الفصل العاشر

65 44 1
                                    

*الفصل العاشر : الرفض 

بمجرد وصولها للمنزل رمت بجسدها فوق أقرب أريكة، تشعر بالدوار من رحلة القطار الطويلة، سبق وقررا المكوث في الملحق العلوى الخاص بمنزل الخالة زهرة، هي من أصرت عليهما لحين بناء مستقبلهما.

إقترب منها أديب بقلق، فهذا الدوار بسبب عزوفها عن تناول الطعام إنها لازالت متأثرة بموت سامر وبسبب إصابتها،   دنى برأسه نحوها هامسا
_حبيبتى لا تنامى قبل أن تأكلى الطعام.

لم تستمع له، بل عانقت الوسادة بحركة عفوية كي تتأقلم
على وضعية نومها، فنفخ بغيرة وضيق، المفروض أن يكون هو مكان الوسادة وليس العكس، ومن المفترض أن يتسعدا جيدا لإتمام زواجهما لكن على مايبدو أن هذا الأمر سيطول بسبب نفسية حبيبته، وهو سيعوضها ويحتويها.

وحين أحس أنها نامت، نزع من حذوها الوسادة بهدوء، وحملها لغرفتهما.

وضعها فوق الفراش واندس حذوها، وعلى رائحة
عطرها غفى، متسمعا بوصالها وبالأحلام التى ترافقه بوجودها فقط،  بينما زوجته، دست نفسها أكثر في صدره...
وبسبب صوت خرير المياه، تململت ليليا براحة، ثم تقلبت
إلي الجانب الأخر من الفراش، وتفاجأت بالجهة فارغة،
فانتفضت جالسة، ليظهر أديب خارجا من الحمام عارى
الصدر، فابتسمت له ببعض الوهن، يكفيها أنها إطمئنت عليه،وعاودت التمدد مغمضة عينيها.

أصبحت تعاني من بعض الهلوسة بشأن خسارتها لأديب أيضا، وهو لاحظ هذا، فهي تصرخ وتتمتم
في نومها "لاترحل أنت أيضا" وهو لن يسمح لها بعيش هذه المخاوف، سيحدثها كطفلة صغيرة،  فجلس حذوها ووضع رأسها فوق قدميه وانطلق في المسح على شعرها

_ حبيبتي...أنت تعلمين أننا سنتحدث عاجلا أم أجلا...

أمسكت فتاته بكفه تقبلها ورفعت بصرها نحوه مبتسمة
_ أنا بخير...فقط أحتاج لبعض الوقت كي أتأقلم...أنا لا
أقصد تأقلمي معك...بل تعودى على وضعى بعد موته...

قبلها على جبينها بحنية مبالغ فيها ثم تراجع للخلف مشبكا يده بيدها
_لهذا نحن سنتحدث...أنت مرهقة جدا بسبب تفكيرك أنكِ ستفقدينى أيضا.

إنتفضت جالسة مقابلة له، ويداها ممسكة بيده
_ أخبرني كيف عرفت؟! هل أنت منجم..هيا إعترف!!

إنفجر ضحكا على بلاهتها، وقرب رأسه أكثر منها هامسا
_إقتربي سأخبرك بالأمر..

إقتربت منه، مدت له أذنها، فهمس لها بأشياء جريئة لم
تتخيل أن تسمعها مطلقا من عنده هو فابتعدت عنه
ورمشت بحمق، وزادت حمرة خديها وفجأة أحست بارتفاع كبير في درجة الحرارة، ولم تجد بما ترد فتظاهرت
بترطيبها لشفتيها حتي تجد الحديث المناسب..

أما أديب، فلم يزده خجلها إلا عشقا فاتقض على شفاهها في قبلة جنونية، واستغرب خبرته مقابل جهلها، وحقا تبقي ليليا شيئا نقيا أنار حياته...

الحب تضحية (مكتملة)Where stories live. Discover now