الشقة سبعة وستون..

704 6 2
                                    

تحكي رواية الشقة سبعة وستون حول صديقين تربطهما علاقة لا مثيل لها منذ الطفولة
أحدهما إسمه مهدي وهو مريض بالتوحد أما الآخر فهو أمجد

بدأت القصة عندما حاول مهدي الالتحاق بالمدرسة الإعدادية بأمر من والداه ، فدخلها ليعيش ذلك التنمر الذي اقتحم وجدانه من كل فج

ذلك المريض النفسي يبكي دائما في الليل
يغلق ابواب غرفته لكي لاتسمع والدته شهقاته
شهقات إبنها البالغ من العمر ست سنوات..
شهقات ذلك الجثمان الذي عاش شيئا أكبر من عمره
فيمسح دموعه التي تحمل ماجل من الاحزان عن خدِّه المحمر ويهم الى فراشه لينام عساه يستيقظ على صباح تتغير فيه حياته او حتى عساه يُشفى من مرض التوحد الذي جعله يتعذب لوهلة
كان هذا قبل أن يتعرف مهدي على طالب جديد اِلتحق بمدرسته وأنار درب حياته فاشعل تلك الشمعة المنطفئة وجعله ينسى انه مريض توحد

مهدي الآن يبلغ من العمر 28 ربيعا مزهِرا كحاله بعدما دخل أمجد إليها
لاكن للأسف.. رحل أمجد من حياة مهدي لسبب مجهول عندما بلغ مهدي ال 17 عاما
هجر أمجد ذلك الجثمان الذي لم يرى غيره صديقا
هجر أمجد صديق طفولته لمدة 11 سنة دامت بينهما
وعندما أقول هجر ، فلا تحسبن أن أمجد قد كره مهدي وتركه بدون سبب
إنما أمجد رحل من المدينة بأمر من والده الذي غير مكان عمله
فودّع صديقه الوحيد مهدي وأخبره أن الحياة لا تتوقف عنده
طلب أمجد من مهدي عدم الاكتراث لكلام الناس ان نعتوه بالمتوحد ، طلب منه اكمال حياته مشرقا رافع الرأس بفخر ، طلب منه المضي قدما بدونه و وعده أنه سيكون فخورا به في المستقبل

أين أنت يا أمجد.. أنا صديق طفولتك المتوحد مهدي..

بلغت العمر 28 وغدَوت طبيبا نفسيا رفع راية بلادك يا أمجد..
حاربت مرضي النفسي بفضلك وأصبحت أعالج الصغار الذين تعرضوا لما تعرضت إليه يا أمجد..
هل ستفتخر بي كما قلت سابقا؟
تمنيت لو أمكنك رؤيتي..
تمنيت لو أمكنك رؤية انجازي والتصفيق لي كما اعتدت فعله عندما كنت احصل على الميداليات في المدرسة الابتدائية
تمنيت كثيرا لو كان بإمكانك التربيت على الرأسي عندما اقع
تمنيت كثيرا ان كان بإمكانك اعارتي واجبك عندما انساه في المدرسة الثانوية
وتمنيت يا أمجد لو كان بإمكانك الضحك علي عندما ترفضني فتاة ما كما كنت تفعله..
ولا تخل أنني لم اشتق إلى ابتسامتك التي كانت تصنع يومي
ويدك التي تمدها إلي عندما اقع
وحضنك الذي تمنحه إياي عندما ابكي بسبب التنمر الذي عانيت منه
اشتقت كذلك عندما كنا نهرب من الاستاذة أمل لأننا دخلنا الى مكتبها بغير إذن منها
واشتقت إلى الضحك مع عامل النظافة السيد أحمد بعدما ننهي يومنا المدرسي الشاق
إشتقت كذلك الى الاستلقاء في حديقة السيدة نورة التي كانت لاتخلو من النباتات المزهرة والأعشاب الخضراء
إشتقت إلى سماع صراخ والدتك التي تعاتبك عندما تسرق نقودها وتشتري بهم الاكل لي
او عندما تقهقه عاليا علي عندما يركض خلفي كلب جارنا علي


الشقة سبعة وستونWhere stories live. Discover now