ياريت اموت ولا اني اشوف بنت عدنان داخله بيتي عروسه
افلتت الكلمات من لسان سميحه ابنه اختها : ماهو يا خالتي البنت ملهاش ذنب في عمله اخوها
زجرتها والدتها بنظراتها لتخفض سميحه عيونها عن مواجه عيون خالتها وفاء التي صاحت بغضب وحقد : ولا انا بنتي كان ليها ذنب
تنهدت سميحه ونظرت في الفراغ الواسع الممتد امامها بينما تصدق علي كلام خالتها بأن الفتيات لاذنب لهم بما ما يحدث ولكنها تلك التقاليد التي تحكمهم وهذا الثأر والعدوان الذي يجب أن يتوقف بعد أن يدفع ثمنه فتيات بلا ذنب ....!!
...........
...
لحظات وتعالت أصوات الرصاص احتفالا ولكن بالنسبة لحور تمنت ان تخترق احدي تلك الرصاصات قلبها فتريحها من ذلك المصير المجهول الذي ينتظرها ....
صعد فهد لاخذها من غرفتها لينزل بها حيث وقف سليم بانتظارها لتنظر له حور نظرة مليئه بالخزلان حطمت قوته التي يتظاهر بها فقد كانت تعتبره سندها وحمايتها ولم تتوقع أن يخذلها بتلك الطريقة لترفض امساك يده وتبعدها عنها بجفاء دون قول شيء بينما قالت نظراتها الكثير ..... نزلت بخطوات مقهورة الدرج تودع اعوامها بين جدران هذا المنزل الذي شعرت بكراهيه كبيرة له بكل من فيه فهذا لم يعد منزل عائلتها وهؤلاء الناس لم تعد تعتبرهم عائلتها فالعائله سند وامان وهذا اول ما فقدته منهم ...
اقترب منها والدها يودعها قبل ان ياخذها سليم لتغمض عيناها رافضة اقترابه منها بل وتسير لتقف بجوار سليم بهدوء فبأي حق يريد والدها أو اخيها الاقتراب منها وهم من سلموها لمن اختطفها بيدهم
نظر اليها والدها بحنان واسف وحاول مجددا مد يده نحوها لتبتعد عنه بجفاء ونفور فهي تكرهه وتكره الجميع وتريد أن تنتقم منهم جميعا لما فعلوه بها ....
امسك سليم بيدها وخرج ظافرا بها وسط إطلاق النار الصاخب ليعود بها مجددا لاسرها ولكن تلك المرة بموافقة الجميع الا هي...!
استغرب من صمتها واختفاء مقاومتها طوال الطريق واعتبر انها تقبلت ماحدث وتقبلت أنها اصبحت زوجته وهي تري موافقه عائلتها التي كانت مغلبه علي أمرها ولكن تلك الغلبه لم تشفع لهم عندها فهي لم تري نفسها أكثر من كبش فداء قدموه الي مختطفها ليكف عدواته عن أخيها ....!
دخلت المنزل بخطي مهزومة فهاقد عادت لقبضته من جديد .... عادت وهي وحيدة ليس لديها احد لتحتمي به
...عادت وهي مكسورة ....
تعالت تلك الزغاريد من الخادمات حينما أشار لهم رسلان بهذا بينما وقف باستقبال ابنه وزوجته ...
بغل وحقد التفتت وفاء الي الخادمه تزجرها لتتوقف : اخرسي يا بت
نظر لها رسلان بطرف عيناه محذرا لتواجهه وفاء بنظرات حاقده بينما تهتف به وبسليم : بنت عدنان تدخل البيت من غير حس ولا نفس ....ازداد حقدها وغلها وهي تتابع بكمد : زي ما بنتي خرجت منه
ظلت حور واقفة مكانها تتقبل نظرات والدته وخالاته الكارهه والتي سرعان ما تجاوزتها حينما قبض سليم علي يدها وأخذها للداخل بينما وقفت وفاء بمواجهة رسلان الذي نظر لها بتحذير ....!
ما أن وصلت حور الي بدايه الدرج حتي انتفضت من بين يداه وسحبت يدها منه بعنف مزمجره : ابعد ايدك واياك تلمسني !
استنكرت راويه فعله حور لتتدخل قائله : عيب يا بنتي تكلمي جوزك وراجلك  بالطريقه دي
اشتعلت عيون حور بالغضب الذي اتقد بعيونها لترد بحدة لازعه : ده مش جوزي ولا راجل اصلا .....ده كلب خطفني واتجوزني غصب !!
نظرت لها راويه باستنكار وهي تتلفت حولها خشيه من أن يكون هناك من استمع لإهانتها لسليم الذي اشتعلت براكين الغضب بعيناه وأعمت بصيرته ليجذب ذراعها بعنف بعد أن سيطر علي كفه بصعوبه من أن يهوي علي وجهها بصفعه قويه كقوة اهانتها له بينما هي بالواقع لم تقل شيء إلا الحقيقه ....
جز سليم علي أسنانه غضبا فهي تجرأت عليه ليقبض علي معصمها بقوة ساحبها خلفه الي تلك الغرفه التي فتح بابها بعنف ....... للحظه شعرت بالخوف من رده فعله علي كلماتها ولكنها تظاهرت بالقوة وبثت الشجاعه بقلبها فهي نطقت بالحقيقه فلم تخاف ......ولكن شجاعتها تبخرت حينما دفعها سليم بقوة داخل الغرفة واوصد الباب خلفة ناظرا اليها بغضب مستعر وعلي الفور كانت يداه تهوي بتلك الصفعه التي احترق من أجل اذاقه وجعها لها كما اوجعته اهانتها له .....وضعت حور يدها علي وجهها الذي التهب نارا من أثر صفعته القويه
وانسابت الدموع من عيونها بقهر وهي تنظر إليه بينما زئر كالاسد وهو يتوعدها : هوريكي انا مش راجل وكلب ازاي يابنت عدنان ....!!
امسك بذراعيها ودفعها علي الفراش مقتربا منها ينتوي صفعها مرة اخري وآخري حتي تبرد نيران قلبه التي توجهت بسبب اهانتها لتتراجع حور بذعر وتتسارع دقات قلبها تطرق كالطبول بين جنبات صدرها
وهي تري نظراته الشرسة التي يوجهها لها. ....وضعت يدها علي وجهها بغريزه تلقائيه تحميه من صفعته وهي تتراجع بجسدها للخلف ليمسك سليم بذراعها يوقف تراجعها ويجذبها ناحيته بعنف ليخفق قلبه ويقلب موازين غضبه الذي تراخي بلحظه رؤيته لاثار أصابعه وقد انطبعت بعلامات حمراء فوق بشرتها البيضاء ..... ازداد خفقان قلبه وهو يري ارتجاف شفتيها ونظرات عيونها خوفا منه بينما لم يجد مبرر لتلك الخفقات بعد أن إهانته بتلك الطريقه لينطلق سباب غاضب من نفسه بعد أن وجد نفسه يتراجع عن ضربها يزجر غضبه أن يكفيه رؤيه هذا الخوف الواضح بعيونها
ليقول بغضب وهو يتمالك نفسه ويشير لها محذرا بينما مازالت يداه تقبض علي كتفها : لو فكرتي تطولي لسانك عليا مره تانيه مش هتأخدي مني الا ذل واهانه ....فاهمه
نظرت له حور بدموع مقهورة بينما يتجبر عليها بعقاب لأنها نطقت في وجهه حقيقته التي لم يتقبلها ....
نظر سليم الي دموعها ونظراتها ليزجرها بغضب مجددا : ردي فاهمه.....
كان ردها هو تلك الدموع التي لم تتوقف عن الانهمار من عيونها الجميله التي مزقت نظراتها قلبه الذي تحرك من موضعه وهو لا يستوعب تأثيرها هذا عليه بينما اختطفت شفقته من بين ثنايا قلبه الصلب.
ترك سليم كتفها واشاح بوجهه عنها بينما لايريد المزيد من تأثيرها عليه ليزمجر بغضب محاولا السيطرة علي نفسه : دي اخر مرة هحذرك تاخدي بالك من كلامك عشان متجبرنيش أمد ايدي عليكي تاني
قال كلماته و خرج صافقا الباب خلفة بعنف.... لتتكور حور علي نفسها تبكي بحرقة كما لم تبكي يوما فالخوف الذي تشعر به كلما رأته اصبح لاخلاص منه و الذل الذي تشعر به سيلازمها دائما فهي مضطرة لتعيش وسط تلك الكراهية والذل والهوان بموافقة أهلها ...
..........
....روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
لا تعرف كم مضي عليها وهي واقفة بجوار تلك النافذة الزجاجية تتلاعب نسمات الهواء بخصلات شعرها الأسود الفاحم وهي شاردة في الفراغ الكبير الممتد امامها والذي ضاق صدرها به بينما في الواقع هي ليست أكثر من أميرة مسجونه كاحدي اميرات تلك الروايات الخياليه التي كانت تقرأ عنها ..... لتشعر بألم بالغ وغصه حلق تكاد تزهق روحها وهي تتذكر تلك الروايات التي طالما رأت نفسها بطله إحداهما وقد حلمت بنهايه سعيده لسجنها بين جدران منزل ابيها الذي حافظ عليها بداخله سنوات طويله وظنت أن النهايه ستكون علي يد امير يخطتفها ويخرجها الي الحياه التي اشتاقت لتنفس نسمات الحريه بها ولم تظن يوما أن النهايه ستكون علي يد مختطف يأخذها من سجنها الي سجن اخر !!
توهجت عيناها بشجن وحزن شديد وارتجفت شفتيها بقهر وهي تطبطب علي روحها التي انكسرت بعد خزلان عائلتها لها ..... اغمضت عيناها تشجع نفسها وتواسيها أن تتحمل ولكن كيف لها أن تتحمل تلك الأصوات التي تعالت
بالاسفل تعلن عن وصول أخيها لعقد قرانه علي اخت سليم التي تقبلت مصيرها بصدر رحب عكس حور التي ضاق صدرها بانفاسها بينما تتطلع بغصه حلق مريرة  لعائلتها التي جاءت للاحتفال بقلب بارد دون الاهتمام لما فعلوه بها.... احترقت وجنتيها بدموعها حينما رأت ابيها يقف بشموخ وفخر بجوار ابنه فهد الذي وقف يتلقي التهاني بزفافه علي اخت من اختطفها .....
لتسحب قدميها الي الداخل وهي تغمض عيونها تريد ابعاد ذلك المشهد الذي انطبع بداخل جفونها فهي  تكرههم و لاتريد ان تراهم بعد ان تخلوا عنها ...تكرههم وتريد أن تصرخ بهم بمقدار القهر الذي عاشته بسببهم....!!
بعد بكاء مرير شعرت أن مقلتيها قد جفت من كثره البكاء لتتوقف دموعها وهي تخبر نفسها أنهم لا يستحقون دمعه من دموعها ....من يجب أن تبكي عليه هو نفسها ..  نفسها فقط ! لتجلس علي طرف الفراش بانهاك دون أن تبكي فقد تحجرت الدموع بعيونها وهي تخبر نفسها ان يكفيها بكاء  علي من تركوها لهذا المصير ...ما فائده البكاء الان ؟!
يجب أن تتوقف عن البكاء وان تبقي قوية لتنتقم منهم جميعا علي مافعلوه بها ...!
الانتقام ....كان كلمه جديده انضافت الي قاموسها الذي شهد كلمات أخري مثل الذل والإهانة والانكسار والخزلان لتنبثق تلك الكلمه من ثنايا قلبها الدامي ويزداد لهيب وقعها كلما تعالت أصوات تلك الطبول التي تقرع بالأسفل ليزداد كرهها وحقدها علي الجميع ويزداد توهج تلك الكلمه بقلبها ...الانتقام
يجب أن تنتقم منهم فهم سعداء بابنتهم التي ستتزوج وابيها يتلقي التهاني بزواج ابنه فهد دون أن يهتم بها وكأنه لم يقدمها قربان لابن أخيه منذ ساعات...
أنه حتي لم يفكر أن يطمئن عليها بينما لم تشعر أن لهيب قلبها كانت اضعافه ترعي بقلب ابيها الذي ما لبث أن انتهت تلك المراسم حتي جذب قدميه بثقل وهرع الي غرفتها التي طالما تزينت بوجودها يبكي بقهر فقدانها .....
...
بعد انتهاء مراسم زفاف أخته صعد سليم  الي غرفته ليتوقف لدي باب الغرفة يتطلع اليها ببعض الشفقة وهو يري مقدار القهر والانكسار الذي تشعر به واختفاء شراستها ومقاومتها واكتفاءها بهذا الصمت وتلك الدموع التي كبحتها خلف جفونها  ليتنهد مطولا ولاينكر انه ان كان سعيد برؤية خذلان عائلتها لها فلم يكن هناك سبيل اخر لرضاءها بحياتها معه سوي ان تعرف ان هذا اصبح واقعها وان لااحد من عائلتها سيغير منه شئ... ولكنه لاينكر بأن رؤيتها بتلك الحالة جعله يرتفق بها فقد نالت الكثير من الظلم بسبب الجميع ...اقترب منها بخطوات بطيئه بينما ينساق الي رغبه قلبه في الحديث إليها ليتوقف امامها فترفع حور عيناها الحزينه تتطلع له ...انحني سليم وجثي علي ركبتيه امامها ليصبح وجهه مواجها لها بينما ينظر إليها بنظرات لم تدرك حور وقتها مقدار الحنان والرفق بها وهي مازالت غارقه بمشاعرها المصدومه ...تمهل سليم وهو ينطق بكلماته المهدئه : انا عارف أن اللي حصل مش سهل عليكي ... وحتي لو مش مصدقه هو كمان صعب عليا ... صعب اشوف نظرات الكره والاحتقار في عنين البنت اللي بقت مراتي
لم تمهله حور لحظه ليكمل حديثه بينما هدرت الدماء بعروقها حينما نطق بتلك الكلمه لتستشرس ملامحها وتهتف به بحقد : مش مراتك  ..... مش مراااتك
تغيرت ملامح وجه سليم الهادئه وانقلبت الي بحر غائم ليمسك بذراعها وقد اختبرت صبره ليهتف بها بغضب شديد : اللي بتعمليه ده مش هيغير حاجه من واقع انك بقيتي مراتي
ضربت حور صدره بانفعال تقاومه بشراسة... وتصيح بهياج.. ابعد عني
تجاهل سليم ضرباتها له وحاول أن يحيطها بذراعيه القوية ليهدئها ولكنها هزت راسها بشدة رافضه قربه منها لتغرس اظافرها بوجهه صارخه به :متلمسنيش
اشتعلت عيناه بالغضب وابعد يدها عن وجهه ليقبض علي ذراعها ويهزها بقوة لتتوقف عن الصراخ قائلا : انا جوزك حقي المسك زي ماانا عاوز
توحشت ملامحها بغضب هادرة : مش جوزي انت خاطفني......  انا بكرهك... ابعد عني وسيبني في حالي
قال بحزم بالرغم من هدوء نبرته هو يقربها الي صدره القوي : اكرهيني زي مانتي عاوزة.. بس برضه مش هبعد انتي خلاص بقيتي مراتي قدام الناس كلها وحقي.. قولتلك ارضي بحياتك معايا احسن ماتعذبي نفسك من غير داعي
حاولت دفعه بعيدا عنها وهي تقول بصوت مختنق بدموعها المقهورة :مش هرضي عمري ماهرضي...
نظرت له بانكسار وتابعت بقهر : ارضي بيك ازاي وانت خطفتني ودمرت حياتي
أشفق قلبه علي وجعها ليقترب منها هامسا : انسي كل اللي حصل وافتكري بس انك بقيتي مراتي ..
نظر لها لحظه قبل أن ينطق اسمها لأول مرة : حور !
نظرت له ليتابع بعقلانية مستحيل أن تصل إليها بتلك اللحظه : بصي حواليكي وشوفي الواقع .... كلهم راضين الا انتي
هزت حور راسها وقالت بانكسار مرير : عشان هما مش مكاني
تابع سليم بنفس نبرته الهادئه وهو يضع يداه برفق علي كتفها برغبه منه في تهدئه حزنها حينما ترتضي بالأمر الواقع وما آلت إليه حياتها فالرضي هو السبيل الوحيد لإبعاد هذا الحزن عنها : فرح مكانك ورضيت ..!!
دفعت يده عنها بكراهية وهتفت بقهر : عمري ما هرضي ... . انا بكرهك ياسليم.. بكرهكم كلكم وهنتقم منكم علي اللي عملتوه فيا وانا مليش ذنب في الحرب اللي بينكم....
لامست كلماتها الأخيرة قلبه فهي بالفعل لاذنب لها بكل ماحدث ليجد عيناه تومض بحنو وهو يراها طفله خائفة تهدد بوجع وقهر وهي لاتقدر علي شئ ليهمس قبل ان يبتعد عنها وقد أدرك أن حزنها وغضبها حط بغيامته فوق قلبها وعقلها فلن تستمع لأي حديث :حقك.. انتقمي مننا انتي مكنش ليكي ذنب
قالت باصرار من بين دموعها المنهمرة : هنتقم منكم كلكم وانت اولهم
ارتسمت ابتسامه ملتويه علي جانب فمه من تهديدها الزائف وأبتعد عن جوارها وهو يلامس خصلات شعرها  قائلا بحنان  :  .. نامي ياحور....نامي وارتاحي دلوقتي
قالت بحقد وهي تشيح بوجهها عنه : ملكش دعوة بيا
ربنا ياخدك ويريحني منك
تعالي صدرها صعودا وهبوطا بينما ازداد حقدها وغضبها وهي تري تلك الابتسامه الهادئه التي ارتسمت علي شفتيه التي لاتعرف لها سبب بينما يتعالي صوتها بالدعاء عليه
اتجه سليم الي الخزانه ليسحب ملابسه ويتجه بهدوء الي الاستحمام .... دفنت حور وجهها بالوسادة تبكي كل هذا القهر الذي تعيشه لتمسح دموعها سريعا ما أن استمعت الي صوت فتح الباب .... نظر سليم إليها بطرف عيناه وهي تكفف دموعها  وتتظاهر بالقوة ليبتسم بداخله فهاهي تقاوم حزنها حتي ولو بتظاهرها بتلك القوة وتهديدها بانتقام لن تستطيع تنفيذه وانما فقط تشفي غليل قلبها المغدور ....

ظلت طويلا علي حالتها  الصامته تلك فهي لا تشعر بشئ سوي الكراهية تجاه الجميع حد الاختناق بينما خرج سليم الي الشرفه يدخن بشراهة وهو واجم يفكر بما آلت إليه حياته التي ستشاركه بها امرأه ظلمها وتكرهه حد الموت ....اتكأت حور علي جانبها و اغمضت  عيناها لعلها تنام قليلا وترتاح دون أن تهاجمها ذكريات اليومان الماضيان فهذا الكابوس الذي تعيشه يأبي تركها ويحاصرها بكل قوة وجبروت ولكن سرعان ما
دوت دقات قلبها صاخبه حينما شعرت بخطواته تقترب من الفراش لتحبس أنفاسها بصعوبة وتضغط باناملها المرتجفه علي غطاء السرير الذي رفعه سليم وتمدد بجوارها لتنبثق من صدرها شهقه خوف وفزع وتهب من جواره ولكن سرعان ما اختنقت شهقتها بداخل صدرها عندما جذبها سليم بذراعيه لتسقط للخلف بينما مال فوقها لتشعر باصطدام جسدها بصدره الصلب ....وضعت يدها فوق صدره تحول بين جسدها وذراعيه التي تطوقها لتعيث فسادا بدقات قلبه بلمستها ويشعر برغبه عاتيه تجتاح كيانه بضمها إليه واقصاء شراستها لتهديء بين ذراعيه .... حضن يجعلها تشعر بالأمان كانت بحاجه اليه ولكن كيف تشعر بالأمان بين ذراعي مختطفها لتهتاج دافعه اياه بكل قوتها بعيدا عنها هاتفه بشراسه :  ابعد عني ربنا ياخدك
اغضبته مقاومتها الضارية لاقترابه منها ولم يجد سبيل اخر لتهدئتها ليميل نحوها ويقيد معصمها بيد واحدة يقترب من شفتيها الكرزية سارق قبلتها الاولي...
كان مسيطرا هادئا يتذوق شهد شفتيها بتروي علي نقيضها فقد كانت هائجة رافضة اقترابه تحاول تخليص شفتيها من بين شفتيه القوية ولكنها لم تستطيع  فقد خارت قوتها فاستسلمت لشفتيه بأنهاك وضعف ولم تعد قادرة علي مقاومة قوته اكثر لتهمس بضعف وقد بدأت دموعها بالانهمار : حرام عليك ....ابعد عني
تابع تذوق شفتيها يحاول الايتأثر برجاءها مرددا : مش هبعد
انهمرت دموعها بقهر شديد لتخرج حروفها متقطعه قبل أن يلتهم شفتيها مجددا : انا خايفه منك ....
انتزع سليم شفتيه من فوق شفتيها بينما تأجج الغضب بعيناه وهو يري كلمه واحده منها قادرة علي دحض عزيمته وانتزاع الرفق بها من قلبه ليدير رأسه يتطلع لها بينما بالفعل كان كل انش بجسدها يرتجف بقوة ليزداد ارتجافه حينما شعرت بذراعيه تحيط بها ويضمها الي صدره هامسا بحنان : متخافيش ..!!
استسلمت لذراعيه التي تطوق جسدها ليس إحساسا بحنانه أو رفقه بها بل استسلام لخوار قوي جسدها المنهك من المقاومه لتغمض عيناها بقوة تجبرها علي النوم علها تستيقظ من هذا الكابوس ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
تابعوني علي المدونه هتلاقوا اللينك علي صفحتي أو علي الجروب عشان توصلوا لكل جديد

اختطفها ولكن ..!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن