رِيڤـولا

"لعنة ريڤولا"

"أصابت ريڤولا لعنة منذ ألف سنة، كانت بسبب الملك أزاد الذي كان مولعاً بنقش الوشم فوق كَتفيه بكل حدث يصير له وكأنه يدونه في مُذكراته، حتى في يوم لسبب لا يعلمه أحد أصيب أهل ريڤولا جميعاً بلعنة تجعلهم يشاهدون مصيرهم بأعينهم.. تحديداً لذلك الوشم الذي يُنقش من تلقاء نفسه فوق أجسادهم" 

_____________________________________

كنُت أترجل بِحماس نحو ذلك الكِشك الذي آتي إليه كل شهر لشراء كتاب من كُتب الأساطير القديمة، فكم يآثرني ذلك النوع من الكُتب عن دونِها! ف ذلك المكان هو إكتشافًا لفتاة مولعة بقراءة الكُتب القديمة والتاريخية مثلي.

"صباحُ الخير يا عَم طه، هل جاءتكَ الأمانة؟"

وجهت سؤالي إلى العم طه الذي كان يَمكُث في مكانه ووضعيته المُعتادة يجلس على المقعد الخشبي، حاملاً لكوب الشاي الصغير الذي تُزينه ورقتين من النِعناع.

ف كُنت اسأله عن ذلك الكتاب الذي طلبت أن يحضره ليّ خصيصاً من الشهر الماضي.

"بالطبع يا إبنتي.. إلتقطيه من فوق ذلك الرف"

أشار ليّ نحو رَف في يسار الكِشك، كان الكتاب موضوع فوقه بمُفرده، وتلك هى اللحظة التي يعشقها كل قارئ.. لحظة إقتناء كتابٍ جديد.

أشتريت الكتاب ثم شكرت العم طه وآخذته بين أحضاني، أترجل بسعادة عارِمة نحو المنزل حاملة لذلك الكتاب الذي قد كُتب فوق غُلافه كلمتين..

"لعنة ريڤولا"

__________________________

"إديث.. لما تأخرتي يا إبنتي،
إن مُحاضراتك بالجامعة اليوم تَنتهي مُبكراً!"

قابلتني أمي التي قد فتحت ليّ باب المنزل للتو عند مجيئي، بالمناسبة البعض منكم قد لا يعلم معنى إسمي فهو ليس بالعربي ولا مصري بالأخص، عندما وضعتني أمي قررت تسميتي بذلك الأسم الذي يعود للعصر الڤيكتوري يعني الفتاة المُزدهرة للحرب، علةٍ لحُب أمي لكتب وروايات العصر الڤيكتوري.

"مررت على العم طه وأبتعت كتابٌ جديد"

"يا الله كم كتاب تبتعينه في الشهر؟
ليكن بعلمك لن يتبقى لكِ في مصروفِك قِرش ولن أعطيكِ حينها"

تأفأفت أمي من رغبتي المستمرة في شراء الكُتب وإنني سوف أعلن إفلاسي قريباً بسببها.

"أنظر من يتحدث؟ هل المرأة التي صممت مكتبة في زواجها وأستغنت عن باقي الأثاث؟"

أنفجرت أمي ضاحكة فهى تعلم جيداً إنني أصبحت مهووسة بالكتب لأن منذ صغري وهى تُعلمني قرائتها، وكانت تُكافئني بكتابٍ جديد من تلك المكتبة عندما أحصل على درجة عالية في المدرسة.. حتى إعتدت على القراءة وأصبحت جزء مني.

دخلت إلى غُرفتي ثم وضعت الكتاب فوق الرف الخاص بالكُتب وتلك اللحظه التي أعشقها عندما يُزين رف الكُتب بكتابٍ جديد.

بدلت ملابسي وجلست فوق الفراش، فتحت ورق مُحاضرة اليوم وبدأت بقرائتها ولكن سرعان ما وضعتها جانباً، ووقفت فوق الفراش لألتقط ذلك الكتاب الذي لطالما كُنت أود قرائته كثيراً، حسناً إنني فتاة عشرينية وطالبة بالجامعة ولدي الكثير من المسؤوليات ولكني لا أستطع إعطاء شئ أولوية عن كتب الأساطير! إنني أتنفسها!

أمسكتُ بالكتاب وقلبته لأقرأ نبذته المكتوبة خلفه، والتي كانت كالتالي:

إنكَ على موعِد مع مُعاصرة زمن غريب ببلدة غريبة بأهالٍ أغرب، لا توجد نبذة طويلة لذلك الكتاب كباقِ الكتب.
فقط إبق عقلك جانباً قبل قراءتك لذلك الكتاب حتى لا يُسلب منكَ بالداخل.

إزداد حماسي للبدء في أولى صفحات ذلك الكتاب، ف فتحته على أول فصل وبدأت في القراءة، عند تنقلي من كل صفحة كنت أشعر بألم برأسي ولكني أعتدت على ذلك فإنني أصيب به عند قراءة كتاب لفترة طويلة.

"أصابت ريڤولا لعنة منذ ألف سنة، كانت بسبب الملك أزاد الذي كان مولعاً بنقش الوشم فوق كَتفيه بكل حدث يصير له وكأنه يدونه في مُذكراته، حتى في يوم لسبب لا يعلمه أحد أصيب أهل ريڤولا جميعاً بلعنة تجعلهم يشاهدون مصيرهم بأعينهم.. تحديداً لذلك الوشم الذي يُنقش من تلقاء نفسه فوق أجسادهم" 

لأول مرة يصادفني ذلك النوع من الأساطير! ولكنه يروقني كثيراً..
لم يهدأ ذلك الألم برأسي بل كان يزداد مع كل صفحه جديدة، ثم أصبحت أسمع همسات داخل أذني بكلام غير مفهوم، ولكني لم أعبئ بها فهذا إثر الإرهاق ليس إلا.

"إن لعنة ريڤولا لم ولن تقتصر على أهلها فقط، بل أصبحت تأتي كُل سنة بشخص محدد يكون مهتماً لعالم الأساطير والتاريخ حتى يصبح فرداً من أهل ريڤولا.. ولكنه يكون شخص جديد لم يراهم من قبل"

يا إلهي..ياليتني كُنت ذلك الشخص المرغوب!

إستئنفت القراءة ولكني وضعت الكتاب جانباً لتضخم الألم برأسي وزيادة تلك الهمسات بأذني، ثم وجدت بعض النقوش الغريبة بلغة وكأنها هيروغليفية تظهر فوق الحائط الذي أمامي ولفهمي البسيط لتلك اللغة كنت أحاول فهم تلك النقوش.

م-ر-ح-ب-اً

حاولت تجميع الحروف لتعطيني كَلمة "مرحباً!"
رمشت بعيني لأجد تلك النقوش قد إختفت ف إطمئن قلبي بأنها كانت هلوسات بفعل ذلك الكتاب ف خطوت كي أخرج من الغُرفة لأحضر دواء لرأسي، أمسكتُ بالمقبض لأفتح الباب ولكنه عندما فُتح لم يكن خلفه منزلي..

بل أخرجني لطريق غريب تسير فيه أشخاص أغرب! حتى ملابسهم، فمنهم من يرتدي القبعات، ومنهم من يركب فوق خيل! حتى يوجد منهم من يرتدي قميصاً رافعاً أكمامه ليكشف عن وشم كبير لم أرى من قبل رسمـ...

لحظة.. ماذا!!

_________________________________

إنتهى أول بارت للرواية مستنية رأيكم وتوقعاتكم فيها🤸🏼‍♀️🤍
.

.
.

ودي الإنستا بتاعتي لو حابين تضيفوني عليها برد هناك وبنزل حجات تُخص رواياتي 🤍
Basmallaam