الفصل السابع

4.5K 167 3
                                    

الفصل السابع..

مرت عدة أيام أخرى توطدت فيها علاقة عاصم و سارة و لم يعد عاصم يفكر كثيرا بشكل علاقته بها او بشكل مشاعره نحوها..
فقد اتخذ قراره بأن يترك كل شئ للأيام.. او يمكن ان يكون قلبه لم يريد عقله بأن يفكر في ذلك الأمر حتى يستمتع و لو قليلاً بحديثها و ضحكتها و تلك المشاعر التي يختبرها لأول مرة.
و في نفس الوقت قررت سارة ان تستغل خطوة هدى الكبيرة و أنها خرجت بنفسها دون عناء أحد معها لتناول طعامها مع عائلتها.. ففضلت أن تطرق الحديد و هو ساخن..
طلبت من عاصم أن تتحدث معه على إنفراد في أمر هام.. شرحت له خطتها و خطوات تنفيذها و لكن عاصم كالعادة عارضها في باديء الامر خوفاً على هدى من تلك الخطوة الهامة....

عاصم(معترضاً): لا طبعا.. ايه اللي انتي عاتجوليه ديه؟؟ اني مش ممكن اعمل في اختي اكده واصل.
سارة: تعمل ايه؟؟ هو انا قلتلك تقتلها.. و بعدين ممكن تتكلم عادي عشان اعرف اتفاهم معاك.
عاصم: حاضر يا ستي هاتكلم بحراوي.. و ماتغيريش الموضوع لو سمحتي.. يعني هي حركة زي اللي انتي بتقولي عليها دي مش هاتضايقها.
سارة: لا طبعا هاتضايقها.. و هو دة المطلوب.
عاصم(ضارباً كفيه ببعضهما بدهشة): و الله العظيم انا ما عارف اقولك ايه؟؟ يعني انتي عارفة أن حركة زي دي هاتضايقها و تزعلها و عايزاني اعملها.
سارة: ممكن بس تهدى شوية و تسمعني للأخر؟؟

زفر عاصم أنفاسه الحارقة التي وصلت لسارة.. أنفاسه التي كادت أن تحرقها برغم أن المسافة بينهما تتخطى المتر أو اكثر..

عاصم(مستغفراً): قولي.
سارة: عنيف اوي حضرة العمدة.

كبح عاصم ابتسامته بصعوبة فاردفت هي...

سارة: ياعم اضحك قبل ما الضحك يغلى.. ماتكتمش الضحك غلط على صحتك.
عاصم(ابتسم بشغف): و عرفتي منين بقى اني ضحكت.
سارة: قلبي دليلي..
عاصم(مقهقهاً): ههههههههه.. قلبك مرة واحدة؟؟
سارة: ايوة و بعدين هو انا حد ممكن يقعد معايا و مايضحكش.
عاصم: لا طبعا.. خلينا في المهم.. ممكن تفهميني بقى ايه قصدك من الحركة اللي انتي عايزاني اعملها في هدى دي؟؟
سارة: حاضر يا سيدي.. اسمع...
هدى زي ما قولتلك قبل كدة معتمدة بشكل كامل على حبكم ليها و انكو بتعملوا ليها كل اللي هيا عايزاه.. فاحنا لازم نخليها تعتمد على نفسها اكتر.
عاصم: تمام.. و احنا عملنا كدة فعلاً.. ولا انتي شايفة ايه؟؟
سارة: ايوة انتو عملتو كدة فعلاً..  بس كمان لازم نكمل.. هدى إنسانة حساسة و رقيقة.. يمكن سبب في وحدتها و العزلة اللي كانت فيها هو أنها تخفف عليكم.. كانت شايفة أنها لما تحبس نفسها في اوضتها و جوة الكرسي بتاعها أنها بتخفف عنكم وجع انكم تشوفوها و هي بتتعالج و تتوجع هي كمان.
او انكم تشفقو عليها من اللي هي فيه و كمان تخفف من طلباتها و مساعدتكم ليها.
و احنا لازم نستغل النقطة دي.
عاصم: ازاي؟؟
سارة(بتعقل): انا اقولك.. تخيل معايا كدة أننا نفذنا خطتنا.
عاصم: خطتنا.. هو انا ليه حاسس أننا هانسرق بنك.
سارة: لا خلي موضوع البنك دة بعدين.. لما هدى تخف كدة عشان تطلع معانا الطلعة دي..
عاصم(ضاحكاً بشدة): ههههههههه.. دة انتي مشكلة.
سارة(برقة): و ياترى مشكلة حلوة ولا مزعجة..
عاصم(بعشق خالص و كأنه يحدث نفسه و لم يلاحظ ان صوته وصل الى أذنيها): احلى مشكلة مرت عليا في حياتي.
سارة(تنحنحت بخجل): آآ... خلينا في هدى.
عاصم(تنحنح ليجلي صوته هو أيضاً بإحراج): اه.. اه خلينا في هدى.. كملي خطتك يا زعيمة.
سارة: احمم.. ماشي... تخيل كدة أن احنا نفذنا خطتنا.. تخيل كدة معايا موقف هدى هايبقى ايه و هي مش قادرة تخرج من اوضتها عشان تاكل معاكم زي ما بقت تعمل.. أي حركة ليها برة الاوضة هاتبقى محتجالك عشان تشيلها تنزلها السلم و تطلعها..
و حد ينزل لها الكرسي بتاعها و يطلعه.. غير أن انا شخصيا لما اجي اقعد معاها هابقى محتاجة حد يطلعني و ينزلني برضه...
تفتكر واحدة في رقة هدى و طيبتها هاتستحمل تتعب كل الناس اللي حواليها بالشكل دة قد ايه...
عاصم(بعد تفكير): طيب و افرضي الموضوع جه بنتيجة عكسية..
سارة: ازاي يعني؟؟
عاصم: يعني بدل ما تتحدى نفسها عشان تقف على رجليها تقرر أنها ترجع تاني لعزلتها في أوضتها عشان ماتتعبش حد..
سارة: ماعتقدش.
عاصم: ليه بقى؟
سارة: عشان هايصعب عليها التقدم اللي هي وصلت له و التغيير اللي هي عملته..  و برضه هافرض معاك ان دة حصل.. ساعتها بقى هابقى أقنعها أن دة مش صح.. عشان مش لمجرد أن أوضتها فيها شوية تصليحات يبقى خلاص نهد كل اللي احنا بنيناه و عملناه لمجرد أنها هاتقعد في اوضة تانية كان يوم.
و كمان هايصعب عليها الفرحة و السعادة اللي بقت تشوفها في عيونك انت و ماما هنية و الحاج عبده.
عاصم(حك ذقنه بانامله بتفكير): اممممم.. هافكر..
سارة: خلاص اتفقنا.. هاتنفذ امتى..
عاصم(بسرعة): إيه هو دة.. بقولك هافكر لسة هافكر...
سارة(بضحك): ما انت هاتفكر و هاتقتنع انا عارفة.
عاصم: يا سلام على الثقة .
سارة(رفعت ياقتها الوهمية): طبعا.. دي اقل حاجة عندي.
عاصم: متواضعة تواضع يودي في داهية.. بس بقولك إيه صحيح مش هاتقولي لابويا و امي...
سارة: لا طبعا.. اوعى..
عاصم: ليه؟؟
سارة: الاتنين مش هايعرفو يخبو الحقيقة عنها.. انا عايزة الموضوع يبان طبيعي للكل.
عاصم: و اشمعنى اخترتيني انا.
سارة: عشان انت بتعرف تخبي كويس.
عاصم: يا سلام.. مين قالك كدة.
سارة(بهدوء ما جعله يشعر أن عيناها الضريرة قد نقذت غير ضلوعه لتطلع على قلبه): احساسي.. احساسي و قلبي اللي عمرهم ما كدبو عليا.. بيقولو أن جواك حاجات كتير اوي و انت مش عايز تحكيها.. و مخبيها كويس اوي.

دوائي الضريرOnde as histórias ganham vida. Descobre agora