الفصل السابع والثلاثون

9.6K 249 2
                                    


استمرت المناقشة بين الحج قدرى و الحج حامد تحتدم حينا و تلين فى حينا آخر .... فالطرفين أعند من بعضهما .... كلا منهما يصر على رأيه المخالف للآخر .... بين رجوع زهرة و الأصلان و لم شمل عائلتهم الصغيرة و
بين إنفصال الزوجين بالودية حتى لا يتأثر زواج آخر و هو زواج عابد و إسراء .
و لم يترك الحج قدرى نده الحج حامد حتى إنتقلوا فى مناقشتهم من مرحلة إصرار كلا منهم على رأيه إلى إصرار كلا منهم على شروطه بعد أن نجح الحج قدرى أخيرا فى إقناع الحج حامد بضرورة جمع الأصلان بزهرته ..
كذلك الإستعداد لإستقبال حفيديه الجديدين على حسب إعتقاده و الذى لم يصححه له الحج حامد .

رضخ الحج حامد لكلام خصمه على أمل تحسن حالة إبنته بالقرب من أصلانها .... و لم يعلم أن إعتقاده خاطىء للغاية .... فما كسر بين العاشقين ليس سهل الإصلاح بمجرد جمع الأجزاء المنكسرة .... و التى لن تكون الشكل الصحيح ثانية بل يتبقى أجزاء صغيرة للغاية تم إهمالها على الرغم من أهميتها .... و ما يكون تم جمعه عبارة عن مسخ مشوه من الصورة الأصلية .1

و هذا ما لم يدركه الحج حامد الوالد الذى يلهث وراء كل طريقة يمكن أن يستعيد بها إبنته زهرة قبل أن يهلكها الأصلان حتى و لو بالأصلان نفسه ....
و على العكس فقد أدرك ذلك الحج قدرى صاحب النظرة العقلانية و الخبرة الطويلة التى إكتسبها بعدد سنين عمره .... فهو ليس حديث العهد حتى يرجع بزهرة و أحفاده بتلك الطريقة السهلة فتكون لقمة سائغة لأحفاده بعد ذلك .... و حتى يتعلم الأصلان عدم التفريط فيهم ثانية حتى و لو تحت بند جلد الذات الذى يغرق به نفسه بعد إقدامه على أذية قطته .
كذلك علمه اليقينى بأن الأمر كله أولا و أخيرا متعلق بكلمة من زهرة .... فإن أختارت الرفض سيهدم كل ما يسعى له
.. فقد راهن الحج قدرى فى تلك المبادرة التى قام بها على رجاحة عقل زهرة .... تلك الفتاة التى يعلم الله وحده مكانتها بقلبه .... فهو عندما أختارها زوجة لحفيده العنيد ذو الطباع الوحشية لم يكن ينظر لجمالها بقدر ما وجدها الوحيدة التى تليق بالأصلان كإمرأته .... و كزوجة كبير العائلة .... من خلال صفات و طباع مغروسة فيها أظهرتها منذ أول يوم دخلت به منزلهم
.... و شجاعة لفت قلبها الصغير مكنتها من مجابهة الأصلان كند .... و قد أثبتت الصغيرة له صحة إختياره يوم بعد يوم .... و لذلك من أجل حبه لتلك الفتاة الصغيرة قام بهذه المحاولة لجمع شمل عائلة الأصلان الصغيرة .... و إن لم يتحقق لا قدر الله ما يصبوا إليه سيحرص بنفسه على فسخ هذا الإرتباط و حماية زهرة و طفليها .
و من أجل هذا طلب من الحج حامد السماح له بمكالمة هاتفية مع زهرة .... من أجل إبداء رأيها و الذى يود سماعه منها شخصيا .... و قد وافق الحج حامد على ذلك إحتراما للرجل كبير السن .... و غادر الحج قدرى إلى منزله
و فى نيته شرب فنجان من القهوة من يد زوجة إبنه السيدة نعمة ثم الإنفراد بنفسه لعمل تلك المكالمة الهاتفية ....
و التى تحتاج منه بذل جهد مضاعف لإقناع زهرة بوجهة نظره و هى ضرورة جمع شمل أطفال الأصلان بعائلتهم و لو لوقت قصير .... ثم يترك القرار بعدها بيدها .... و فى نيته يرجو مجىء تلك الفتاة لتعلم بنفسها مدى حماقة حبيبها الأصلان فى حبها و تبرئته أمامها حتى و لو كان ذلك آخر ما يقوم به بينهما قبل إنفصالهم .... من أجل إرساء قواعد ثابتة و حياة مستقرة لأطفال حفيده الأكبر الأصلان الذين طال إنتظارهم و ليس لهم ذنبا فى حماقة أب يبدو كالوحش فى عشق أمهم .

زهرة اصلانWhere stories live. Discover now