البارت الخامس

332 24 52
                                    

التفاعل قبل ما تبدأوا البارت يا قمراتي
قالت بتردد : دَ ... دَ معايا في الشغل
نظر لها بثقب، وثقة ممزوجة بألم : اممم يعني مش خطيبك السابق ؟
اغرورقت عينيها، وصدرت منها شهقة خفيفة؛ لتقول بصدمة : والله ما بكذب عليك هو فعلًا معايا في الشغل
نظر لها بشفقة، ولكن سرعان ما سيطر الاستحقار على نظراته، وقال باستهزاء : طب ما أنا عارف ... ومن ثم قال بلوم : مقولتليش ليه
صرخت بفيض؛ فقد تشبعت من الفراق، وقالت واضعة يديها على وجهها ببكاء : علشان شبعت ... شبعت فراق
اعتدل في جلسته بصعوبة، قائلًا بإستفهام : فراق ؟
مسحت دموعها مثل الأطفال، قائلةً بصوت متحشرج : اه فراق، ومن ثم ضحكت ببكاء، وهي تقول بمرارة: ما انتَ كمان هتسيبني
صرخ وقد طفح كيله منها، قائلًا بغضب شديد : وأنتِ لما تخونيني هسقفلك مثلًا ؟
ولكنه لم يرى جوابه؛ فهي استمرت في البكاء بشهقات تكاد تقطع انفاسها، وانفاسها قد تثاقلت حقًا؛  ليقول بغضب جامح، وصوته لا يوحي بالخير قط : مش هتردي صح ؟ ومن ثم قال بصوت اشبه بالاشباح : بس اوعدك ايامك الجاية معايا هتكون سواااد
وضعت يدها على رأسها، وقد تمكنت منها الدوخة؛ لتسقط ارضًا مرتطمة بالارض مثل ارتطام خلاياها حاليًا ...
اما هو فنظر لها، ولحالتها بهلع، وحاول الاقتراب منها،  ولكن لم قدر؛ الاجهزة المتصل بها تعيق حركته بشدة؛ ليصرخ مناديًا على احدى الممرضات اللواتي من المفترض أن يمررن عليه، من فترة لأخرى، ثواني وقد أتت له واحدة منهن؛ لتضع يدها على صدرها بشهقة؛ من مظهرها ذلك
ليقول بصراخ عصبي : انتِ لسه هتنحي ... شوفيها مالها
صرخت على باقي زملائها؛ ليأتوا لها مسرعين، ويحاولوا وضعها على احدى السرائر، ويعطوها منوم ومهدئ ايضًا، ويرحلوا بهدوء، مخبرين اياه انها ستصبح بخير عندما تستيقظ، أما هو فكان ينظر لكل ما يحدث بترقب، وعيون تتدفق خوفًا عليها، وقلبًا ينفطر على حالها؛ فهو يعلم كل شيء، ولكنه أراد أن يلقنها درسًا؛ حتى تخبره بما يحدث لها بعد الآن
فماذا سيفعل يا ترى ؟
وهل سيكمل ذلك العقاب ؟ أم أن القدر يريد غير ذلك ؟
_______________________________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
اللهم ارحم موتانا وموتا المسلمين اجمعين
________________________________

أما على الصعيد الآخر

استيقظت شمس بابتسامة مشرقة؛ فهي ستُخطي اول خُطاها في اكمال اثبات نفسها لها، قبل ان يكون له؛ فحقًا هي بحاجة إلى ذلك؛ لتعتدل في جلستها مغلقةً ذلك المنبه الذي لم يتوقف بعد، ولكنها شعرت بارهاق جسدها الضئيل ذلك؛ لتقول محدثةً نفسها بتحميس لها : ايه مش من اولها كدَ هتزعلني هزعلك
لتضحك على حديثها ذاك، وتقوم متوجهةً إلى الحمام بتهادي في خطواتها؛ فهي بالأساس مُستيقظة مبكرًا؛ حتى لا تضيح أي فرصة من يديها، ولكنها وقفت بضجر عندما سمعته يقول بتوتر جم ممزوج بعتاب : برضو هتروحي
نظرت له؛ لتنفتح عينيها على مصراعيها؛ فعينيه كانت حمراء حد الجحيم؛ فيبدوا انه لم ينام بعد ... ولكنها تصنعت اللامبالاة، وقالت وهي تكمل سيرها : اه
تنهد وكأن هذه التنهيدة هي الأخيرة له؛ ليوقن أن القادم سيستنفذ طاقته حقًا، أما هي فقد تأكدت أنه ليس بخير بتاتًا؛ لتشعر بأنها لا يجب عليها الذهاب، ولكن شعورها بالوجع منه كان هو المسيطر؛ لتكمل ما كانت تفعله متمناة بداخلها أن كل ما فعلته يصلح منه ولو قليل ... بعد بضع دقائق كانت تخرج من الحمام، ومن ثم ارتدت ملابسها والتي كانت تتزين بالخمار الذي ما زادها سوى جمالًا فوق جمالها، وشرعت في صلاتها، وبعد دقائق كانت تخرج من عرفتها بابتسامة نصر

أما هو فنظر لها بإعجاب كبير، هامسًا بخيال ابتسامة : بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن
تجاهلت نظراته واتجهت بهدوء مُتعالي، ثواني وكانت ترتدي حذاءها، مُغلقةً الباب خلفها، ومن ثم شرعت في تحصين نفسها ( هنزلها في التعليقات )
واخذت اوبر متجهة إلى الشركة والتي ستغير حياتها كُليًا ... اخذت تنظر إلى الشوارع ببصيص من الأمل، والابتسامة تزين ثغرها؛ ليوقظها من تأملاتها تلك، صوت الهاتف معلنا عن اتصال من شخص ما؛ لتنظر له وترى ذلك الاسم الذي يوحي بأن المتصل لم تكن سوى صديقتها التي تعرفت عليها أثناء التقديم؛ لتجيب بحماس ممزوج بهدوء : ألو يا ليليان
اجابتها الآخرى بتوتر محاولة اخفاءه : يلا يا شمس هنتأخر
ضحكت عليها، وقالت بتهدئة للأخرى: أهدي يا ليليان مش كدَ
لتقول الاخرى بصدمة : ايه دَ هو باين اوي من صوتي
أمأت لها قائلة بضحك : جدًا
لتقول الأخرى بصوت طفولي : ما انا بصراحة خايفة
ابتسمت شمس، وقالت بابتسامة، وصوت حنون :
رب الخير لا يأتي إلا بالخير
لتجيبها وقد زال بعض من توترها : ونعم بالله ... متتاخريش بقى
أمأت لها مغلقة الهاتف؛ ليقول السائق بابتسامة بشوشة : وصلنا يا مدام
امأت له معطيا اياه بضع من النقود، وشرعت في النزول من السيارة؛ ليوقفها رنين هاتفها؛ لتجده تيام، انتظرت بضع ثواني، ثم اجابت قائلة : نعم
ابتلع غصته، وقال بخوف حقيقي عليها : وصلتي
نظرت إلى الشركة بنصر، واجابت قائلة: اه
ازداد خفقان قلبه؛ ليقول بصوت مترجي نوعًا ما : طب ممكن تخلي بالك على نفسك ولو حصل حاجة تقوليلي
ردت بسخرية وغلظة خفيفة : إن شاء الله
ولم تنتظر رده واغلقت الهاتف على الفور، عند روأيتها لصديقتها الجديدة ( ليليان ) آتية اليها بابتسامتها الساحرة، ومن ثم قاموا بالتسليم على بعضهما البعض، وشرعا في الدخول إلى تلك الشركة ودلفا إلى مكتبها على الفور؛ فعند تقديمهم على الوظيفة وقبولهم اخبرتهم احدى الموظفات في تلك الشركة بمكان مكتبهم، والذي كان مشترك بينهم
أما هم فابتسمن براحة، ومن ثم سموا الله؛ حتى يبارك لهم في عملهم ذلك ...
_____________________________
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عني
اللهم ادخلنا جناتك بدون سابق عذاب
اللهم اني استغفرك و اتوب اليك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
_______________________________________

بدأت كل واحدة منهن في عملها بجد ...
لتأتيها إحدى زميلاتها قائلةً بصوت وكأنه مشفق عليها : مستر عز عايزك يا شمس
فماذا سيحدث يا ترى ؟
وما الذي ينتظر شمس ؟
الكاتبة / لقى محمد "غُصن"
شكرًا على انتظاركم البارت بس حضيقي وفاة تيتا خليتني مش عايزة اكتب تاني ... وحرفيًا تعبانة جدًااااااااا ومع ذلك كتبت علشانكوا ...

ضياء الشمس Where stories live. Discover now