تزوّجت منذ ثماني سنوات ورزقت بتوأم. أنفقت على عائلتي رغم أنّنا كنّا نعاني من الناحية المادّيّة. كما أنفقت على دراسة زوجتي. لقد اشتريت لها الكتب ودفعت جزءاً كبيراً من تكاليف الدراسة على أمل أن تحصل إن شاء اللّه على وظيفة بحيث يصبح لدينا دخلان بدلاً من دخل واحد.
خلال هذا الوقت، لم أقم بالإنفاق على الأسرة بكلّ ما أملك فقط، بل قمت أيضاً بالطهي والتنظيف بعد مجيئي من العمل عندما وجب على زوجتي تسليم وظائفها في اليوم التالي أو شيء من هذا القبيل. نظراً لأنّها كانت دائماً متأخّرة عن مواعيد التسليم، تحوّل زواجنا إلى سيناريو كنت فيه الأمّ والأب معاً في المنزل.
لقد أبلتْ بلاء حسناً في دراستها وكنت الأسعد لأجلها. لا أعتقد أنّني حتّى احتفلتُ بتخرّجي بنفس الطريقة الّتي احتفلتُ بتخرّجها؛ بالكيك والبالونات والزهور. بعد بضعة أشهر حصلتْ على وظيفة جيّدة جدّاً والحمد لله. ولكن بسبب الكورونا، فقد الكثير من الأشخاص في مكتبها وظائفهم وانتهى بها الأمر في شغل منصب يشمل العديد من الوظائف في وظيفة واحدة. لقد كانت في حقيقة الأمر ترقية لها!
بدأتْ في جنيّ أموال أكثر منّي وكنت سعيداً لأنّني شعرت أوّلاً أنّ إنجازاتها كانت إنجازاتي. ثانياً، كان توأمنا يستفيدان من هذا الدخل المشترك. ثمّ لماذا أكون في منافسة مع زوجتي؟
اتّضح لي أنّها بدأت تتباهى داخل دائرتها الاجتماعيّة الجديدة بأنّها "المعيل الأساسيّ" في المنزل.
إذا كنت تقولين هذه الأشياء عن زوجك لزملائك وأصدقائك في العمل لمجرّد كسب احترامهم، فأنت تبصقين في وجه زوجك لتحصلي على ذاك الاحترام، وبالتّالي أصبحت زوجتي في نظر هذه الدائرة الاجتماعيّة الجديدة من النساء هي معيل البيت الأساسيّ.
لقد واجهتُها في ذلك: لماذا يجب عليك إفشاء أمر من يكسب المال أكثر؟ طوال هذا الوقت في زواجنا حين كنتِ عاطلة عن العمل، لم أقدّم نفسي مطلقاً على أنّني "المعيل الأساسيّ" أو "غاسل الأطباق الأساسيّ" أو "المغيّر الأساسيّ للحفاضات" وما إلى ذلك. كان بإمكاني استخدام هذه المصطلحات طوال السنوات الّتي كنت تدرسين فيها وتؤدّين وظائفك؟
أخبرتني أنّ صديقاتها حذّروها من أنّ "الرجال لا يحبّون أن تكسب النساء أكثر منهم وأنّ زوجك سيتغيّر بعد أن تسبقيه". لقد شعرت بالصدمة والحزن الشديد لسماع هذه الكلمات من المرأة الّتي أحببتها كثيراً. أخبرتها أنّني أنا من دفع معظم تكاليف دراستك، فلماذا أفعل ذلك إن اعتبرتك منافسة لي؟ قالت إنّ جميع الرجال يصبحون في نهاية المطاف ضحيّة الشعور بالتهديد لرجولتهم. بعبارة أخرى، هل أصبحت الآن "مهدّد الرجولة" في علاقتنا؟! يحيّرني هذا الأمر، كيف يمكن للمرأة الّتي أحبّها، والدة أطفالي، حبّ حياتي، أن تكون وقحة للغاية؟
اضطرّت عائلاتنا للتدخّل. كانت والدتي ضدّ زواجنا وقالت إنّني كنت أعرف دائماً أنّ هذه المرأة ناكرة للجميل. وقالت لي عائلتها أنّه عندما تبدأ الزوجة ربّة المنزل بالعمل، دائماً ما يبدأ الأمر بفترة انتقاليّة غير مستقرّة، قريباً ستعود الأمور إلى مجاريها وتكون الحياة رائعة مرّة أخرى.
مشكلتي هي أنّني لم أعد أشعر بالحبّ. قامت زوجتي بإزالة معظم صور عائلتنا واستبدلتها بصور لها في العمل وهي تحصل على هذه الترقية وتلك الجائزة. أفهم أنّها تريد إظهار نفسها على أنّها امرأة عاملة ولكن لماذا تحذف صور زوجها وأطفالها؟ لم أحذف صورهم أبداً عندما كنت "كذا وكذا الأساسي…".
أتساءل إن كان ينبغي عليّ الاستمرار في هذه العلاقة لأنّه لا يوجد لي فيها شيء بعد الآن
...
أنت تقرأ
أَحفَادُ لِيلِيث
Short Storyدائماً ماكانت ليليث هي رمز التمرد والغطرسة هي سيدة النسويات وقدوتهم بعد أن كُشفت لهم قصتها في التلمود الياهودي والأساطير القديمة إستغلت بستغلال وضع المرأة في المجتمع الذي عانت المرأة فيه منذ القدم من عدم أخد حقوقها سواءً كزوجة أو إبنة أو حتى أم...