نهاية كبرياء زوجة

1.9K 81 30
                                    

اللهم لا تخرج منا إلا ما يرضيك عنا واغفر لنا ذنوبنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم
آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت فريدة تبكى بهستيريا وهى تجرى مهرولة كمن يفر من الهلاك تطوى الطريق طيا تريد المغادرة فمنذ تسمعت إلى اعترافات مديرة مكتبها سعاد وهى تختنق وكأنها تصعد فى السماء الزرقاء ...
لتردد صدى كلماتها بداخلها ..
سامحيني ياابنتى لقد كنت اداة فى يد امرأة حاقدة لم تبتغى غير هدم حياتك ودمارها
ماذا تقول ياسيدة سعاد قالتها فريدة بدهشة وقد تجحظت عيناها من المفاجاة
اعفو عنى ياابنتى فلقد كنت اخلط لك حبوب منع الحمل مع البن فى قهوتك طوال فترة زيجتك من السيد خالد الملاح كانت سعاد تسرد كلماتها بتلعثم من أثر الجلطة الدماغية التى أصيبت بها ...
كانت فريدة تنظر إليها وهى على فراش المرض وتستمتع إليها متخبطة العقل والصدمة تكاد أن تؤدى بها اتتعاطف معها ام تنبذها بكراهية واحتقار ...
لتصرخ بها فريدة وهى تهزها ماذا قلت ... ماذا كنت تفعلى لتجثو ارضا وهى تبكى لتكمل سعاد اعترافاتها وسط بكاء فريدة وهى تحكى لها كيف أنها دست لها مضادات الاكتئاب والمخدر فى البن التى تصنع منه قهوتها بأمر من أمنية شريكها فى الجرم
لتستقيم فريدة والدموع تتساقط منها تنظر إلى وجه سعاد الشاحب المغضون من أثر المرض لتتحدث بقهر وحزن لا سامحك الله وقهر قلبك بالحزن الذى لازم قلبى
حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم اقتص لى منها ياالله ... اللهم اقتص لى منى ياالله ..اللهم اقتص لى منها ياالله
لتوليها ظهرها وتغادر غرفة المشفى والدنيا تضيق بها لينتفض داخلها من هذه الظلمة التى تحيط بها .. لتتعجب كيف اجتمعت قوى الظلام حولها هكذا دون أن تدرى

انا لا الومهم .. اللوم يقع على انا حمقاء هذه القصة
زوجى يتزوج على امنية دون أن تدرى
مديرة مكتبى تدس لى حبوب منع الحمل بأمر من أمنية دون أن الحظ ذلك
واخيرا تدس لى مضادات الاكتئاب والمخدرات والتى أوشكت أن تؤدى بى إلى الجنون
حمقاء منحت الثقة والأمان لمن لا يؤتمن ...
وهل بعد خالد زوجى وسعاد مديرة مكتبى ساجد من هم اهلا للثقة ...
ترجلت من السيارة والخيبة والخذلان يظللها ليتلقاها مراد فى أحضانه وينتابه الزعر عليها
حبيبتى مابك
ماذا حدث أخذ يهددها ليجلسها على كرسى الأرجوحة فى حديقة منزلهم ويجثو على قدميه يمسك بوجهها ماذا بك حبيبتي ماحدث لتسرد له ما اعترفت به سعاد لها ليضمها اليه بقوة ويكبح غيرته من حزنها من تأخر إنجابها من خالد غريمه فى قلبها الذى لم يختار عداءه يوما ولكن قلبه يؤلمه كلما تيقن من تشعبه فى حياتهم رغما عنه يتألم ولا يملك أن ينبس ببنت شفه
أخذ يمسح دموعها المتساقطه على وجنتيها وهو يقبل جبينها ليحملها ويولج بها إلى الداخل ليصعد بها الدرج الداخلى للفيلا بينما هى مغمضة العينين تدفن رأسها فى صدر مراد تلتمس الامان ليسدد من ضمها لصدره ليتقابل مع الصغيرة التى تنادى على امها التى كادت أن تكون غائبة عن الوعى ليحدث مراد المربية بصرامة من فضلك اذهبى بالصغيرة إلى الحديقة الان وحاول الآلهة معها حتى اتصل بك لتأتى بها لرؤية أمها ...
ولج مراد إلى جناحه ليضع فريدة  برفق على فراشها ليدثرها بالغطاء وهو يخلع عنها حجابها وهى بلا حول ولاقوة
تجلس بجانبها وهو يداعب خصلاتها ويربت عليها بينما فريدة تنظر إلى الفراغ غاءبة عما حولها نظر مراد إليها بأسى وهو يتمنى لو كان بمقدرته أن يحمل عنها هذا الحمد والحزن لربما استراح قلبه المعذب بها ..
ظل ينظر إليها إلى أن انزلق فى الفراش بملابسه يضمها ظهرها إلى صدره بحنو شديد وهو يدفن رأسه بين خصلاتها ويربت على بطنها لربما يذكرها بحياة طفلها بداخلها لعلها تهون عليها أحزانها ..
كان يحتويها بلمساته الصامته دون كلام ولكم كانت فى أشد حالتها الى هذا الاحتواء الصامت ...

كبرياء زوجة بقلمى قلادة السماء الزرقاء مكتملةWhere stories live. Discover now