-6

123 15 11
                                    

"مامي تيتي لم يعد بعد"
انتحبت تميل نبرتها للبكاء خوفا من اختفاءه الذي طال

"لا بأس صغيرتي بالتأكيد هو سيعود لوحده،  لابد انه حزن من صراخك ذاك اليوم"
والدتها حاولت مواساتها تربت على خصيلاتها تارة و اخرى تداعبها

"حقا ماما سيعود!؟"
عيناها برقت بوهج لطيف و ابتسامة سعادة رسمت على شفاهها

"بالطبع فقط انتظري قليلا من الوقت"
نبست بهدوء تمسح على مقلتاها التي اكتنزت على بعض الدمع تزيله


ثلاث ايام انقضت منذ تلك الحادثه،  يون لم يصبه اذى سوى تلك الجروح الطفيفه بينما القط الصغير منذ ان خرج من النافذة حزينا و محبط لم يعد مما بعث الكثير من القلق بقلب الطفله التي تعلقت به بشده

ثلاث ايام اخرى تلتها و الحال على ما هو عليه،  بحثت عنه بكل المنطقه المحيطة بمنزلها علها تجده بإحدى الزوايا او الأزقه لكن دونما جدوى و قد اصابها عميق الحزن لفراقه


"هيا صغيرتي ، اصبح العشاء جاهزا"
والدتها هتفت تخرجها من اندماجها مع ما يعرض على شاشة التلفاز

خطواتها الصغيره تبعت والدتها و اتخذت من مقعدها مجلسا ، احاديث عشوائيه دارت ما بينهم و هارو سردت تفاصيل يومها كما جرت العاده ، و بعد انتهاء العشاء اتجهت لغرفتها و جسدها ترنح بخفه لشدة نعاسها 

على فراشها الأثير استلقت تغلق عيناها ببطئ و انظارها لم تبتعد عن نافذة غرفتها التي تتركها مفتوحه رغم برودة الجو كل ليله على امل عودته


بإنزعاج همهمت تجعد تعابيرها لتلك الرطوبه التي تنتقل بأنحاء وجهها بكل ثانيه ، رفعت كفها الصغيره تبعد ايا ما كان ينغص نومها دون ادراك متشبثه ببقايا نعاسها

رنين المنبه صدح بأرجاء الغرفه يعلن عن حلول الصباح لتزداد تلك الدباقه انتشارا على ملمحها فتأفأفت بحنق تنفخ وجنتيها

"تي توقف ، انت مزعج"
صرخت تغطي اكمل جسدها تحت لحافها

ثوانٍ قليلة مرت عليها ببطئ لإدراك ما حدث و ما لبثت حتى انتفضت من مرقدها ترمي بغطائها بعيدا و عيناها تفقدت المحيط من حولها

مقلتاها اتسعت ما ان لمحته يجلس بحجرها يميل برأسه للجانب بخفه يطالعها بعيناه الواسعه ما دفع الدمع للتجمع بمحجريها

"لقد عدت!!"
نبست تحمله بين كفيها برقه تقربه من حضنها

"مامي لقد عاد تيتي"
هتفت بحماس تركض عبر الدرج للأسفل حيث والديها الذان فزعا لعلو صوتها ثم ركضها السريع حتى استقرت امامهما ترفع القط امامهما

تعابيرها تجعدت قليلا لثقله على ذراعيها الضئيله فوضعته على الأريكة بجانب والدها و الإبتسامه عاودت الإشراق على ملمحها

"هذا رائع هارو"
والدتها نبست تجفف كفيها ثم ربتت على رأس صغيرتها تبادلها الإبتسامه بحبور لتلك السعاده التي رسمت على وجه فتاتها

"مرحبا بك مجددا"
والدها اردف يجاري ابنته يمسح على ظهر القط الذي اطلق مواء ناعم يفرك وجهه على معدة هارومي التي قهقهت للطفه

"هيا صغيرتي تناولي افطارك حتى لا تتأخري عن صفوفك الصباحيه"
والدتها اردفت تضع الأطباق على الطاوله و اخر صغير به طعام القط الذي رفض الإبتعاد عن مالكته

"لكن مامي!!"
تذمرت لا تريد تركه بعد ان وجدته اخيرا

"كلا صغيرتي لا يمكنك التغيب ، سأعتني به لأجلك"
حادثتها بهدوء تحاول اقناعها

"حسنا"
نبست بخفوت ثم اتجهت لكرسيها تتناول طعامها و عيناها لم تكف عن مراقبة قطها الملتصق بقدمها

بعد تناولها لطعامها اتجهت للأعلى تستحم و ترتدي زيها المدرسي ثم التقطت المشط مع حقيبتها تتجه للأسفل مجدد لجعل والدتها تسرح خصيلاتها المبعثره

""انظري هارو انه يتبعك اينما ذهبتِ ، يبدو انك لست وحدك من افتقدته"
والدتها قهقت تأخذ المشط من يدها تربت بجانبها لتجلس هناك

الصغيره همهمت بإبتسامه تأرجح قدميها و كفيها ربتت على الذي اتخذ من محجرها مجلسا له مراقبا اياها بدقه

"احسن التصرف تيتي و اياك الإختفاء مجددا"
نبست تهدد بلطف و عقده استقرت بين حاجبيها تدعِ الجديه بعد ان وقفت على عتبت الباب و قد تبعها

مواء رقيق خرج من فاهه الوردي فجلست القرفصاء تقبل رأسه لتتلقى لعقه صغيره على وجنتها دفعت ابتسامتها للإتساع اكثر فأكثر

"الى اللقاء"
اردفت ثم خرجت تغلق الباب خلفها حتى لا يتبعا للخارج ايضا



يتبع•••

هجين|| KTH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن