cha 18

4.6K 273 50
                                    

لما سريري دافئ هكذا اليوم , نهاية العالم و لن تجعلني أستيقظ و أبتعد عن السرير
أرجو أنك تتعفن في الجحيم يا نيوتن بسبب كذبك فلا شيء أقوى من جاذبية الفراش صباحا
بعد جاذبيتي أنا طبعا
مددت ذراعي أريد أن أحتضن البطانية أكثر و لكن لم أستطع تحريكها ، عقدت حاجباي عند استوعابي للضغط الذي على جسدي ، حسنا ربما أنا ضعيفة في الفيزياء لكن غير معقول أن يكون هذا وزن الفراش أليس كذلك
فتحت عيناي ببطء لكن عدت و أغلقتهما بسرعة بسبب الضوء الساطع ، سايمن اللعين يعلم أنني لا أحب الضوء لماذا رفع الستائر الغبية
أعدت فتح عيناي ببطء هذه المرة و انتظرت حتى اعتدت على الضوء ثم نظرت حولي حتى أعلم ما الذي جعل الفراش ثقيلا اليوم لكن أظن أن عيناي لا زالت متأثرة بالضوء
فلا يعقل أن الشخص الذي يحتضنني الٱن يريح رأسه على صدري و كأنني وسادته الخاصة و ذراعاه ملتفة حولي كقبضة حديد و رجله متشابكة مع رجلي هو كتلة الثلج
تجاهلت إنفجار قلبي و أنا حرفيا لست أبالغ أكاد أشعر بقلبي ينفجر و معدتي لن نتحدث عنها فلابد أن ما أشعر به هو الجوع لذلك أمعائي متقاتلة فيما بينها و ليس بسبب كتلة الجاذبية هذه
حركت يدي الحرة و مررتها على عيناي لربما أصبحت أتخيل أمورا الٱن
حالتي الصحية أصبحت غير مطمئنة أبدا
ما الذي يفعله هذا الشاب في غرفتي و في سريري و في هذه الحالة كذلك
وضعت يدي في شعره أريده جذبه بقوة حتى يستيقظ ألما لكن الملمس الناعم أوقفني
اللعنة يجب أن أسأله ماذا يستعمل لشعره حتى أصبح بهذه الرطوبة و ربما يجب أن أتوقف عن تمرير أصابعي خلاله و لكن لا أستطيع
إنه جميل جدا و ناعم
جمدت في مكاني حين شعرت به يسترخي أكثر و يشد من قبضته حولي و كأنها كانت ضعيفة سابقا ، لو زاد قليلا فقط لن أستطيع التنفس
حين شعرت به عاد للنوم أكملت في عبثي بشعره و أمرر إبهامي بين الحين و الٱخر على جبينه و حاجبيه أحاول التخفيف من التجاعيد الظاهرة و أجعله يسترخي أكثر و كأنني أرد له جميل ما فعله من أجلي أمس
شعرت بشفتاي ترتفع على شكل ابتسامة حين تذكرت ما حدث ، لأول مرة في حياتي الطويلة استسلمت لمشاعري بهذا الشكل
جزء كبير مني لا زال يرفض ما حدث و لا زلت غير متقبلة لما فعلت فليس بعد كل هذه السنوات بمفردي غير مبالية لما حدث أرتدي لباس القوة لأقوم بترك جدراني تتحطم أمام شخص غريب عني
هذا أمر لم أستطع فعله قبلا و عندما فعلت أشعر بنفسي ضعيفة و شفافة أمامه و كأنه رٱني عارية و هذا بالفعل ما حدث فأنا قد عريت جروحي أمامه تركته يرى إيكيليا الضعيفة الخائفة و الوحيدة لأكثر من مرة و هذا أمر يخيفني لأنه أمر جديد علي و لا أعلم كيف يجب أن أتعامل معه الٱن
لا أريده أن يظن أنني غير قادرة على الإعتناء بنفسي لأنني أستطيع فهذا ما فعلته طوال هذه السنين و لا أريده أن يراني كفتاة باكية ضعيفة فأنا لم يسبق أن بكيت كما أنني واجهت الكثير و لم أسقط يوما
لا أعلم هل أنا منزعجة لأنني تركته يدخل لمكان لم يصله شخص قبله قط ، لمكان لم أدع أحدا يراه أبدا أم منزعجة لأنه هو من رٱني هكذا و كأن رأيه بي يهمني و هذا أمر مزعج
لكن في الجانب الٱخر هناك جزء صغير مني يجعلني أشعر أنني لأول مرة أتنفس براحة بدون ذلك الثقل على كتفاي ، لأول مرة أنام مرتاحة دون الداعي للتفكير بأي شيء ، لأول مرة أشعر أنني بأمان هنا بين ذراعيه و أنه لا داعي للخوف فهو هنا لحمايتي و هذا الشعور لا أريده أن يفارقني أبدا
و كم أريد أن أكون أنانية حتى أبقى لأعيش هذه المشاعر كل يوم
لكن رغم كل صفاتي السيئة أنا لم أكن يوما أنانية و لن أحصل على هذه الصفة الٱن بعد كل هذا الوقت

إيكيليا Where stories live. Discover now