السُخرية الزائفة (مايكي)

554 29 12
                                    

" إطمئني فأنتِ بخير، لا كسور ولا شيء خطير

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

" إطمئني فأنتِ بخير، لا كسور ولا شيء خطير.. فقط إنتَبهي لنفسكِ جيدًا حتى لا تَقعينَ مُجددًا " قالَت ذلك بقلق شديد مُمرضة تَعملُ في عيادة قريبة من هنا وصادف أن شهدت لحظة وقُوعِها المُحرجة.

أكتفت بالأبتسام والإيماء بالموافقة ،ولمَا تأكدت من أبتعادها أستُبدِلت مَلامِحها وأبدت أنزعاج عميق وتَكدر لِسقوطها المُخجل هذا.

إلتفتت حولها لترى أمكانية وجود أحد أخر من حولها وكم أراحها ذلك عندما وجدت فقط بِضعة من الأزهار الزاهية المُختلفة وبعضٌ من الطيور التي إنتَشرت على أغصانِ الأشجار ، لذا -بِهمة عالية- كَررت فِعلتها تلك التي أدت إلى وقوعها مرة أخرى.

ماذا كانت تفعل؟ كانت بِكُل جد تحاول تسلق أحد الأشجار الموجودة ..لكنها مُجددًا ومُجددًا لم تنجح وسقطت مرة تلو الأخرى .

جالَ في بصرها مَشهد الشَمس التي ستختفي عما قريب فأخذ الإمتعاض يسكن كيانها ،وبدى أن وجهها المُمتلئ بالجروح قد يُسقطُ الدموع في أي لحظة.

رفعت رأسها للشجرة التي وقعت من عليها العديد من المرات ،وخطر ببالها فكرة الإنسحاب لكن شطاية من ذكريات وَجهه الباسم والطفولي وهو يسخر منها جعلها تسحبُ تلكَ الفكرة وترميها بعيدًا في سلة القُمامة البَعيدة.

ذلكَ الوغد مايكي لن يسخر منها مجددًا، هي ستُثبت قدرتُها على تسلقُ الأشجار وستُذهله ، لن تَكونَ أقلَ منه ! .

أقتربت من الشجرة بأنفاس متبعثرة وبصعوبة حاولت التسلق ، وضعت يداها بِالأجزاء المُتضرسة من الشجرة ثم ببطء رفعت نفسها عن الأرض مما جعلَ رجلاها تُحاولان إيجاد جزء ثابت تضعهما فيه ولم تنجح فيداها قد تعبتا مما جعلها تسقط على الأرض بآلم شديد .

تساقطت الدموع من مجرى عيناها ، وأحست بالألم الذي يتخذ كل موضع من جسدها وبالخصوص يداها وقبلَ أن تُتمتم ببعض عبارات الإستسلام شعرت بِظلٍ ساقطٍ عليها .

" م-مايكي..؟ "
إبتسمَ ذلكَ الأشقرُ الطفولي وأجابَ بنبرة ضاحكة " كَما هو متوقع من كي-تشان !؛ علمتُ بالتأكيد أنكِ ستكونين هنا" .

لم تُعلق على حديثه المُريب ،لم تَرغب حتى في رؤيته مع إبتِسامته الظريفة تلك، أنها تعلم أنهُ لن يسخر من مظهرها لكنها لازالَت لا تُريده أن يراها في هذه الحالة؛ مُغطاة بالتراب والجروح ، بشعر متسخ ،وملابس قذرة ، ووجه بائس تتساقط منه الدموع.

" همم ، أتريدين أن أعلمكِ؟ " بسؤاله إتسعت عيناها تلقائيًا وتلعثمت بأرهاق وخجل طفيف" لا..لاداعي، لن تُسعِفني يداي وربما سَنبقى هنا لِمنتصف الليل ؛ فكما يبدو الأمر ليسَ بتلكَ السهولة" .

أصدرَ ضحكة كتومة وهَمهم قائلًا بينما يُمسك يداها حتى تقف بمساعدته " إذًا سنتخذُ الطريقة الأسرع " إقترب منها ووضع يداها حولَ رقبته ثم أردف لها بأن تتكأ عليه ليحملها على ظهره .

إمتثلت لأوامره بصمت ، فعقلُها المُرهق لم يَقدر على المجادلة هذه المرة ،وضعت ثقلها عليه بينما هو بسهولة حملها وإتجه ناحية تلكَ الشجرة القريبة ، همسٓ لها وقد أستطعت من ذلك تخيل انهُ يرسم أبتسامة حيوية على محياه " تشبثي بي جيدًا " .

ضيقت يداها التان كانتَا حول رقبته وأغمضت عيناها عندما شعرت أنها في الهواء ترتفع ، شعرت بِتوقفه عن الحركة ففتحت عيناها وإلتفت للخلف ليُقابلها مشهد قِمم الأشجار والسماء التي باتت أرجوانية وأكتستها الغيوم التي تباينت ألوانُها بسبب الغَسق وذلكَ المنظر جعلَ إرهاقها وتَعبها ينجليان بسرعة خارقة.

ساعدها مايكي على الجلوس على غصن شجرة ثم إتخذ مكانًا بجانبها وهو يَركل بقدماه الهواء وكانت تلكَ حركة طفولية جَعلها تُصدر ضحكة مُمتنة سعيدة " شُكرًا مايكي، رغم أن ذلكَ لا يُسمى تعليمًا، فأنا لن أستطيع تسلقُ الأشجار أبدًا على مايبدو إلا أن ساعدتني" .

قابلت حذقتاها عيناه التان تَصرُخان براءةً و عطفًا نحوها ، وكم توقفت أنفاسُها لوهلة عند رده " وأنا لم أقصد تَعليمكِ ، حتى تُنادينني في كُل مرة تُريدين بها تَسلُق الأشجار " .

" أيُها الوغد" صرخت بذلك ملوحة بيديها نحوه وإستطردت" ومن قال أني سأريد تسلق الأشجار كالقِردة ! بدء كُل هذا لانك سخرت مني لاني لا أعرف كيف!! " .

تّذمر بألم من ضرباتها وعندما توقفت أخيرًا هسهسَ لها بتسلية " كانت خطة وضعتُها حتى أريكِ مدى روعتي! " توقف قليلًا ثم أكمل بأسف" لم أضع بالحسبان الأذى الذي ستتعرضين له..أنا أسف كي-تشان " .

" مايكي أيُها الوغد! أتوقع غدًا طنً من الحلويات أمام منزلي وألا لن أسامحك! " أغمضت عيناها وضحكت بقوة، صدى ضحكاتُها علاَّ بالأرجاء مُسببة إبتسامة على ثغر ذلكَ الأشقر المُتأمل...

لم تَكُن جميلة ، لم تَكُن ذكية، كانت فتاة عادية... فتاة عادية تَملكُ ضحكة آسرة تسلبُ القلوب وتجلبُ الراحة لُه ولِكُل مَارً يرغب بالعبور ، كانَ صدى ضحكاتُها شيء سيعمل مرارًا وتكرارًا على حدوثه...

" كي-تشان... لا تترُكيني.."

~~~~~~
الإلهَام لِلقصة كانَ بسبب أحد رسومات المُبدعة ران_تشان والتي كانت تحوي فحواها مايكي وشخصيتها والسماء😔💗✨
~~~~~~~~~~~~~~~~~

بَينَّ الوَمـضات|| أقاصِيصٌ عشوائيةWhere stories live. Discover now