الفصل التاسع والثلاثين(الجزء 2)

7.8K 407 115
                                    

عدناااااا
لقد كانت أياماً مليئة بالدروسِ والمرمطة لكني عدت بخير والحمدلله👍🚶❤
لقد اشتقت لكم أصدقائي ولكن لا بأس فهي مجرد بضعة فصول قادمة وننتهي من تلك الرواية المتنيلة للأبد ولكم كامل الحق أن لا تتابعوني مرة أخري😔❤❤
نص اليوم دروس ومواصلات والنص الباقي نوم وإرهاق والرواية شاغلة كل تفكيري لحد ما خلاص قررت أختمها عشان اصب تركيزي عالثانوية بعون الله دعواتكم💙
والمواعيد النهائية للرواية هتبقي يومياً إن شاء الله الساعة 8❤🚶
******
الفصل التاسع والثلاثين(الجزء 2)
......
اُضيئ اللون الأحمر في إشارة المرور فتوقفت السيارات بجانب بعضها في انتظار إضاءة اللون الأخضر لتتابع سيرها ومن بينهم سيارة سليم السوداء ، التفت برأسه بصمت ينظر إلي الذي يجاوره في المقعد الأمامي بملابس سوداء تماماً تحيطه حالة من الحزن والكآبة تحتل ملامحه الغربية الوسيمة لكنه رغم ذلك بدا ثابتاً لأقصي حد حتي إن كانت رأسه مُسندة علي زجاج النافذة بوهن ناظراً أمامه بشرود وربما خواءً تام ، تأمله سليم قليلاً بحزن يري الكسرة داخل عينيه جيداً حتي إن كان يحاول إخفاءها لكن كيف يخفيها بعد الذي حدث ، فموت أخيه الصغير لم يكسر ظهره فقط بل وعينيه أيضاً
هتف سليم يسحبه من خواءه بلكنة غربية هادئة بها بعض الحزن:
_ هل أنت بخير ؟
ابتسم روي بسخرية مريرة ، أبعد كل ما حدث لعائلته كيف يصبح بخير ، أجابه بتحشرج متهكماً ونبرة رغم سخريتها شربت من الألم ما يكفي:
_ أجل ، أجل انا بخير انا بخير تماماً ، فقط ..لقد مات أخي..وسُجن أبي و تدمر أخي الأخر و كُسر قلبي انا ، هذا كل ما حدث وشكراً لسؤالك.
تنهد سليم بخفة متعجباً بداخله لقوته علي الصمود بعد كل هذه الأحداث القاسية هاتفاً بهدوء :
_ يجب عليك أن تكون أقوي من ذلك ، رفاييل يحتاجك.
هز روي رأسه بأسي ينظر إلي خارج النافذة بتنهيدةٍ حارة :
_ انا فقط..أريد أخذه والرحيل من هنا ، بعد الذي حدث لن تطأ قدمي إلي مصر أبداً.
زفر سليم مبتسماً ببهوت :
_ لا تقل ذلك ، انت لا تعرف ما الذي يخبئه لك المستقبل.
نفي روي متهكماً وهو يسند رأسه مرة أخري علي زجاج النافذة :
_ لم أعد أكترث ، ولن أكترث لأي شئ في هذه الحياة سوي رفاييل ، لم يبقي لي سواه الآن.
ثم نظر له دون أن يحرك رأسه بشبه بسمة باهتة قائلاً بلهجة مصرية لاقت به قليلاً :
_ شكراً ليك علي مساعدتك.
قطب سليم حاجبيه بتعجب :
_ بتتكلم عربي !
اومأ بإيجاب متنهداً بهدوء :
_ مش كتير ، عندي مساعد مصري بيدير المطعم في غيابي وعلمني شوية.
زفر سليم مبتسماً بخفة وهو يستعد للإنطلاق بالسيارة بعد إشارة حارس المرور :
_ وساكت ليه وسايبنا نبرطم انجليزي من الصبح.
ابتسم روي ولم يعقب فانطلق سليم بسيارته وقد كسي الصمت أفواهما لدقائق إلي أن تساءل روي بتحشرج واختناق واضح في نبرته :
_ هو...هو هيترحل امتي ؟
علم سليم أنه يقصد والده لكن أجابه بهدوء يرتكز بنظراته علي الطريق أمامه :
_ بعد اسبوع فيه ناس من السفارة هتوصل وترحّله علي بلدكم.
اومأ روي بصمت وعاد إلي شروده مرة أخري لعدة دقائق ثم ابتلع غصته متسائلاً بنبرة خافتة مترددة
بكلمات أخرجها بصعوبة من بين افكاره المعقدة :
_ هو..باباك عايش ؟
لم ينكر سليم أنه تفاجأ من سؤال وظهر ذلك في نظرته السريعة له ومن ثم عاد ينظر إلي الطريق أمامه وقد زاغت عينيه باضطراب فهو يكاد لا يفكر فيه حتي لا يصرخ قلبه حزناً وألماً لفراقه إذاً لما الآن ذكّره به !  ، لا يعلم أيسأله مجرد فضول أم قهر بداخله وتمني أن يكون والده كوالده إن كان حياً في طيبته وأخلاقه الحسنة التي ورثها عنه أو إن كان ميتاً غير موجوداً في الحياة وربما هذا التفكير هو الذي غشّي سؤاله له قبل أن يقوله ، ابتلع سليم لعابه بتحشرج متنهداً بخفة يستعيد ثباته الذي  تشتت علي ذكر والده الراحل يجيبه بهدوء :
_ لا ، ميت .
استقبل روي إجابته بالصمت وكأنه اكتفي بها وغير راغباً بفك خيوط أفكاره المعقدة داخل عقله ، وأيضاً اكتفي سليم بهذا الصمت واستغله حين قام بإخراج هاتفه يعبث به قليلاً يراسل دامر بأمراً ما وأثناء ذلك سأل روي :
_ رفاييل بيعرف يتكلم عربي ؟
قطب روي جبينه باستغراب لكنه أجاب بخفوت :
_ اه ، وأفضل مني بتسأل ليه ؟
نفي سليم برأسه بهدوء :
_ لا عادي سؤال بس  ، انا بعت لدامر أخويا عشان يكون جنبه لو فاق.
اومأ روي وأغمض عينيه يريح رأسه أكثر علي زجاج النافذة آخذاً بداخله عدة أنفاس حارة وعقله لا يتوقف عن تخيل شكل المواجهة القادمة بينه وأبيه والتي حتما ستغير مجري حياته إلي الأبد ، لا يعلم لما يساوره شعوراً سيئاً هكذا لكنه يعلم جيداً أن هذه المواجهة ستكون من أقسي لحظاته في الحياة ، وكيف لا تكون وهو أبيه الذي قتل أخيه !..
********
فتح عينيه بنعاس يتململ في نومته علي المقعد الجلدي في أحد زوايا الغرفة فأعتدل يمسد علي رقبته بأرق ينقل أنظاره في الغرفة ليجد أن بدر ما زال نائماً ووالدته لا توجد في الغرفة فاستنتج أنها رحلت إلي المنزل برفقة ساهر الذي ليس ظاهراً أيضاً ، زفر دامر واقفاً يتحرك باتجاه بدر الذي يغمض عينيه بسكينة فابتسم بإرهاق ومال يقبل جبهته برفق حتي لا يزعجه في غفوته ثم ابتعد يولج إلي المرحاض يغسل وجهه سريعاً ثم يجففه و انتقل خارجاً من الغرفة وهو يمسك هاتفه لكي يتصل علي جواد الذي لم يراه طيلة اليوم الماضي ، رأي رسالة سليم له فراسله بأنه سيتولي الأمر ومن ثم عاد ليتصل علي صديقه لكنه استمع إلي رنة هاتف جواد التي يعلمها قريبة منه فالتفت برأسه ليراه بالفعل يمشي في الممر باتجاهه ممسكاً بحقيبة صغيرة بها ملابس قد أحضرها لدامر ، رافعاً بيده الأخري الهاتف المضئ الذي يرن ، أنزل دامر هاتفه زافراً قائلاً له بعد أن وقف الأخر أمامه :
_ كنت فين يابني مشوفتكش امبارح طول اليوم !
أجابه جواد يزفر بتهكم :
_ مسحول في الشركة طبعا ، الشغل كله واقع عليا ولازم استحمل عشان اشيل عنك.
نكزه دامر في صدره بخفة مبتسماً :
_ ما انت طول عمرك شايل عني ، ايه الجديد يعني !
ابتسم برفق يرد إليه النكزة بغيظ طفيف:
_ ياعم أشيل عنك طول العمر المهم تكون بخير ، طمني حالة بدر ايه ؟
تنهد دامر يضع يده علي عنقه يجيبه بهدوء:
_ فاق امبارح والدكتور طمنا عليه وانا لسه صاحي ومش عارف هو فحصه تاني ولا لسه هبقي اشوفه.
اومأ بخفة يرفع يده التي بها الحقيبة:
_ طب الحمدلله ، انا جبتلك هدوم من البيت انا عارفك مش هتتلحلح من هنا.
انزل يده زافراً وهو يشير إلي الغرفة :
_ ماشي حطها في الأوضة وخليك جوا لحد ما ارجع
عشان لو بدر فاق تاني.
أمسك جواد ذراعه قبل ان يتحرك متسائلاً بتعجب :
_ خد خد انت رايح فين ؟
سحب دامر ذراعه زافراً بجدية وهو يتحرك مرة أخري :
_ هقولك بعدين بس انا هنا عشر دقايق وراجع.
********
كان مستلقياً علي فراش في أحد غرف المستشفي ويده اليسري مقيدة بالأصفاد المعدنية في الحافة الجانبية وصوت أفكاره يكاد يصدع في أرجاء الغرفة من ضجيجها ، يفكر في أبنائه وما حالتهم الآن بعد ما فعله أهل ثلاثتهم بخير أم مسّهم ضراُ والأهم ما هي حالة جوني الآن بالطبع ستكون سيئة لأبعد حد أما عن رفاييل و روي فستكون أسوأ ، يعلم جيداً مدي تعلقهم به فهو مدللهما الصغير الذي يحبانه حباً جماً وما فعله هو به كسر قلوبهما كسراً ساحقاً لكن ماذا كان يفعل فهو كان يريد إنقاذه حتي إن كان بالخطأ لا يهم لكنّ كالعادة لا يسير القدر كما نتمني فقد وصلا ابنيه مقاطعين عمله السيئ والذي يجلس منتظراً نتيجته حتي الآن ، خفقات قلبه القلقة علي ابنائه امتزجت مع صوت أفكاره العالية حتي أصابوه بالصداع مع آلام جرح فخذه الذي سببّه روي له بالرصاص بلا رحمة وربما لديه الحق بأنه أصابه فقط برصاصة واحدة فقد كانت نظرته المليئة بالقهر والخذلان التي منحها له وقتها كانت أقسي عقاباُ عما فعل ، تنهد فرانكو يريح رأسه للخلف يتمني أن يخرج من هذه المستشفي اللعي*نة ويزهق أرواح حراس الشرطة الذين يقفون أمام الباب كي لا يهرب ومن ثم يذهب ليطمئن علي أبنائه فصدقاً يشعر بقلبه يتمزق من القلق عليهم...لكن كل ذلك هيهات.
او فقط يتمني أن يطلب أحد منهم رؤيته حتي إن كان سيفجر كامل غضبه وعتابه بوجهه لن يكترث ، ما يهمه أن يكون بخير وحي يُرزق أمام عينيه..والأهم من كل هذا أن لا يسافروا إلي أمريكا أبداً مرة أخري ، فحينها سيتأكد من أنهم هالكون لا محالة !
القدر رفق به هذه المرة وازدادت خفقات قلبه لهفة حين فُتح الباب وطل من خلفه روي بهيئته المخيفة
وملابسه السوداء تماماً خاصة معطفه الطويل الذي يصل إلي قبل ركبتيه بقليل ومع ملامحه الجامدة وعينيه التي ظهرت بها الشعيرات الحمراء كأنه يمسك لجام غضبه بصعوبة وكل ذلك أعطته هالة لوهلة أرعبت قلب أبيه الذي يتأمله مبتلعاً لعابه بتردد وقد تأكد الآن من حدوث أمراً غاية في السوء يتمني أن لا يكون ما جاء بعقله.
تقدم روي بخطي بطيئة وأوصد الباب خلفه بهدوء وأقترب حتي وقف علي بعد ثلاث خطوات من الفراش فهو يعلم إن تعدي خطوة منهم سيفعل بوالده ما لا يطيقه لذا وقف صامتاً يترك المجال لنظراته الجامدة بالتحدث ، اعتدل في جلسته بلهفة قائلاً بقلق :
_ روي ، ابني ..هل انت بخير ؟
و رفاييل هل أيضاً بخير ؟ ، و جوني ماذا عن جوني
أرجوك أخبرني أنه بخير الآن أرجوك !
أراد أن ينفجر به ويخبره الحقيقة لكن اللاشيء الثقيل فوق قلبه أراد ان يتلاعب بالحديث أولاً فربما يحصل علي السبب الذي جعله يفعل هذه الجريمة ، تنهد روي بعمق وابتسم بمرارة أخفاها سريعاً وهو يهدئ لهفته بنبرة هادئة تفنن في جعلها صادقة :
_ أجل ، أجل يا أبي إنه بخير ، أعني أنه بأفضل حال الآن فقد نجحت العملية.
أشرق وجه فرانكو بسعادة متنهداً بإرتياح :
_ حقاً ؟ ، حمداً لله علي ذلك لقد كدت أموت قلقاً عليه.
لكن تلاشت ابتسامته وتمعن قليلاً في وجه ابنه المتهكم بحزن مردفاً بحاجبين مقطبين بغرابة :
_ لكن..إن أصبح هو بخير..إذاً لما أنت تبدو حزيناً ؟
ضحك روي بخفوت وأجابه بسخرية مريرة متابعاً حديثه العابث بألم خفي وعظيم :
_ لأني لا استطيع أن أنظر إلي وجهه الآن ، وصدقاً لن أستطيع فعل ذلك أبداً.
فرّق بين شفتيه يتنفس بقلق وحدسه يشعر بتغير مجري الحوار ليتابع روي مبتسماً بتهكم والقهر يلتصق بحروفه :
_ هيا يا أبي لما تبدو مستغرباً ؟
كيف تريدني أن أنظر إليه وهو يعيش بقلب أحد أخر ! ، قلب شاباً بريئاً قُتل قسراً ليعيش أخي بقلبه !
كلما حاولت أنظر إليه أتذكر ج*ثة الشاب التي رأيتها امام عيناي بعد انتهاء للعملية ، و شقيقه ، يا ويلاه مما فعل شقيقه حين رأه فقد كان يعانقه بقوة شديدة ويبكي بغزارة كأنه حقاً فقد روحه وليس مجرد أخيه
لقد تمزق قلبي من الحزن وقتها ، والآن لا أعلم كيف أواسي ذلك الرجل أو حتي أنظر إلي أخي الذي أصبح بخير ولن يتألم بعد الآن ، لقد أصبحت الآن في حيرة لا تفني ورفاييل حالته أسوأ مني
و من هو السبب في كل هذه الفوضاء ...أنت.
خفت صوته في ختام كلماته التي ألقاها دفعة واحدة وهو يهز رأسه بخذلان ممن كان يوماً قدوته الأعلي وعينيه تلمع بدمع كان قهراً أكثر من حزناً ، تألم قلب الأب لرؤية بِكره في هذه الحالة فتنهد فرانكو بحزن يهتف بأسي وربما لمحة من الندم ظهرت في عينيه :
_ روي..أنا..
قاطعه بنبرة عالية ساخرةً ومازال يبتسم بمرارة :
_ انت ماذا ؟ ، أنت ماذا يا أبي ؟
انت تُحبنا..تعتني بنا وتدعمنا ، بالاول أنا وثم رفاييل لقد ساندتنا حتي أصبحنا إلي ما نحن عليه الآن ، وجوني لقد أحبتته أكثر مننا ونحن كنا فرحين بهذا الحب الذي تمده به فهو مدللنا الصغير ، لقد أريتنا جانبك المضئ طوال حياتنا معاً لكن يبدو أنك نسيت أن الجميع لديه جانب مظلم أيضاً سيظهر ولو بعد حين وأنت أظهرته في وقت خاطئ تماماً.
ابتلع فرانكو لعابه ينظر إليه بحزن وقليلاً من الندم :
_ ماذا وددتني أن أفعل يا بني ؟
لقد أردت إنقاذ جوني من الموت حتي إن كان بطريقة خاطئة وليس بعادلة وها قد فعلت وأنقذته ، ما سيحدث لي بعد الآن لا يهم ، ما يهم أن ابني جوني أصبح بخيـ..
قاطعه روي غامضاً عينيه ومن ثم فتحها بخواء :
_ إنه ميت.
صعقته الكلمة حرفياً وانتفض بصدمة شديدة:
_ ماذا ؟!!
اومأ روي برأسه مبتسماً بتهكم وقد فقد سيطرته علي دموعه التي هبطت بهدوء تحرق وجنتيه :
_ إنه ميت يا أبي ، لقد مات هو وعاش الشاب .
حرّك فرانكو رأسه نفياً بجنون وتابع الأخر بنبرة هادئة تناقض صرخات قلبه ألماً متنهداً :
_ لقد حدث نزيف له ورغم أن أوقفه الأطباء لكنه مات ، أعتقد أن هذا عادلاً أن يموت هو ويعيش زين ، فإن كان حدث غير ذلك وعاش جوني بدلاً منه..كنت سأقتله بنفسي.
انهمرت دمعات فرانكو بألم ومازال يرجوه بعينيه أن يكذب ما قاله للتو لكن روي ينظر له بخيبة وربما بداخله راضياً من ملامح أبيه المنكسرة ، يعلم تماماً ألم فقدان الضنا فقد عاشه قبلاً منذ عدة سنوات !
تنهد بعمق يتشبث بثباته جيداً يسأله بنبرة خاوية شربت من الخذلان ما يكفي :
_ لماذا ؟ ، لماذا يا أبي ؟
للمرة الأخيرة سوف اسألك ذلك.
رفع فرانكو عينيه الدامعة نحوه هاتفاً ببكاء والحسرة تلتصق بكلماته :
_ أقسم إنني أردت أن أنقذ..
قاطعه روي صارخاً بنبرة جهورية يتشبث أرضاً محله بصعوبة :
_ قتل شخصاً ما لإحياء أخر هذا ليس إنقاذ ، إنه جريمة.
منذ متي وأنت بهذا السوء وكيف أصبحت هكذا ؟
هل هذه المرة الأولي لك ؟ ..تتاجر بالأعضاء ؟!!
أخفض فرانكو رأسه لا يقو علي الإجابة مما جعل روي يبتسم بسخرية فقد توقع ردة فعله تلك مردفاً بتهكم :
_ حسنا ، يبدو أن أسرارك لم يحين وقت قولها بعد ، لا بأس يوماً ما ستُكشف أنا متأكد من ذلك.
رفع عينيه الدامعة بألم متمتماً بقهر :
_ أنا آسف.
انثني جانب فمه بتهكم وهو يدس يديه داخل جيبي معطفه الأسود يرد علي كلمته :
_ الأسف لا يفيد الآن بعد فوات الآوان ، عن ماذا تعتذر بالضبط ، عن إخفاءك للأسرار أم عن قتلك لأخي ؟
أغمض عينيه الدامعة بحسرة يستمع إلي كلماته القاسية التي يستقبلها دون إعتراض ، لديه كل الحق في إلقاء اللوم عليه فإن لم يفعل ما حدث لم يكن حدث النزيف الذي يكون من مخاطر تلك العملية كما أخبره أحد الأطباء ولكنه لم يهتم كالعادة فهو يريد فقط أن يحيا ابنه ، لو لم يكن نفذ ذلك لما حدث النزيف ولم يمت جوني ، صغيره الذي دفع ثمن أخطاءه وكان العقاب المستحق له.
تنفس روي بعمق وذلك اللاشئ بداخله يثقل قلبه أكثر قائلاً بثبات :
_ هذه المرة الأخيرة التي ستري وجهي بها ، حتي حين تُرحل وتُسجن في أمريكا لن أفكر أبداً في زيارتك ، سوف أنساك كما نسيتنا و ردات فعلنا علي مخططك المُشرف ذلك الذي فعلته ، مبروك يا أبي..لقد خسرت ثلاثة من ابنائك في ضربة واحدة.
ابتلع غصته وهو يشعر بكلماته تُدمره من الداخل وهتف بوهن :
_ قل ما شئت يا روي ، فأنا استحق ذلك ، لكن أرجوك أخبرني الآن ماذا ستفعل أنت ورفاييل ؟
أملاكي بالطبع سيُحجز عليها الآن من الحكومة ،
وأنت لديك مطعمك لكن ..المنزل !
ثم اعتدل بجلسته حين تذكر أمراً وقال بلهفة :
_ روي أرجوك ابقي هنا في مصر ولا تسافر إلي امريكا مجدداً ، إذا فعلت سأتأكد حينها إنني خسرتكما بالفعل ، أرجوك .
قطب روي جبينه متهكماً رغم تعجبه من طلبه المستحيل:
_ هذا لن يحدث يا أبي ، نحن سنعود إلي موطننا ولن نأتي إلي هنا مرة أخري ابداً.
صاح فرانكو به :
_  لكن هكذا ستموتون لا محالة ، هناك بعض رجال المافيا التي عملت معهم من قبل ، مؤكداً سيحاولون أذيتكم الآن حتي لا أفتح فمي وأعترف عليهم.
ذُهل روي مما قال مردداً بعدم تصديق :
_ مافيا ! ، حقاً يا أبي مافيا !..
اذدرد فرانكو ريقه بقلق و روي يهز رأسه بخيبة تزداد كلما مرت ثانية ثم ابتسم بتهكم ورفع رأسه قليلاً بخواء :
_ إذاً سوف أطلب من سليم أن يعجل بإجراءات سفرنا بأسرع وقت ، إنه أخ ذلك الشاب الأخر الذي احضرته إلي منزلنا لتتاجر بأعضائه ، إنه حقاً رجل كريم وأنا ممتن له لأنه يساعدني ولم يأخذني وأخي بذنبك الذي فعلته ، والآن وداعا يا أبـ...فرانكو سان.
ناداه باسمه الحقيقي كأنه اكتفي من مناداته ب"أبي" التي نطقها ثمانِ مرات في حوارهم وكأنه بها يُذكّره بخطأه الذي لا يغفر ، التفت روي بعد أن ألقي نظرة أخيرة عليه لكن اوقفه فرانكو صائحاً بلهفة ودموعه هبطت علي وجنته من فرط خوفه عليهما من تلك المافيا القاسية التي عمل معها من قبل :
_ روي أرجوك استمع إلي ولا تسافرا ، إنني اتوسل إليك يا بني أنا قلق عليكم ،  هؤلاء الرجال سيحاولون قتل"كم أو ربما يأسروكم لديهم ، أنا أعلمهم جيداً.
رفع روي عينيه ينظر أمامه دون أن يلتفت له قائلاً بعد صمت دام لدقيقة بخواء :
_ حسناً فليفعلوا ، فأنت تستحق أكثر من ذلك.
حاول فرانكو مرة أخري بدموع :
_ روي ..أرجوك !
فتح روي الباب منهياً الحوار ثم اغلقه بعنف شديد وفرانكو مازال يصرخ به من الداخل أن لا يسافر ، تنفس روي عالياً وارتمي بجسده علي المقعد ينظر أمامه في الفراغ ومازال صدره يرتفع وينخفض اثر أنفاسه الحارة الغاضبة وربما المُتعبة ، مسح علي وجهه يزيل تلك الدمعة التي هربت من عينه ثم أخرج هاتفه من جيبي معطفه ينظر الذي إليه بتفكير وتردد في مهاتفة شخصاً ما لم يتصل به أو يراه منذ اكثر من خمسة عشر عاماً رغم أن لديه صلة به وهو " أخيه الأكبر" ، لم يكن يريد أن يلجأ إليه الآن لكن ليس لديه سواه يساعده في هذه المعضلة وهؤلاء الرجال الذين سيؤذوهم حين يسافرا ، هو ليس قلق علي نفسه قدر ما يقلق علي رفاييل ، لن يستطيع حمايته وهو وحيداً الآن دون رجال أو اسلحة ، أخذ قراره بعد تفكير عميق ثم تنفس بحرارة وهو يضغط اتصال ثم رفع الهاتف ببطئ إلي أذنه وما أن شعر بفتح المكالمة من الجهة الأخري هتف بنبرة خافتة :
_ " ماثيو "...أحتاجك.
********
بعد أن ترك روي أمام غرفة أبيه ذهب إلي غرفة في طابق أخر بعد ان استعلم عن صاحبها ، وقف سليم أمام الواجهة الزجاجية بابتسامة جانبية شامتة رغم أن ليس من خصاله الشماتة بأحد لكن من يقع علي الفراش الطبي بداخل الغرفة يستحق أكثر من الشماتة به ، تأمل حالة عثمان الغافي المزرية تماماً برضي داخلي ثم تحرك إلي الغرفة المقابلة حيث يقبع يها جوناس وحالته اسوأ من الأخر بكثير ، تأمله سليم أيضاً بعمق ورضاه يكثر ورغم ذلك مازال جزءاً بداخله يشتعل غضباً ووعيداً لكنه منتظر إلي أن تُشفي أجسادهم ويعودا إلي السجن مرة أخري وحينها سيريهما معني الانتقام بحق ، تنهد سليم بعمق والتفت ليغادر لكن اصطدم بأحداً ما كان يقف خلفه تماماً وما أن رأه ابتسم بجانبية :
_ ازيك يا سولي !
رفع سليم حاجبه بجمود :
_ جاي تطمن علي مين ؟
ابتسم آدم  :
_ نفس اللي انت جيت تطمن عليه يا حبيبي.
ثم نظر إلي الغرفتين وتابع بخبث :
_ بس ايه رأيك ، كل ده خلص في ساعتين زمن.
انثني فمه بتهكم وربت علي عضده قائلاً :
_ لا جامد..تتردلك في الأحزان إن شاء الله.
أبعد آدم يده ومازال يبتسم بأصفرار :
_ بعد الشر علينا ، أبعد انت بس عينيك انت وأخوك عننا وهنبقي زي الفل.
ثم دس يديه في جيبي معطفه وتابع قاطباً جبينه:
_ عرفت إن غنيم استدعاك.
ورفع أحد حاجبيه بمكر :
_ اوعي تكون اعترفت عليا !
زفر سليم يعقد ذراعيه امام صدره متهكماً :
_ مجبتش سيرتك ، بس كده كده هتتجاب انت وسيرتك فياريت بقا تبعد الرجالة اللي ساعدتك تخطفهم عن هنا .
ضحك آدم بخفة :
_ متخافش وديتهم السلوم عندهم طلعة هناك ، المهم انا هسيبك تهدي وتاخد نفسك من المدعكة اللي حصلت دي بس هقابلك قريب لإني محتاجك في حاجة كده.
قطب سليم حاجبيه بعدم فهم :
_ حاجة ايه ؟
تحرك آدم ليتخطاه والتفت له متنهداً :
_ حاجة احتمال تغير حياتي ١٨٠ درجة ، سلام.
اومأ سليم زافراً ثم التفت للجهة المعاكسة ليعود إلي روي .
********
جلس علي الأريكة الجلدية وعينيه مصوبة علي رفاييل الذي يتمدد بسكون ولم يفق بعد لذا قرر دامر ان ينتظر لبضعة دقائق إن لم يفيق بها سيعود أدراجه إلي غرفة اخيه ، وبالفعل مرت عدة دقائق لكنه لم يرد أن يتركه وحيداً بهذه الحالة السيئة فتنهد دامر واعاد ظهره للخلف ، حرك رفاييل رأسه ببطئ وفتح عينيه بتعب لم يدوم ف سرعان اندفعت ذكريات ما حدث امام عينيه فانتفض جالساً بفزع ينقل أنظاره في الغرفة بحثاً عن روي أو جوني فربما يكون موته مجرد كذبة لا أكثر حتي وقعت عينيه علي هذا الرجل الغريب الذي يقف عن جلسته يشير له بيديه بحذر :
_ اهدي..
لكن غير لغته سريعاً بهدوء :
_ calm down it...
قاطعه رفاييل بحاجبين مقطبين بحدة :
_ انت مين يالا ؟
رفع دامر حاجبيه مندهشاً من لغته المصرية الفصحية بل وتلك الكلمة التي قصده هو بها:
_ يالا !!!
وقف عن الفراش جسده يرتعش غضباً رغم عينيه الحمراء الدامعة وهو يهتف باضطراب وعينيه تزوغ بالأرجاء :
_ روي فين..ك..كان هنا..
and jhony where is my brother jhony
انا ..انا لازم اشوفهم..هما فين..
كلماته المختلطة اصابته بالحيرة لوهلة لكنه تنهد بثبات وهو يشير له بيديه كي يهدأ يقترب منه خطوة والأخر مازال يهذي :
_ اهدي..رفاييل اهدي بس اا..
هتف بهذيان وهو يهم بالتحرك نحو باب الغرفة :
_ انا لازم اشوفهم...لازم اخرج من هنا..
ثم صاح يتمني بداخله أن يجيب المنادي عليه :
_ jhony..jhony brother are you hear ?
روي..روي انت فين ؟!!
جذبه دامر من ساعده قبل أن يخرج يتمسك به بقوة قائلاً :
_ استني هنا..هتخرج تروح فين بحالتك دي..
دفع رفاييل يده بعنف صائحاً بعداء لهذا الغريب الذي يعترض طريقه :
_ ابعد عني انت مين اصلا..ابــــعـد.
أمسك دامر ساعده مجدداً معترضاً طريقه أكثر فزمجر رفاييل أكثر ودفع يده مرة أخري ليهجم عليه محاولاً لكمه ليتفادي دامر لكمته بخفة وأمسك يده بجمود يلويها خلفه ظهره بحدة آلمته ثم دفع جسده يصدم صدره بالحائط يقيد حركته هاتفاً بنبرة قوية يحاول بها السيطرة علي هذيانه بحاجته لرؤية شقيقانه التي لا تتوقف :
_ اهــــدي.
هذي رفاييل بلا وعي وعينيه تضطرب أكثر مع لمعانها بدموع توشك علي النزول وهو يحاول الفرار من قبضة الذي يقف خلفه:
_ هو..هو مات !...هو بجد مات ازااااي..ازاي يموت ويسيبنا كده لا...
ثم صرخ بأعلي صوته بانهيار :
_ jhooony Nooo Nooo
لا لا لاااااا مستحيل..هو قتله..هو السبب .
ثم انفجر في بكاء حاد وهذيانه يزداد اكثر كأنه فقد السيطرة علي نفسه واوجاعه ليترك المجال لألم الفراق ينهش قلبه ودامر يراقبه بقلق يحاول السيطرة علي جسده الذي ينتفض ولا يعلم ماذا يفعل او يتعامل معه حتي كلماته المهدئة التي يقولها له لم تجدي فلم يجد سوي أن يدير جسده له ويعانقه بقوة ويديه تحاول التحكم في يدي الأخر التي تدفعه بهجوم إلي أن شعر به يستسلم داخل حضنه وصرخاته تخف تدريجياً وجسده يرتخي أرضاً بضعف وأرتخي جسد دامر معه ومازال يعانقه بين ذراعيه وقلبه يخفق حزناً لحالته ، حتي مرت دقائق طويلة ومازالا علي نفس الحالة حتي فُتح الباب واندفع روي للداخل بجمود اختفي بلحظة وحل محله القلق وهو يقترب منهما بلهفة ومن خلفه دخل سليم الذي ما ان رأي هيئتهما نبض قلبه بقلق علم مصدره جيداً من هيئة دامر الصامتة ، وضع روي يده علي كتف أخيه هامساً بحزن :
_ رفاييل !..
ببطئ شديد رفع رأسه ينظر إلي من همس باسمه وما أن رأي أخيه تنهد بألم وهمس ببكاء :
_ روي..
ثم وقف يندفع إلي حضن أخيه يخفي وجهه داخل صدره فضمه روي بحنان يمسح علي رأسه وهو يقف بثبات قرر الأ يتخل عنه حتي لا يُضعف أخيه أكثر ، أقترب سليم يمد يده إلي توأمه فأمسك دامر يده ووقف بجمود ثم ألقي نظرة علي الشقيقان وعلي حالة رفاييل التي تسوء ثم اشاح بوجهه واندفع إلي خارج الغرفة يراقبه سليم بصمت ثم تحرك خلفه ليراه يقف بجانب الحائط يسند يده عليه وأنفاسه العالية قد وصلت إلي مسامعه فأقترب منه حتي وقف بجانبه وما أن شعر به الأخر التفت له فظهرت عينيه ذو الهالة الحمراء التي تُظهر مدي كبته لدموعه  وهو يبتلع ريقه هاتفاً ومازال يتنفس بعلو مشيراً إلي الغرفة:
_ انا حالتي كانت هتبقي كدا لو بدر كان حصله حاجة !!!
تنهد سليم بهدوء يتفهم شعوره الآن:
_ محصلوش حاجة.
هتف دامر باضطراب :
_ وافرض ك...
قاطعه سليم بقوة كأنه يوُقف تخيلاته السيئة عن حدها :
_ مفرضش ، ومش هفرض حاجة ، هما خدوا نصيبهم واحنا اخدنا نصيبنا وخلص الموضوع.
ابتلع غصته وهو يغمغم :
_ بس بدر هيعاني في الجاي ، اللي بيفقد كلية بيعيش علي نظام معين وانت عارفه شقي ازاي انا كده هفضل قلقان عليه في الرايحة والجاية.
ابتسم سليم وربت علي كتفه متهكماً :
_ طيب يا بابا دامر احنا جنبه وهنساعده ، اجمد انت بس وميبقاش قلبك رهيف.
زفر دامر يمسح علي خصلاته بحنق ثم حاول تغيير الموضوع :
_ ايه اللي حصل بينك وبين ديالا ؟
وليه اخر مرة اختفيت لما شوفتها كده !
ساوره الضيق من سيرتها وأجابه :
_ مفيش حاجة ولا هتكون فيه حاجة ومتجمعش اسمي واسمها في جملة واحدة بعد كده..تمام ؟
ثم تركه ورحل من أمام عينيه التي تتابعه بشكٍ ثم تنهد و لحق به إلي غرفة بدر الذي فاق للتو وكان يتحاور مع جواد ويبتسم من حين لآخر ، انتقلت أنظاره حيث دخل دامر الذي ابتسم ما ان رأه مستيقظاً واقترب يجلس بجانب رأسه علي حافة الفراش قائلاً ببسمته الحانية :
_ صباح الخير...انت كويس فيه حاجة بتوجعك !
رمقه بدر بتهكم من سؤاله وهتف بتحشرج:
_ جسمي كله بيوجعني بس مستحمل.
مسح دامر علي خصلاته ضاحكاً بخفة :
_ أسد يالا.
ابتسم بدر قليلاً ثم نظر إلي سليم الذي التفت ووقف بالجهة المقابلة لتوأمه وما ان فعل لمعت عينيه بخبث ثم تنحنح ليتأوه بخفة أثر اعتداله قائلاً :
_صحيح يا دامر ..اما انا شوفتلك حتة فيلم امبارح انما ايه حكاية..
قطب دامر حاجبيه بتعجب :
_ فيلم ايه ده اللي شوفته وازاي بحالتك دي ؟
نظر بدر بعينيه العابثة إلي سليم الذي رفع حاجبه وبدأ يستوعب ما سوف يقال وبالفعل تابع بدر مبتسماً بمكر :
_ فيلم جامد من بطولة بنت زي القمر بشعر بني.. حاصرت حبيبها عند الحيطة وهددته بـ..
صرخ بألم قبل أن يُِكمم فمه بكف سليم الذي نكزه في جرحه سريعاً يقاطع كلماته ومن ثم كمم فمه العابث حتي لا يفضحه أكثر وحدق به بتهديد ليضحك بدر بتأوه ورفع يده يحاول إزاحة كفه عن فمه لكن دون جدوي ، تعجب كلاً من جواد ودامر الذي هتف بحدة :
_ ايه اللي عملته ابعد..
  ليتنفس سليم بثبات ونظر إلي أخيه قائلاً في محاولة واضحة لإخراجه من هنا:
_ دامر انا لسه مفطرتش وانت اكيد من شوية صاحي ولسه برضه ما تنزل الكافتيريا تحت تجيب لنا حاجة.
رفع حاجبه الأيسر باستهجان :
_ لا انا ولا انت بنفطر الصبح اصلا..ما تقول اطلع برا احسن !
صارحه سليم بسخريةوحدة :
_ خلاص اطلع برا عايز الواد ده في كلمتين شوية.
تردد دامر في الخروج وتركه بعد ان شعر بأمراً ما يحدث بينهم بالطبع يُغضب سليم لكن حين رأه يصر علي ذلك زفر بحنق وأبعد يده التي تكمم فم بدر قائلاً وهو يقف عن جلسته :
_ طب ابعد ايدك كدا متكتمش نفسه.
ابتلع بدر ريقه وأمسك بيده :
_ انت رايح فين وسايبني مع ده !
زفر مرة أخري ونظر إلي سليم الذي يرفع حاجيه بإصرار :
_ واصل هنا وجاي..مش هتأخر.
ثم هم أن يتحرك لكن اوقفه بدر وهو يجذب هاتفاً كان بين يده الأخري أسفل الغطاء قائلاً :
_ طب استني...خد التلفون ده وقع منك عندي امبارح لما قعدت جنبي.
قطب دامر حاجبيه وهو ينظر إلي الهاتف سرعان ما خفق قلبه بقلق وهو يمسكه سريعاً ، فهذا هاتف جوناس الذي به فيديو واقعة العملية والذي كان قد ازال منه كل كلمة سر به ويُفتح بسهولة !
********
أغلق ساهر باب الخزانة بعد أن جذب سترته الكحلية من داخلها وأقترب من المرآة ليبدأ بإرتدائها وأثناء ذلك استمع إلي طرقات علي باب الغرفة فأذن بالدخول ليولج صغيره عمار بوجه عابس وأقترب منه قائلاً بتذمر :
_ انا عايز اروح معاك مليش دعوة.
أجابه ساهر وهو يرتدي ساعة يده متنهداً :
_ لو اخدتك انت الكل هيقول اروح.
زفر عمار وبحث في الغرفة عن والدته قائلاً بعبوس :
_ هي ماما فين هي اللي هتقنعك ؟
التفت له وهو يجيبه :_ في ال..
قاطعه فتح باب المرحاض الذي بالغرفة وخروج سمارا منه بوجه مذهول وهي تقترب منهما  ليتعجب ساهر من حالتها متسائلاً :
_ فيه ايه انتي كويسة ؟
رفعت بيدها شيئاً أبيض اللون فعرفه ساهر علي الفور وكيف لا يعرفه وقد رأه تقريباً كل ليلة لمدة سبع سنوات أي طول عمر عمار لكن الآن ليس به شريطاً أحمر فقط بل شريطان مما يدل علي أنها !!!
_ انا حامل !!
هتفت سمارا بها بعدم تصديق انتقل سريعاً إلي ساهر الذي هز رأسه لا يستوعب ليقطع صدمتهم صيحة عمار المندهشة والفرحة كثيراً:
_ ايـــه ؟...بــجــد !
اومأت سمارا بذهول دون أن تحيد بنظرها عن زوجها الذي ابتلع ريقه خارجاً من صدمته بصعوبة ينظر لها يهز رأسه بخفة :
_ لا...لا متهزريش !
ضحكت سمارا وبدأت تستوعب الفعل تومأ برأسها كثيراً وهي تهتف بفرحة شديدة :
_ حامل ..انا حامل يا ساهر اخيرا بعد سنين هجيب اخ لعمار.
ابتسم ساهر بسعادة وأسرع يعانقها ويدور بها ضاحكاً وهو يغمم بالحمد جهراً وكذلك أخذ عمار يقفز صارخاً بفرحة لأن حلمه تحقق وسيصبح لديه أخٌ صغير او الأجمل أُخت ولن يكون وحيداً ويحزن بعد الآن حين يري أبناء اعمامه دامر وأدهم فهو سيكون مثلهم لديه أخوة أخري يلاعبهم وينام بجوارهم ، ركض يصعد فوق الفراش ثم قفز علي والداه الذين ضحكا علي فرحته التي لا توصف يعلما كم انتظرها ، هتف عمار وهو يبتسم بحماس بعد ان حمله والده :
_اخيرا...اخيرراا انا مش مصدق ، بدر..هسمي بدر ، ولد أو بنت هسميه بدر وبس.
ابتسم ساهر وحدق به بتهكم :
_ ما انت عارف رأيه في الموضوع ده ، لو قولتله هيقولك بدر واحد فقط لا غير في العيلة دي.
فكر عمار قليلاً فوالده لديه الحق وقد أخبره عمه دامر من قبل أنه أراد ان يسمي ريان ببدر لكن بدر الأساسي لم يوافق ورفض رفضاً قاطعاً فهو لا يريد نسخة منه بعد فهذا حقاً كثير علي العائلة ، ولم تزول ابتسامته الواسعة السعيدة ثم قال بحماس :
_ خلاص نسميه بدر في الشهادة وفي الحياة نناديه باسم تاني كده حلو اوي..
ابتسمت سمارا أكثر قائلةً :
_ بدر هيفرح اوي.
أجابها ساهر مبتسماً بحنان وهو يمسد علي وجنتها برفق :
_ ده هيطير من الفرحة وكمان هينسي كل تعبه ويهتم بيكي طول التسع شهور دول وهلاقيه ليل نهار فوق دماغي يقولي اعملك ايه واكلك ايه وايه المفيد والمضر ليكي زي ما عمل لعمار ، فشكلنا كده داخلين علي أيام عسل.
ضحك عمار وهتف بفخر يلف يده حول عنق والدته :
_ والمرة دي انا هشاركه و ههتم بيها لحظة بلحظة ، ده الغالي خلاص كام شهر ويشرف.
ثم عانقهما معاً يصيح بسعادةً تملئ قلبه حتي فاض وهما يضحكان :
_ انا فرحـــان اوووي.
........
وانا كمان يا عمورة فرحانلك يا حبيبي وفرحانة اكتر ان النت اشتغل والفصل نزل اخيراً رغم تأخير ساعتين بس أحسن من يومين 🙂😂🏃
نلقاكم غداً الساعة 8 مساءً يارب ينزل 8 فعلا 🙂😂💜
غلاف جديد اتعمل عشان اتحمس اكتر واقفلها علي خير من صنع ايد القمر رفيقتي الحنونة شيماء يحيي💜...

وانا كمان يا عمورة فرحانلك يا حبيبي وفرحانة اكتر ان النت اشتغل والفصل نزل اخيراً رغم تأخير ساعتين بس أحسن من يومين 🙂😂🏃نلقاكم غداً الساعة 8 مساءً يارب ينزل 8 فعلا 🙂😂💜غلاف جديد اتعمل عشان اتحمس اكتر واقفلها علي خير من صنع ايد القمر رفيقتي الحن...

Oups ! Cette image n'est pas conforme à nos directives de contenu. Afin de continuer la publication, veuillez la retirer ou télécharger une autre image.

اه وحقيقي علي رأي كوكب الشرق
وحشتوني وحشتوني وحشتووونيي💜💜💜💜💜💜💜💜

قسوة ثم حنين 2 ( كاملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant