رِحلَة إِلى النُجُوم 5

103 13 0
                                    

السَاعَة الثَامنّة مَسَاءً وأنَا لا زِلت لم أعد إِلى البيت ، حتى هاتِفي قد فَرِغَت بطارِيته ،

هذَا أفضل ..

قضيت أوقاتِي أتجول وقُمت بالمَبيت على رِمَال الشَاطيء كُنتُ بالفِعل بِحَاجَة لِتصفية ذهنِي المُتعب ،

وهَا أنَا أمشِي بترنح حتى وصلتُ إلى البيت ، أدرت المُفتَاح ودخلت .. وكم يكبُت عَلى أنفَاسِي هذَا المَكَان جِديًا أُفكر بالإِنتقَال أو العَودة حيث أُمي دَارِين .. أغلقتُ البَاب خلفِي مُتجنبًا مَن يَجلِس بِفوضَوِيَة على الأرِيكَة .. أنَا لم أنظر إليه فقط تجنبتّه ،

أخذتُ بِخُطَاي لأصعَد الَدرج وإِستوقَفنِي صوته ..
" أينَ كُنت ؟ "
تَوقفتْ خَطواتِي عن السَير وزفرتُ الهَواء بِقوة ، بالفِعل أنَا حاليًا لستُ جاهزًا لِمعركة مليئَة بالخِسران مرة أُخرى .. وخَاصةً مع جِين .

لم أهتم لِمَا قَال وأكملت صعودي حتى إستوقفتنِي نبرتُه الغَاضبة .
" أنَا أتحدث مع لعنتك !! "
أغمضتُ عينَاي بِقوة وإلتفتُ مُسرعًا ونزلتُ بِضعَ خُطوَات عنْ الدَرَجْ ..
" مَاذا تُرِيد !؟ "
قُلتْ بِصوتٍ مَلئ بِنفاذ الصَبر مَع هَذَا المُراهِقْ ... خَرجَ مِن بُقعَة ظَلاَم الليّل الحَالِك التِي كَان جَالِسًا فِيهَا وَوقفْ فِي مُنتَصف إِنعِكَاس ضَوء قُرص القَمر الذّي يُنيِر هَذا الجَحِيم .. رَكزّت فِي وجهه وَكانَ هُنَاك جُروجٌ أَسفَل شَفَتِه وَ أُخرَى عَلى جَانِب وِ جنتِه .. بَدأَ لِي مُبعثَرًا وَ بِشدّة ..

" لَنْ أُكَرِرَ سُؤالِي تَايِهِيونغ .."
هَلْ هُو ثَمِلْ ؟؟ نَظرتُ إِلى طَاوِلَة الخَشَب الصَغِيرَة التِي تَقبَع بينَ الآرائِك وكَانَ فوقهَا كُوبٌ زُجَاجِي مُزخرَشْ و زُجَاجَة الخَمر ، هه كَم هُو سَطحِي ..
" لستُ فِي مَزَاج لِأتَجَادَل معْ مُراهِق مَخمُور "
إِبتسمتُ بِسخرية وَ بَصقتُ مَا قُلتْ .. أَعطَيتُه ظَهرِي لِأهمّ بِالصُعود .. شَعرتُ بِكُوعِ يَدِي الذّي سُحبِ بِقُوَة تَكفِي لِكَسرِه ..
" يَكفِي يَا تَايهِيونغ !! يَكفِي !! لَقد تَعِبت وَ سَئِمت ..!!"
أَلقانِي عَلى الحَائِط مِن مَلابِسي وَ هَسهَس بِفَحِيح سَامْ .. أَقدامِي بَاتت تَرتَجِف !! شَكلُ وَجهه .. نَبَراتِه .. هَمَاسِته .. إنهَا كَوالدِي !! كَأفعَال وَالدِي !!!
" بِحق خَالِق الجَحِيم أنتم مَن يَجبْ عَليه التَوقف يَا جِين !!!! إِنْ كُنتَ لاَ تَحتَمِل فَدعنِي أَعُود إِلى بَيتِي !!! دَعنِي أعُود إِلى مَكَانِي الحَقِيقِي حَيثُ دَفنتُم خَطِيئَتَكُمْ الحَقِيرَة بِهْ !! "
صَرخَتْ بِمقدَار الأَلم الذّي دَفنتُه وَتَلونت بِه طَوَال عُمرِي ، وَحِينَ سَنَحتِ لِي فُرصَة الصُراخ .. صَرختْ بِملئ أَحزَانِي التِي تُفتّتُ صَدرِي ،

رِحلَة إِلى النُجُوم .Where stories live. Discover now