3} مشاعر ذابلة

10 2 0
                                    

رن المنبه برنين يزعج صباحي كل يوم... و يرهقني لما يحمل معه من ذكريات قديمة ...بمشاعر.. قد حاولت دفنها لكن دون جدوى..

مشاعر انام و استيقظ معها..
ربما ندم.. او خوف.. فراغ و ربما هوس او هجس..

ضغطت بعصبية على زر الايقاف حتى كدت اكسره..
هل نمت الساعة 4 مجددا؟
نهضت بتثاقل و بهالة كئيبة قد اعتدت عليها.. متوجهة نحو الحمام..

أقفلت الباء ورائي.. و رفعت وجهي للمرآة... انها تضحك علي كل صباح.. تسخر مني..
اهذا ما سعيتي لتحقيقه؟
اهذا ما اردته؟! حقا؟

السواء يزين أسفل عيناي... و جفناي منتفخين...
كالعادة...
كانت تناديني صديقتي السنجاب.. لان خداي كانا ممتلئين و حمراوين.. لطيفين كما كانت تخبرني ...

نزعت المشبك عن شعري محاولة ترتيبه...
هه كان اسود حريري..

رميت وجهي بالماء البارد.. اظنه كان قريبا من درجة التجمد.. فنحن في الأول من شباط.. الا ان وجهي اعتاد على ذلك.. بل لم أعد اقشعر من برودة الماء..
ربما فقدت ذلك الاحساس.. من يهتم حتى...

القيت اخر نظرة على مظهري.. معاينة التفاصيل التي أصبحت تثير خنقي كل صباح..
ثم توجهت للغرفة مجددا..

أنّا للإنسان.. ان يكره نفسه إلى هذا الحد..؟.. هه.. معقول...؟
تمتمت بخفوت و سخرية... لا أحد في المنزل ليسمعني اساسا.. و ينصت الا ما في جوفي..
جوفي؟.. انه فارغ اصلا.. صحيح... تذكرت..

جلست قرب النافذة... اناظر بعيني الفارغة الشارع المقابل.. و التلال الخضراء الامعة التي يتحرك عشبها الاخضر بفضل الرياح الباردة الشباطية...

اعيش في منزل بعيدة لوحدي... بعيد عن المدينة الرئيسية بساعة... بعيدا عن الصخب و العبث و اللهو و المشاعر... و البشر..
هنا وحدي.. فقط...
آه.. و قطي اللطيف.. "ساري"
حسنا.. اسم مبالغ به بعض الشيء لكن لا يهم!
هو وحده من يفهمني... سكونه احيانا و حركاته البطيئة بالجوار.. استلقاؤه على الأرضية قرب النافدة لينعم بأشعة الشمس الدافئة عند العصر...خواره.. يتبعني ببطء و بأقدامه اللطيفة تلك.. . اه.. هذه الأشياء احبها.. حقا...
لكن.. لم.. لم كل هذا تجاهي؟... انه منجذب الي حقا.. يتبعني أينما ذهبت.. رغم كونه قطا هادئ الا انه ينفعل كثيرا عند عودتي من العمل ان تأخرت يوما...
انا احبه.. لكن الومه لحبه لي. ... لا.. أستحق.. انا.....
دخل ساري ببطء من الباب.. الذي لم اغلقه...
اني أرحب بوجوده دائما بالجوار... لذلك لا أغلقه...
رفع رأسه الصغير يناظرني... بأعينه الزرقاء.. و اطلق مواءا و هو يتحرك التجاهي... ماسحا فروه الأسود بأقدامي...بكل حب..

رن الهاتف فجأة، و صرعت اثر رنينه ... برنين مختلف..!
و هذا الرنين لا يصدر نادرا... الا عند.. اتصال شخصا ما بي..
استيقظت من شتات أفكاري محاولة تمالك نفسي.. من قد يرن الان.. في هذه الساعة المبكرة من الصباح؟.. لا ...بل ان السؤال الأهم الان هو من المتصل من الأساس؟!
اه. ربما..هي مجددا. تلك ... ما كان اسمها؟..

تحركت بتثاقل نحو الهاتف،تحت أنظار الساري الناعسة، اتمنى ان تنقلب الأرض او يبطؤ الزمن كي لا اصل اليه.. و اتعرف هوية المتصل...
حملته بين اصابعي المرتعشة... ثم انطلق ابهامي على النقرة الخضراء للإجابة.
شل فمي و خرجت الحروف بتقطع مختنقة بأنفاسي.. و القيت الكلمات بصعوبة:

"اه.. م..م مرحبا؟؟. من؟ "
.....
...
..
..
...
...
.....

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 04 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

روحيWhere stories live. Discover now