Chapter Number -9-

132 2 2
                                    





# هيثم وصغيرته




بعد أن مر القليل من الوقت الأصلي... كانا جالسَين على شاطئ ذلك الساحل الجميل... كلاهما متمدد يحدق بالسماء المرصّعة بالنجوم البارزة... أشار هيثم بيده إحدى هذه النجوم وقال: " ارأيت... يمكنني رؤية الدب الأكبر. "

إبتسمت مطلقةً ضحكة خفيفة وخاطفة لتقول: " يا لك من حذق! إلا أنه هذا ليس الدب الأكبر... هذا... هذا الفرس الأعظم... المنعزل كما يسمونه ، ثمّة قصة عن رجل يدعى بيليروفون.. ظنّ أن بوسعه ركوب الفرس الأعظم عائدا الى جبل الأوليمب ، لكن قبل وصوله الى هناك ألقى به الفرس الأعظم من على ظهره وطار الى هناك من دونه... مختالا في العلياء رافضا حمل أي أحد على ظهره... قصة غريبة أليس كذلك؟. "

ثم إبتسمت وأكملت النظر للنجوم... فيستدير بوجهه لها بينما هو متمدد ويقول: " رائع.. من أين لك بهذه المعلومات؟. "

إستدارت له كذلك حتى تقابلت وجوههم ببعض وأجابته: " أمي... هي التي كانت تحكي لي الكثير عن النجوم. "

أعاد هيثم رأسه للأمام وقال: " مغرورا هذا الرجل.. يعني كان واثقا أتم الثقة أنه سيركب ظهر الفرس ويصل الى هناك أيضا برفقته. "

ردت عليه: " صحيح... ولكن الثقة أهم ما يتكون منه المرء ، إن كانت لديك ثقة فلديك العالم بأكمله. "

حلّ صمت مريب بعدها ليكسره هيثم وهو ناهضا من موضعه ليقول لها أثناء ذلك كان يمُد يده لها: " لقد أديتي دورك بشكل جيّد... بقي دوري هيا أمسكي بيدي سوف أريك شيئا. "

تبسّمت ثم أمسكت بيده دون تردد ليرفعها عن رمال الأرض ويذهبون عائدين الى السيارة ، ركبوها وإنطلقوا للفندق الخاص بهيثم... وصلوا بسلام فيدخلون للداخل.. ليقفون أمام باب غرفتهم... الغرفة ٣٦٥.

وضع يداه على عينيها كمن يمنعها من الرؤية ، فيفتح الباب ويدخلا رفقة بعضهم مع حرصه عليها لكيلا تسقط من أنعدام الرؤية لديها... أدخلها غرفة تبديل الملابس ثم أغلق عليها الباب ليغزوها شعور الخوف قليلا ولكنها هدأت حينما قال: " هنالك شيء وضعته خلفك مباشرة... أنظري له وإرتديه ثم أطرقي علي الباب إن أنتهيتي. "

إستدارت لورائها ورأت ذلك الفستان القصير الجميل... بلونه الأحمر الناصع الذي يمتلك فتحات كثيرة من خلاله... فتبتسم بهدوء ولكن سرعان ما تتلاشى تلك الإبتسامة ما إن رأت قُصره!!! لا تدري لماذا ولكن ذاكرتها سحبتها لتلك الليلة التي ألبسها نفس هذا الفستان ولكنه على شكل قميص نوم أمامه... تذكرت إهانة واحدة منه!! ولكنها أيضا سرعان ما طردت هذه الذكرى التي قد أتتها في وقت خاطئ... تنفست بعمق وقالت بينها وبين نفسها: " إهدئي يا زهراء... لقد قررتِ فتح صفحة جديدة معه ونسيان الماضي... حسنا الماضي الآن بات في طيّ النسيان لا تتذكريه... عيشي أجمل لحظاتك معه... فهو لم يعد ذلك الرجل المُخيف! هو الآن الرجل الذي تحبيه. "

الغرفة [ 365 ]Where stories live. Discover now