٤١_ فُراقٌ.

13.3K 923 118
                                    

سمعت مِيرال صوت الباب يُفتح لتتأهب جميع حواسها، ظنت أنه هو لكن خاب ظنها عندما استمعت لصوتِ والدتها.

_ مِيرال إنتِ صاحية؟

جاهدت لجعلِ صوتها يبدو عاديًا لكنه خرج مبحوحًا مُجهدًا.

_ أيوة يا ماما.

سمعت صوت أقدامها و حفيف عبائتها الناعمة، دخلت سارة الغرفة و هي مُدركة تمامًا كيف ستكون حالة ابنتها.

جلست بجانبها في صبرٍ تام و هي تحيطها بذراعيها الحانيَّن

_ عملتِ إيه يا بنت بطني؟

سألتها بخفوت بعدما هدأ بكائُها قليلًا، سؤال والدتها أشعل بداخلها براكين نافرة تضرب معدتها و قلبها بلا رحمة.

_ مقصدتش يا ماما، و اللهِ ما قصدت بس أنا تعبانة.

أخذت تهدهدها كـ طفلٍ صغير، دون الضغط عليها كي لا تنفجر أكثر

_ أنا عيزاه يا ماما أكتر منه، بس إزاي هعرف اربيه بوضعي ده، إزاي هآمنله حياة مستقرة و أنا مش عارفة أدهم هيستحمل العيشة بالوضع ده ولا لا! طب أنا غلطت و كنت منهارة و مستنياه يطمني ليه صرخ في وشي و سابني، أنا كنت محتجاه يا ماما أوي بس هو زهق و إحنا لسه في الأول أومال لما يبقى في ولاد هيحصل إيه؟
إنتِ عرفاني غبية و مش بعرف أصوغ الكلام و فيا كل العِبر بس هو ليه حسسني أنه قادر يتعامل مع كل ده و إني جميلة أوي مادام هو مش هيقدر يستحمل، قولي لي عمل كده ليه؟!

من بين نوبة بكائها فهمت سارة كل ما دار بينهما، عانقتها مُجددًا دون أن تنطق بالمزيد و بعد برهة سألت

_ هديتِ؟ أقدر أتكلم دلوقتِ؟

إعتدلت مِيرال فاجأة راغبة في الإستماع لما ستقوله والدتها، تعلق أنظارها بها و كأنها ستمنحها الحياة.

_ مش أنا أمك؟ يعني مربياكِ بقالي ٢١ سنة أهو، فاهمة إنتِ بتفكري إزاي و في إيه من غير ما تقولي أصلًا، مُدركة ردود أفعالك هتبقى نابعة من إيه و أقدر أتوقع رد الفعل كمان، لكن إنتِ عارفة أدهم بقالك قد إيه؟

نظرت للأرضية بتعبير بائس مُجيبة

_ سنة و شهور.
_ تمام، هل السنة و الشهور دول خلاكوا عرفتوا بعض ١٠٠٪، هو بقى فاهمك أكتر ما إنتِ فاهمة نفسك و العكس؟
أنا إلي هجاوبك و أقولك لأ يا مِيرال و ده ملوش علاقة بالحب قد ما لي علاقة بالعِشرة و الخلافات إلي هتعرفكوا شخصيات بعض أكتر، أدهم مش هينجم و لا هو عراف هتبقى مضايقة و بتعيطي و عايزة تنزلي الطفل هياخدك بالحضن و كله تمام، ما هو إنسان بردو بيحس و عنده مشاعر و بيضغط زيه زيك فـ مينفعش أبقى في علاقة همي الأول مشاعري و حُزني و أحسس الطرف التاني أنه كله محاولاته في فهمك و إحتوائك ملهاش قيمة عندك و لا  بتهتمي لمشاعره، إنتِ غلطتِ و هو غلط بس مش عارفة الوم عليه ده رد فعل طبيبعي جدًا لواحد شايل فوق دماغه و بدل ما يرجع بيته يرتاح لقى مراته قاعدة بتعيط و عايزة تنزل الحمل، فكري يا مِيرال و كلميه ناقشيه إنتِ مش في المركب دي لوحدك.

إلحاد عاطفي.✓Where stories live. Discover now