"انت لا تعلم شيئا ... بسببك تعرضت للتنمر منذ الثانوية
اتعرض للشتم والسرقة واحيانا الضرب فقط لأنني كنت حولك"
ابتسمت لتكمل بنبرة هادئه
"لقد كنت صديقتك فقط وفعلوا ذلك ... فماذا لو اعترفت لك ؟"
ارتسمت الدهشة وعدم الفهم على ملامحه
لم يستطع عقله استيعاب اي مما تقول بشكل صحيح
"لهذا دائما ما كانت لديك كدمات ؟!"
تجاهلته لتكمل سرد ما حدث معها
"نفس المجموعة ، نشرت شائعات عني فتسبب ذلك بنفور كل من كان حولي ... حتى صديقتي المقربة ! ولم يكتفوا بذلك ...وصل بهم الامر انهم طاردوني حتى منزلي"
تذكر وبوضوح غيابها الطويل في إحدى المرات على غير عادتها
وعند عودتها للمدرسة لم تكن على طبيعتها
شعر بشيئ غريب يكتسح تفكيره فأنسلت منه سؤال واحد يلخص كل ما يجول بجعبته
"مالذي حدث ... في ذلك اليوم ؟"
"آنذاك ، انتهى الدوام متأخرا لمشاركتي بأعمال النادي التطوعي ، ما لم اعلمه ان تلك الفتاة جلبت معها فتى عصابات و انتظروني حتى فتحي للباب
انتظروني حتى فتحته ودفعوني لأدخل معهم ، لا اذكر شيئا بعدها الا انهم ارغموني على شرب حبة غريبة ليهربوا و يغمى علي بعدها"
"من ذلك اليوم ... جسدي ليس بالطبيعي ، احس بأحشائي تلهب ، اطرافي ترتعش بعشوائية ، لذا قررت الذهاب للمشفى لعلي اعرف ما حل بي ، وجدوا في تحاليل دمي انني اخذت جرعة مخدرات زائدة وبشكل مفاجأ كان لها اثر عنيف على اعصابي "
"ه..هل كانت تلك الحبة مخدرات ؟!"
"اجل ... اتعرف الايريكا ؟"
نفى برأسه لتجاوب نفسها
"انها مخدرات طبية يستعمها مرضى الاعصاب في المراحل المتقدمة"
"وما دخلك بها ؟"
"اتناولها اكثر من مرة في اليوم"
"كله بسببك ... فقط لأن تلك الفتاة تحبك ورفضتها من أجلي"
شعر بالغضب في تلك اللحظة لينهض من جانبها ويبدأ بالصراخ بهستيرية
شعر بالذنب لأنه سبب ما حصل لها
الدهشة من ما سمع
والغضب لأنها لم تخبره وتعرضت لكل هذا
كان يقص عليها كل شيئ حدث في يومه
من تفاصيل صغيرة وتافهة لا تستحق حتى الذكر
بينما هي لم تمنحه حتى لمحة عن ما حدث لها
صرخ بكل ما اوتي بقوة معاتبا اياها
"لما لم تخبريني ! كنت قادرا على مساعدتك وجعلهم يتوسلون مسامحتك !"
توقف فجأة عندما رأها تتألم ممسكة رأسها بقوة
"رأسي يؤلمني ...لا تصرخ !"
اخرجت من جيبها بسرعة علبة حبوب لتضع واحدة في فمها
عرف ان صراخه ازعجها لذا هدأ نفسه وجلس بجانبها بينما يربت على رأسها
