(١)

40 13 7
                                    

ممنوعة هي الأحلام و مسلوبة أيضاً من بين الأجفان، نختبئ خلف شاشاتنا ساعات، و نكتب القليل من العبارات عما يخطر في البال، عن البقاء و الرحيل، عن اللقاء و الفراق، عن الحُب الجريء و الآخر الخائف من أعين الناس والرحيل، عن العدل و الظلم و عن الإله، كنت اليوم أرغب بليل هادئ لا يشاركني إياه سوى ورقة عذراء فارغة من السطور و الحبر و ربما الحياة، بعدما أمضيتُ ساعات المساء في محاولة تقليص تخيلاتي التي تركت الكون كله و سكنت عقلي، و من العجيب أنها لا تستيقظ إلا باقتراب الليل كأنها مندوبة الأرق و صديقة الليل و القمر.
نهضتُ من السرير بعدما مللتُ انتظار الأحلام لأجلس أمام نافذتي، صرتُ أُفكر، أتذكر أسئلتي اللامنطقية عن آدم وحواء، الكون و الأله ، العشق و الشوق و الألم و المعاناة ظللت أبحث في دفاتر الذكريات عن ما رسمته و ما كتبته و خزنته في عقلي
توقفتُ عن البحث في دفاتر الذاكريات لأراقب النجم الساطع و رحت أحادثه بصوتٍ خافتٍ كي لا يُكتَشَفَ جنوني: لماذا أكتب الآن عنها بعدما أقلعتُ عن عادة الكتابة لمن لا يقرأ، و إن قرأ فلا يُجيب؟ في الحقيقة أيها النجم أن شعوراً خفياً قد تسلل إلي ربما يكسر القاعدة ويُعيدُ المياه لمجاريها، أمِن رسالةٍ فارغةٍ ينبع أمل قريب لا يعقبه يأس طويل؟ أتعلم يا سيد نجم أن البشر غريبو أطوار حقاً، يقعون في عشق من يصعب الوصول إليهم، و يرفضوا من التصقوا بهم،فهل حياتكم مثل حياتهم؟
سأخبركَ سراً، تمنيت أن تكون لي شمساً فأكون القمر والنجوم والسماء، أن اكون كوكباً كامِلاً لأجلها، و لكن ماذا ستكون هي لأجلي ؟ و ما نفعُ السؤال إن كان دون إجابة؟.
حزم الأرقَ أمتعته، و هم مودعا و أتى النوم و النعاس مرحبا بحفاوة لوصوله .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 16, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خَبَايَا|Hiddenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن