الفصل الاول

65 5 1
                                    

تجر قدماي جسدي النحيل في كسلِ بالغ، هالاتي تزداد مع مرور الوقت فلست أعلم كيف سأخرج إلى الدوام وشكلي بهذا السوء كله بسبب الأرق الذي لم يتركني لفترة طويلة.

وضعت ما أستطعت تحت عيني حتى أخفيهم لكن هذا لن يدوم لفترة طويلة في دوامي الطويل، خرجت من الحمام أرتدي ما أجده مناسبًا لليوم الأول لكن وجدت صعوبة في اختيار شيئًا يجعلني غير ملحوظة .

بعد بحث ليس بطويل وجدت ضالتي قميص أسود فضفاض وبنطال جينز أزرق رفعت شعري بعشوائية وأخذت حقيبتي أمام الباب صرخت :

" إنني ذاهبة يا أمي "

جاء صوت والدتي من الداخل :

" بالتوفيق ابنتي "

خرجت وخطاي سريعة حاولت أن أجعل تركيزي في الطريق حتى لا اصطدم بأحد لكن عقلي يرفض المكوث في هذا العالم ويذهب بخيالاته بعيدًا عن هذه الفوضى كُلها.

اسير حيث المجهول حيث لا أحد يعلم من أنا ومن أكون، لكن يعود ذهني سريعًا محاولة تفادي هذه السيارة المسرعة التي كادت تودي بحياتي في التهلكة.

بعد السير لبضع خطوات أخرى والانعطاف لأكثر من شارع وصلت إلى الجامعة نظرت لها طويلًا ثم أخذت نفسًا عميقًا وتحركت إلى الداخل .

بحثت عن كليتي كان من الصعب تغيير جامعتي في منتصف الطريق لكن كُنت مجبرة على فعل هذا، تغيرت الظروف ولم اتوفق في البقاء بمدينة لاميا مدينتي الأم، اضطررت مغادرتها والمجيء إلى رودس .

ليست بالمدينة السيئة لكن من الصعب البدء من جديد في كل شيء .

وصلت إلى كلية الحقوق وأخذت مهمتي الثانية ابحث عن قاعتي الكثير من الطلبة هنا وهناك والدكاترة كل منهم في دوامته يغوص وأنا لا أعلم ما علي فعله هنا.

أحببت التصميم الخاص بالكلية وهذا ما هون عليَّ هذا الجمع من الناس، بعد جهد كبير عثرت على ظالتي ودخلت القاعة في هدوء كبير لم يكن الدكتور قد بدأ شرحه فهو لا يزال يرتب أغراضه على الطاولة، اخذت اول مقعد فارغ رأيته امامي وجلست.

أما الفتاة التي جلست بجانبها كانت تحدق فيَّ بنظرات غريبة غير مألوفة، فخرج صوتها جامدًا :

" جديدة هنا "

لم انطق حركت رأسي إيجابًا ونظرت أمامي محاولة تحاشي النظر لعينيها فيهما أمر مريب ليست عيني مخلوق عادي ابدًا، مرت دقيقة صمت مهلكة ليأتي صوتها وهذه المرة اقتربت مني أكثر من ذي قبل :

" اتمنى لك التوفيق "

التفت لنا ثم نطق بكلمات مفتاحية لأنه اليوم الأول فبدأ المحاضرة واخذت أدون كل كلمة تخرج من فمه واستمر هذا لساعة كاملة، يتحدث دون توقف كيف له أن يتحمل كل هذه المدة .

لم أشعر بالملل على العكس أحببت هذه المحاضرة وكان لصوته رنا جهورية أحببتها كثيرًا ولم أرد له أن يتوقف هنا.

لكنه لفظ كلماته الأخيرة معلنًا انتهائه :

" أتمنى أن تكون المادة قد نالت إعجابكم و احببتموها حتى أرى درجاتكم الرائعة ونراكم لاحقًا أفضل المحامين والمحققين والقضاء "

أخذ أغراضه وغادر القاعة وتبعه بعض الطلاب أما أنا أخذت أقرأ ما قمت بتدوينه .

انتهى اليوم الأول بشكل بالغ الصعوبة لم أحظى بفرصة التعرف على أي شخص ها هنا، حتى الفتاة التي قابلتها اول دخولي القاعة اختفت فجأة وتوقعت بأنها أحد الطلبة المستهترين لهذا لم أهتم لها كثيرًا.

عدت وانا محملة بالكثير من المهام والبحوث منذ اليوم الأول ولكن لم يكن أمرًا سيئًا كنت أنتظر عودة الدوام باسرع وقت ممكن فالفراغ الذي أعيش فيه يسبب لي الاكتئاب .

وجدته أمرًا مسليًا يشغل الفراغ الذي أعيش فيه، لم أعد للمنزل بعد مغادرتي للجامعة فقد كنت ابحث عن عمل جديد لدفع رسوم الجامعة وبدأ حياتنا هنا .

ولم أعثر على عمل عدت محملة بالكثير من الأثقال، أسير بخطى ذابلة تملكها التعب والإجهاد في شارع مظلم نسبيًا أخذت خطواتي تثقل شيئًا فشيئًا وأجد صعوبة بالغة في إكمال المسير، ماذا دهاني ؟ ماذا يحدث لي ؟ حاولت جاهدة المغادرة من هذا الشارع إلى الشارع العام فبدأت الرؤية تصبح مُظلمة أكثر كأن هناك من يغطي على هذا المكان بشيء كبير الطريق في النهاية منير لكن الظلمة تجتاحُني من الخلف تحاول التهامي و في لحظة مباغتة احاول فيها الهرب من هذا الجنون كله أمسكت يدُ سوداء كبيرة عن يد الإنسان بقدمي وسحبتني بقوة كبيرة، أطلقت صرخة قوية.

واقعة السنة Where stories live. Discover now