الفصل الرابع و الثلاثون

39.4K 1.3K 107
                                    

متنسوش يا حلوين (فوت+كومنت+فولو ليا♥️)

استنادًا علي مقوله " فاقد الشئ لا يُعطيه " فإن من أصعب المهمات التي تُلقي علي عاتِق إنسان هو أن يُجبر على بث الأمان لأحدهم و هو يفتقده ...

نورهان العشري

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

منذ أن رأي على تلك الصورة و عقله يعمل في جميع الاتجاهات يشعر و كأنه يعرفها أو رآها من قبل و لكن لا يدري أين و متي و ذلك الطفل أيضا ليس بالغريب عليه و لكن ذاكرته لم تسعفه فآثر أن يفكر في الأمر عندما يختلي بنفسه فها هو في طريقه الي القاهرة مع والدته و أختيه للعيش مع جده .. ذلك القرار الذي أخذته والدته رغما عنه و أصرت عليه بطريقه غريبه حتي أنها قطعت كل طرق المناقشه فيه فهو منذ ذلك اليوم لم يحادثها يشعر و كأنها أيضا تتجاهله فهذه المرة الأولي التي تتوتر علاقتهم بهذا الشكل و قد آلمه هذا الشئ و لكن الاكثر ألما هو أن يكون قرارها هذا نابع من إعتقادها بأنه فشل في حمايه أختيه هذا الهاجس الذي جعل قلبه ينشق الي نصفين و لكنه آثر الصمت فمازال صدي كلماتها يتردد في عقله الي هذا الحين ..

كسر هذا الصمت الخانق في السيارة صوت فاطمه التي طلبت من الفتاتان أن يذهبان مع مازن بسيارته لتستطع هيا الحديث براحه مع على و محاوله تصليح الأمور بينهم فقالت بنبرة معتذرة

" على .. خليك عارف اني خدت القرار الصح بأنكوا لازم تروحوا تعيشوا مع جدكوا .. دانا كمان أتأخرت اوي في الخطوة دي كان لازم تحصل من زمان .."
كان الحزن يأكل على من الداخل و لم يستطع الصمت أكثر من لك فقال بمرارة آلمت فاطمه كثيرا
" طبعا بما إني فشلت في حمايه إخواتي البنات فلازم يروحوا لالي يقدر يحميهم و يعمل الي انا فشلت اعمله .."
استنكرت فاطمه حديثه و قالت بنبرة قاطعه
" اوعي تقول كدا تاني يا على .. لو كان عندي شك واحد في الميه انك تقدر تحمي اخواتك مكنتش وافقتك لما فسخت خطوبه غرام من رامي انا حتي مناقشتكش في الموضوع و كون انك عملت كدا يبقي دا الصح ليها .."

أجابها على بإيجاز
" غرام طفله و إنفعالتها بتتحكم فيها و مكنش لازم وافقناها علي حوار الخطوبه دا من الأول .."
وافقته فاطمه الرأي قائله
" عندك حق .. غرام عاطفيه اوي واخده طبع زهرة اختي و ناهد بنت خالي الله يرحمها .."

رفع على إحدي حاجبيه و سألها
" الله يرحمها. ! امال ايه قصه ناهد دي مسمعتش عنها قبل كدا ..؟ "
سحبت فاطمه نفس عميق و قد بدأت تستعيد ذكريات الماضي التي سلبتها الكثير من أحبائها فبدأت بسرد مقتطفات مما مر علي ذهنها
" ناهد دي بنت خالي عمرو بنته الوحيده و كانت تعتبر التالته بتاعتنا بعد وفاة أبويا مكنش لينا حد هناك في روسيا و خالي أصر علي امي أنها تجيبنا و تيجي هو كمان كان عايش هناك في روسيا بس حب بنت مصريه هناك كانت جايه في بعثه تبع الجامعه عندها بس أهلها مكنوش موافقين أنها تتغرب بعيد عنهم خصوصا انها بنتهم الوحيده فقرر أنه يجازف و يسيب روسيا و ينزل مصر و يتجوزها كانت جدتي لسه عايشه و مقدرتش تمنعه عن قراره فاضطرت توافق علي وعد أنه علي طول ييجيي يزورها و فعلا كان بيعمل كدا في الإجازات يا بيكون هو و مراته عندها يا هيا بتاخد ماما و تروح تزوره ممتي مكنتش لسه اتجوزت و كانت بتحب مراته دي اوي و حبتها اكتر بعد ما خلفت ناهد كانت وارثه الجمال بتاعنا و كانت شبه جدتي اوي و استمرت الحياه لحد ما ممتي اتجوزت و خلفتني انا و زهرة...
ناهد كانت أكبر مننا بأربع سنين و كنا دائما يا بنسافرلهم يا بيجولنا حتي بعد ما جدتي توفت فضلنا بردو عالحال دا .. لحد ما بابا اتوفي و كنت انا لسه ستاشر سنه و زهرة اربعتاشر وقتها خالي أصر علي ماما تجيبنا و نيجي نعيش في مصر خصوصا أنة مبقاش يقدر يروح و ييجي عشان مراته جالها المرض الوحش و كان لازم بفضل جمبها لأن ملهاش غيرة بعد وفاة أمها و ابوها ...
و فعلا نزلنا بس للاسف كنا شبه معدمين لأن بابا قبل ما يموت كان صرف كل فلوسه عالشرب و القمار بعد ما اتلم عليه شله فاسدة ضيعوه و ضيعونا معاه ..
و دا من الأسباب الي خلت ماما تنزل بينا علي خالي هنا في مصر .. بصراحه شالنا و عمره ما حسسنا بحاجه أبدا و لا إننا عبأ عليه لحد ما خلصت تعليمي و زهرة كانت في آخر سنه في كليه حقوق و أنا كنت خدت تمريض و ناهد كانت أخدت كليه تجارة طول عمرها كان عندها طموح و من اول يوم خلصت فيه كانت عايزة تشتغل و تثبت نفسها..
في البدايه خالي عارض بس مع ضغط المصاريف عليه خصوصا أنه كان خد قرض من البنك بضمان شقته عشان يقدر يصرف علي علاج مراته اتجبر أنه يوافق و فعلا اشتغلت و حبها مديرها في الشغل و وقف جمبهم جامد و سدد ديونهم و طلب منها يتجوزها و في الفترة دي مامتها اتوفت عشان كدا معملوش فرح و لا حاجه
وبعد ست شهور من الجواز انفصلوا و ناهد مردتش تقول لحد أسبابها و بعد ما خلصت شهور عدتها اتجوزت تاني و قالت إنها هتهاجر مع جوزها كندا ..و دي كانت الصدمه الي خالي مقدرش يتحملها و مات بعد جوازها بكام شهر و للأسف مقدرتش تنزل تحضر عزاه و مرت الشهور كنا بنتراسل مع بعض و حملت ناهد و خلفت و بعتتلنا صورها مع ابنها آخرهم كانت الصورة الي انت شفتها دي و بعدها جالنا خبر وفاتها في حادثه عربيه و منعرفش اي حاجه عن جوزها و ابنها بعد كدا .."

للعشق وجوه كثيرة Onde as histórias ganham vida. Descobre agora