الجزء ٢

246 12 1
                                    


( اتمشى مع ظلي...تحت ضوء القمر )

اخفضت راسي بخوف وقلق من الصمت الذي يملئ الجو...لا احب عندما يعم الهدوء هكذا...
تنهد بانزعاج واقترب مني ماسحاً على خذي وهمس..

: ساتي قريباً...لا تخف...

هززت راسي ببطء ثم ابتعد...لم يعد صوت خطواته حتى يسمع...وهذا يدل على غضبه...لا يريد مني معرفة اين سيختفي بعدها...

اغلق الباب ولكن الذي خرج هو اخي فقط...فرغم الصمت والهدوء.. استطيع سماع انفاسه الحاقدة...الكارهه والمشمئزة مني...

قال بهدوء وحقد مكبوح داخله...

: الازلت مصراً على البقاء هنا؟

نفيت براسي وانا ارتجف...ارجوك... ارحل..

اقترب صوته وخطواته وارتفع صوت دقات قلبي...استطيع سماعها من اذناي...

مسح على راسي وقال بسخرية...

: انظر الى نفسك...ايها الـ***** القذر الى متى تنوي  المقاومة؟

شد شعري وانا احاول كبح المي مشيحاً وجهي...

: اسمع...لا اريد تلطيخ يدي بدم امثالك...لذا تخلص من نفسك ولا تحاول معارضتي مجدداً...لا اريد ان يتلوث حفيدي بتجول مع امثالك...هل فهمت؟

أومات بخوف وألم...اخرج شيئاً ما وضربه على الطاولة بقوة واكمل بتهديد..

: لن اتراجع عن فعل اي شيء ما دمت تعاندني...لذلك كن ذكياً لمرة وتقبل حقيقة انك لا تنتمي لهنا....

افلتني بعنف وخرج صافعاً الباب خلفه...

مسحت عيناي بحرق ومنعت شهقتي فانا اقسمت بأن لا ابكي بسببه...اي احد...الا هو...

تنهدت واسندت ظهري على المقعد بتعب واغلقت عيناي...احاول المقاومة؟ هل لي طاقة لذلك اساساً...

تلامست الغرض الذي وضعه على طاولتي... مشرط...ليست اول مرة....

رميته جانبه واخذت كتابي...لا رغبت لي بالقراءة بعد الآن ولكن لا اريد التفكير بالأمر...
فتحته وظللت اقرأ...مرت نصف ساعة تقريباً ووجهي ملتصق به بعد ان عاد الي بعض الحماس...رن المنبه الذي ضبطه على مواعيد اخذ دوائي واغلقته.... ها نحن ذا

وضعت الكتاب ونهضت متجهاً للأسفل...دخلت المطبخ وبحثت عن كوبي وطرقت به ثلاثاً...ولكن كالعادة لا رد...

اعدت واعدت...ولكن المنزل كان مهجوراً...

انا محظور من التكلم في المنزل او مناداة احد...فالجميع يكره تذكر انني اسكن هنا اساساً...ولكنها قاعدة وضعها جدي... الذي واكثر من الجميع يمقتني بشدة... انا حفيده ايضاً! لماذا يكرهني؟ لماذا لا يتقبل وجودي...

"تائهٌ في الظلام"Where stories live. Discover now