" حُريـة "

177 23 10
                                    


تـجري فـي الطرقـات الـتي تـركـها المـطر بـذكرى حـزينـة لـتلك الفتـاة

وتـلك المـرة تـختلـف كثـيراً عـن مـنذ قـليـل هـي الأن لـن تعـود أو
تنـوي ذلـك

ستـبحث عـن نفـسها الـحرة المـتحررة مـن الأحـزان والـضغوطـات والمـشاكـل

ستـتخلى عـن تساقـط مـاء مقـلتاها اللتـان إذا سُئـلتا عـن مقـدار مـا نزفتـاه لبكـيا قـهراً

انـحرفت عـن مسـار طـريقـها للـجسر الـذي يتـوسط عـرض النـهر

تقـف ويـقف نظـرهـا عنـد الميـاه العـذبة أسـفلها وتضـع قدمـها علـى أول درجـة من درجـات السـور القصيـر ..

لـحظة هـل تغـير قـرارها بتـلك السرعـة !

" لا تـفعلـيها "

يقـبع أمـامها بذعـر محـاولاً إخـفائـه

لازالـت ملابـسه مبـللة هو الأخـر

" هـل أنـتَ تـظهر لـي مـن الـعدم !"

" أنـا لا أظـهر لكِ ، أنـتِ هنـا طـوال الـوقـت "

تحـدث بصـوت دافـئ يشـير علـى خافـقه الـذي يضطـرب بجـنون خـشية علـيها من إيـذاء نفـسها

" هَـل تـعرفنـي ؟"

تحـاول التـذكر إن كانـت تعرفـه أو لا

" بـل قـلبي يفـعل "

" سأقـفز "

رفـعت قدمـها الأخـرى بضيـق

" أنتـظري ، أنـا حـقاً أعـرفكِ "

" أنـا رأيـتك اليـوم فقـط "

" وأنـا لسـت كذلـك ، لقـد رأيـتكِ أول مـرة منـذ عامـان ، رأيـت بتلك الفـترة كـل تفـصيلة ولـو كانـت صغـيرة حـدثت بحـياتك ، إلـى جانـب ذلك رأيتـك أنـتِ بِيــول وأحببـتكِ أقسـم ، اسمـحي لي بـذلك سأحـررك مـن قفـصك "

خفـقات قـلبها بـاتت أسـرع الأن

لمـا تريـد أن تصدقـه !؟

لمـا تستـشعر الأمـان للمـرة الثانيـة بسببـه !؟

لمـا تـراجعـت الأن وتوجـهت لحـضنه مباشـرة !؟

رائحـة المـطر خاصـته لازالـت تـدفـئها .


كَـعُصفور الكَـناري الأَصفَر رأيـت أنـكِ لا تَـليقينَ سـِوا بـالـتحلـيق فـَوق الأَشـْجَار


***



♥︎

| 𝐘𝐎𝐔𝐑 𝐅𝐄𝐄𝐋𝐈𝐍𝐆 ♥︎| ✔︎Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz