الفصل الثاني والعشرون

366 20 5
                                    

حسناء

" لقد ناديتني باسم رشيد وانت بين ذراعي."

نظرت امامي الى الارض عندما لم استطع النظر الى عينيه مباشرة غير قادرة على استيعاب بعد ما فعلته .. أضاف بلهجة مخيفة:" كنت تخيلتني رشيد؟؟ مازلت تحبينه اليس كذلك؟؟"

رفعت عينين مصدومتين اليه من كلماته تلك فكانت نظراته غريبة جدا .. نظرات لم يسبق لي ان رايتها في عينيه التي اخافتني لحظتها .. لم يستطع البقاء في مكانه كثيرا .. فنهض من مكانه بسرعة وخرج من الخيمة تاركا إياي لوحدي استوعب ببطء شديد ما حصل وما أعقبه دانييل من كلمات أكثر من مستحيلة وجارحة .. عندما استوعبت اخيرا تلك الكلمات بدأت تنزل دموعي بقوة لدرجة بانها لم تتوقف الا بعد ان انهكني البكاء بشدة وشعرت ببعض الدوار جراء ذلك .. فاستلقيت بتعب على الارض لدقائق .. قبل ان استقيم جالسة في مكاني من جديد وانا اشعر بخذر غريب في جميع أنحاء جسدي .. نظرت بضبابية الى قميصي قبل ان ارفع اصابع مرتجفة اليه واقفل ازراري العلوية واعيد ارتداء سترتي .. نهضت على قدمي بضعف وانا احس باني استنفدت كل قوتي بالبكاء .. خوفي وقلقي الكبير على دانييل الذي لم يعد منذ ان خرج قبل وقت طويل جعلني اخذ قرارا لا رجعة فيه .. خرجت للبحث عنه .. وحال أن ابتعدت قليلا عن الخيمة حتى لمحته جالسا على صخرة كبيرة كانت بقرب النهر. خطوت بضع خطوات نحوه قبل ان اتوقف وقد سيطر علي الخوف من ردة فعله .. تملكني التردد كثيرا لذلك بقيت في مكاني وفي نفس الوقت احسست بانه قد سمع خطواتي ويعرف بانني على مقربة منه اقف خلفه على بُعد خطوات قليلة .. مرت دقائق عدة ولم يتحرك من مكانه او يتكلم .. لكنني لاحظت بوضوح رغم ذلك قبضة يده التي كانت تنزف بالدماء .. كتمت شهقة بكاء قوية بداخلي وانا انظر الى الاذى الذي سببه لقبضته .. لابد بانه قد ضرب شيئا ما في هذا المكان .. اهي صخرة جذع شجرة ام ماذا؟؟

بتردد تكلمت:" دانييل .. عليك زيارة الطبيب .. ربما تكون عظام يدك قد تأذت؟"

لم ينظر ليده حتى لكنني انتبهت الا انه كان يحركها بسهولة .. فعلمت بانه لم يؤذيها سوى بجرح سطحي .. اطمأننت قليلا للأمر مع انني وددت لو انه يزور الطبيب لكي يضمد له جرحه ذاك .. توقفت عن تحديقي بيده التي كان يضعها على الصخرة بجانبه ونظرت الى جانب وجهه بجمود عندما قال:" يبدوا بان لديك ذكريات عميقة جدا مع خطيبك."

"ماذا تعني؟" همست بذلك له وانا اشعر بقمة الرعب في داخلي من فكرة ان يكون قد علم بما فعله رشيد .. لكنه صدمني اكثر عندما قال من دون ان يلتفت الي:" كنت تحبينه لدرجة انك مارست معه الجنس قبل زواجكما."

"ماذا؟؟"

التفت الي .. ففوجئت بألم عميق تجلى على ملامحه .. كان يبدوا وكانه يتعذب بقوة .. ولا احد يعرف مدى عذابه غيره .. لكنني كنت انا الاخرى اتعذب اشد منه لكلماته التي لم اصدق بانه هو من تفوه بها .. اكمل وهو ينظر الي بعينين معذبتين: "ربما اعتقدت بانني لا ادري شيئا عن اهمية عذرية الفتاة لديكم .. لكنني ادري وكما من حق أي رجل منكم ان يتزوج بالفتاة التي تكون له وحده ولم يسبق لاحد غيره ملكها .. استحق انا الاخر هذا."

مذكرات مغتربات(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن