"صَّقر عَنِيد."

1.5K 195 71
                                    

أنار ضوء الصباح الغرفة لتفتح عيناها بخمول سيطر على أنحاء جسدها، يجب عليها أن تستعد لليوم جيدًا وتنسى كل ما مَرَّت به من قبل وتُركز على ما سيحدث من بعد ذلك.

جلست على طاولة الفطور تُحدق في طعامها كالمعتاد، هناك العديد من الأشياء تُفكر بها وتقلقها، الجميع يأكل بصمت اعتادت عليه.

همس غيث إلى لمى بصوت يكاد يصلها:

- هل حدث شيء جديد؟

فقالت بضيق وهي ترسم الابتسامة على محياها لكي لا يشك بها أحد:

- ألم أُخبرك أن تتوقف عن الحديث معي عن هذا الشيء؟

فقال ببساطة:

- تعلمين أنني لن أترك هذا الأمر.

لاحظ أَوْس ما يحدث بينهم ليقول بشك:

- في ماذا تتهامسان؟

حكّت لمى عُنقها قائلة بصعوبة وهي تبعد نظرها عنه:

- لا.. لا يوجد شيء.

فأجاب أَوْس:

- ألم تتعلمين كيف تتحدثي؟ ما بكم؟

لم تُجيبه بشيء بل سحبت الكرسي إلى الخلف ورمقت غيث بنظرة متواعدة قبل أن تذهب إلى غرفتها.

فهمست إليانا إلى أَوْس بعد صمتها الذي طال:

- أنها تكذب.

- لماذا تقولين هذا؟

- ببساطة لأنها قامت بحكّ عُنقها ولم تنظر إلى عينيك أبدًا أثناء حديثها.

- أتعرفين لغة الجسد؟

- أعرف البعض منهم.

فنظر إلى غيث قائلًا:

- لنا حديث أخر.

ثم وجه حديثه إلى إليانا وهو يقول:

- يبدو أنكِ لم تلمسي طعامكِ كالمعتاد لذا فلنذهب.

- الآن؟

- نعم فكما تعلمين أنا أحكم مملكة بأكملها فلستُ متفرغ لكِ فقط.

فهمست بصوت مكتوم:

- مُتعجرف!

- أتقولين شيء؟

- لا، فلنذهب هيا.

ذهبت معه إلى الخارج وهي تُحاول الهدوء، ضربات قلبها تُزعجها بشدة بجانب ذلك الألم الذي تشعر به في معدتها أثر توترها الحاد، حاولت أخذ شهيق زفير لكي تهدأ ولكن بلا جدوى.

فقال عندما شعر باضطرابها:

- ما بكِ؟

فقالت مسرعة:

- لا يوجد شيء.

ابتسم بجانبية قائلًا:

- نسيت أنكِ لا تُحبين التعامل مع أحد.

•〈 المَمْلكَة العَتِيقة 〉•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن