نصيب الورد

١٠- السعادة.

رفع 'عبد الحميد' جذع 'جمال' بمساعدة 'أكرم' حتى يسند ظهره على السرير..
'عبد الحميد' :- عمي، كدا مرتاح ؟!!
'جمال' :- أيوة تمام، لكن فين 'أحلام'؟ بدأت أحس بالألم وعايزها تجيب لي الحقنة المسكنة للألم !!
'أكرم' :- لما نزلنا من العربية شفتها راحت ناحية مطعم الفندق، فقلت أسيبها تروح. يمكن هي جيعانة وعايزه تأكل !!
'جمال' :- هو أنا كل شوية هبعث حد وراها يدور لي عليها. تعبت منها قوي. مرة يلاقوها مشغولة بموبايلها في البلاكونة، ومرة يلاقوها بدردش مع 'نرجس' في أوضتها، ومرة ومرة. مش عارف ليه أختارها لي الدكتور تخلي بالها مني؟ أنا اللي بقيت باخذ بالي عليها؟ اسمع يا 'عبد الحميد' أنت لازم تكلمها. إما تشوف شغلها كويس أو تمشي وشوف لي حد ثاني غيرها !!
'عبد الحميد' :- حاضر ماتعصبش نفسك، هكلمها تهتم بيك وبصحتك، وأحذرها لو تقصر بشغلها !!

اقترب 'عبد الحميد' من 'أكرم'..
'عبد الحميد' :- لو سمحت يا 'أكرم' روح دور عليها ولو لقيتها في المطعم وخلصت أكلها قولها تجي تدي لعمي الحقنة !!
'أكرم' :- حاضر هروح أدور عليها بعد إذنكم !!

خرج 'أكرم' من الغرفة وجلس 'عبد الحميد' على حافة سرير 'جمال' وربت على ركبته ليطمئنه..
'عبد الحميد' :- اطمن يا عمي، إن شاء الله هتشفى وتنسى الأيام الصعبة اللي أنت بتمر بيها دلوقتى !!
'جمال' :- إن شاء الله، لكن عايز أعرف أنت ليه سايب 'نرجس' و'إيزابيل' يحقدوا عليك ومايقدروش جهدك في أنك اللي بنيت القرية السياحية، ودلوقتي بتتعب في الفندق اللي شغال عليه ليل نهار ؟!!
'عبد الحميد' :- أنا ماعملتش حاجة. أنت اللي جبت لي الفرصة احقق فيها أحلامي وطموحي !!
'جمال' :- فاهم لكن بقصد...!!
'عبد الحميد' - مقاطع - :- يا عمي مافيش فايدة من الكلام معاهم. هم ماقدروش كل اللي عملته علشانهم طول حياتهم، فهم هيقدروني؟ هم مابيقدروش حاجة غير الفلوس !!
'جمال' :- معاك حق يا أبني، أنا بقيت حاسس أني عايش وسط تماسيح جعانة، مستنين امتى أموت حتى يأكلوني !!
'عبد الحميد' :- ربنا يطول في عمرك، أنت بس اهتم بصحتك والباقي على ربنا !!
'جمال' :- ونعم بالله، ربنا بيحبني لأنه بعثك ليا !!
'عبد الحميد' :- يبقى تدعي لي يخلصني من عروستي الجميلة هاهاهاها !!

نظر 'جمال' إلى 'عبد الحميد' متسائلاً.
'جمال' :- ليه بتقول كده؟ مش قولت أنك بتفكر دائماً في كل خطوة قبل ما تعملها ؟!!
'عبد الحميد' :- إلا دي المرة حاسس أني تسرعت ولخبطت حياتي بجوازي من صديقة أختي !!
'جمال' :- إزاي وأنت عامل خطة على ' نرجس' بدا الجواز ؟!!
'عبد الحميد' :- أيوة بس جيت حضرتك وكشفت قدامها حقيقة العروسة قبل ما أجهز نفسي !!
'جمال' :- بإيه تجهز نفسك ؟!!
'عبد الحميد' :- زي ما قولت لك من قبل كنت بفكر في الأول أخليها تغار وتصدق أني بحب العروسة، وبعدين هي تتفاجأ وينكسر غرورها لما تشوف شكلها وعيوبها !!
'جمال' :- أعترف أني كشفت عيوب العروسة قدام بنتي حتى ترتاح وتعرف أنه مافيش خوف من عروستك أنها تأخذك منها. أرجوك تسامحني، لكن أعمل إيه؟ قلب الأب !!
'عبد الحميد' :- عارف لكن هي هتخاف من إيه؟ إحنا خلاص مابقيناش طايقين بعض. وصابر عليها علشانك وعلشان ولادي بس !!
'جمال' :- وبوصيك تخلي بالك منها بعد ما أموت !!
'عبد الحميد' :- ربنا يطول في عمرك بس صدقني مش ممكن نحب بعض ثاني. أنا تسرعت في جوازي قبل ما أتاكد من مشاعرنا، ودلوقتي بفكر أطلب من أختي تلاقي لي حل معاها، لكن بعد ما يخلص فرح 'عماد' !!
'جمال' :- ماتتسرعش واسأل ربنا الفرج !!
'عبد الحميد' :- الندم من جوازي بيشغل تفكيري طول الوقت، مش قادر ارتاح !!
'جمال' :- اطمن يا أبني، كل اللي بنعمله مقدر ومكتوب، وربنا يجعل جوازك منها صدقة في ميزان حسناتك. هي بنت طيبة وربنا جزى صبرها في خدمة والدها بجوازها منك !!