(17)

2.9K 98 0
                                    

الفصل السابع عشر
شعرت "حلا" لوهلة أنه يمزح .. أهو متزوج حقاً ؟ و كأن "رعد" قرأ أفكارها ليقول بنبرة أجشة :
- ايوة متجوز يا حلا ..
"حلا" بحيرة :
- طب .. و أنت ليه عايزني اروحلها ؟ وليه سايبها أصلاً وجاي روما ؟ وهي أزاي تسيب جوزها القمر دة يسافر ؟
"رعد" وقد تعالت ضحكاته ليجيب :
- حلا أسمعي بغض النظر عن أنك عاكستيني دلوقتي أنا لما سبت توليب عشان كان عندي شغل مهم .. المهم يا ستي انا خايف أسيبها لوحدها دة غير انها قاعدة لوحدها فـ عشان كدة عايزك تسافريلها بس طبعاً لو مش عايزة خلاص ..
لاحت أبتسامة عابثة على وجه "حلا" لتردف :
- أسمها جميل .. انا موافقة أصلك صعبت عليا بصراحة .. بس بشرط ...
ارتفع حاجبه ليقول بوهن :
-كمان هتتشرطي ؟ قولي يا ستي ..
أعتدلت في جلستها لتشير بيدها أن يقترب قليلاً ثم أخذت تدور برأسها تبحث إن كان أحد يسمعها أم لا برُغم عدم وجود أحد في الغرفة سواهما :
- عايزاك تجيبلي عربية حلوة كدة ويكون لونها ابيض وعايزة كمان دبدوب كبييرر اويي اطول مني كدة .. ممم و أيه كمان ؟ م تفكر معايا بدل م أنت مُسبهل كدة ..!!
و بالفعل كما قالت "حلا" فقد كان جاحظ العينان من مطالبها ليقول بإزدراء :
- آآه يا ضلالية !!
"رعد" و هو يكمل بسخرية :
- و بعدين دة أنا لو جبت أصغر دبدوب في محل الدباديب هيبقى أطول منك طبعاً
أنفرجت شفتيها لتزمها بعدم رضا و كادت أن تنهض من جواره و لكنه أمسك بيدها و هو يضحك :
- طب خلاص خلاص خليكي .. هجيبلك اللي أنت عايزاه يا ستي ..
"حلا" بعدم أستيعاب :
- قول والله !
أومأ برأسه لترتمى بأحضانه و هي تقول و قد تهللت أساريرها :
- أنت أحلى أبن عم في الدنيا ربنا يخليلك عيالك ..
برُغم تلك السيرة التي أسودت عيناه منها ولكن مسح على ظهرها و هو يقول بمزاح :
- أيه يابت شغل الشحاتة ده ؟ ، يلا أوعي عشان أعملك إجراءات السفر ..
أبتعدت و هي تقول بشك :
- طب والحاجات ؟
"رعد" بخبث لم يظهر على ملامحه :
- يا ستي متخافيش هيكونوا في القصر اللي توليب فيه ..
أومأت بعدم أطمئنان لتنهض و هي تحزم أمتعتها بحماس لملاقاة "توليب"
• • • •
تسير بخيلاء و شموخ معتاد متجهة لمكتبها الذي أفتقدته حقاً ، تعالت صيحات الفرح لرجوعها و أخيراً و كلما تحركت خطوة تجد من يبارك زواجها و رجوعها للمشفى أيضاً لتستقبلهم بإبتسامة صادقة ، أنتهت التهاني لتذهب لمكتبها و هي تلتقط مئزرها الأبيض مرتدية إياه لتذهب لعملها و هي تلج لأحد الغرف بعدما سمعت بكاء شخصٍ ما يصدح من المجاورة لها.. ولجت للغرفة لتجد فتى لم يتعدى الخمسة والعشرون من عمره يطيح بكل شئ حوله بطريقة ذكرتها بـ "رعد" ، قذفت بأفكارها بعيداً عندما وجدت والدته تترجاه و هي تنتحب مستنجدة بـ "توليب" التي كانت متسمرة بمكانها عندما نظرت لتلك المرأة .. لم تشعر لِمَ شعرت بدفئ غريب عندما نظرت لها ، أقتربت والدة الطفل حتى كادت أن تقبل يد "توليب" لتنتفض مبعدة يداها وهي تنحنى لتبقى على مستوى السيدة تلك لتمسكها من ذراعيها حتى تنهض و هي تقول :
- أهدي يا ماما هعملك اللي أنت عايزاه والله ..
نظرت لها السيدة بعينان مغرورقتان بالدموع مما جعل "توليب" قلبها يُعتصر ألماً لسبب مجهول ..

انتي إدمانيWhere stories live. Discover now