Art and Evil

I

بينما كان البعض مفتونًا بأساطير الكسوف الخيالية، مثل الأسكيمو الذين أعتقدوا أن الشمس و القمر غادرا السماء للتأكد من ان كل شيء على ما يرام في الأرض، فقد سُحِر جيمين في الطريقة التي ساعد بها الكسوف فيثاغورس وأرسطو في إثبات حقيقة كروية الكوكب.

حتى لو كان شكلهُ فاتنًا، فأن المنطقية أكثر منطقيةٌ من بعض الأساطير.

في تاريخ 9 فبراير 2023 ، إتجه جيمين إلى قرية صغيرة تُسمى جيونلاند. لمشاهدة أول خسوف كلي للقمر في ذلك العام ، أستقر في المنزل الذي تركته جدتهُ فارغًا عندما ماتت.

لطالما كان شغوفًا بالأجرام السماوية و كل شيء يتجاوز حدود كوكب الأرض، و اذا سألهُ أحد عن أكثر تاريخ أنتظره بالسنة فـَ سيقول بالتأكيد "9 فبراير" و ليس عيد ميلادهِ، في الواقع هو حتى فضل تاريخ أصدار أول فيلم فكاهي من سبايدر مان.

لقد وجد الفضاء رائعًا، مختلفًا عن الارض جدًا، صامت، مليئ بالسطوع و التلئلئ، و مليئ بالألغاز

عادةٍ ما يحلم الناس في عمرهُ، بالوظيفة المثالية و الأسرة المثالية، و المنزل المثالي.. لكنه فقط اراد ان يكون جزءًا من الفضاء ،سواء كـ نجمٌ، أو مذنبًا يظهُر كل 75 عامًا، أو مقيمًا في المريخ

و بالرغم من ان الكسوف لن يحدث الا عند الفجر، كان بالفعل أخرج التلسكوب من حقيبتهُ لتجهيزهُ للحدث منذ الـ 1:23 صباحًا، جزئيًا بسبب القلق المطلق، ولكن ايضًا للإحتياط، حيث يمكن أن تحدث أحداث غير مُتوقعةٌ و قد تفوتهُ فقط من أجل أعداد التلسكوب

بالقرب من نافذة الطابق الثاني، وضع الحامل ثلاثي القوام الذي سوف يسند التلسكوب، قام بربطهِ بالقاعدة و وجههُ للأعلى، باحثًا بالعين في العدسة عن المكان الصحيح في السماء، و أثناء ذلك حدث شيء غير مُتوقع: انحرف التلسكوب للأسفل

صرخ بخوف مُتراجعًا للخلف، راقب بعيون واسعة يحاول التكهن بما حدث للتو

تحركهُ لأسفل لم يكن طبيعيًا، مما يعني ان الحامل ثلاثي القوائم الذي يحمل التلسكوب قد انكسر

أغمض عيناهُ وأخذ نفسًا عميقًا، لأن هذا المنظار لم يأتي بثمنٍ بخس، استطاع تخيل بالفعل والداه يكتشفان و يلقيان محاظرة جديدةٌ و خطاب طويل عن كونهِ عديم الفائدة

تمامًا كما كرهوا كونهُ أتي لهذا المنزل البسيط لرؤية كسوف بسيط

"لم تتأهل ولازلت ايضًا بعيدًا عن أسرتك لبضعة ايام، هذا ما يُعجبك، اليس كذلك؟" قالت والدته وهي تقودهُ الى القرية في الصباح بوقتٍ سابق من اليوم