«شَيْطانٌ عابِث»

2K 102 132
                                    

كانَ جوُ اليوم لطيف بنسيمهُ المنعش، صباح اليوم مع سماء زرقاء منعشة وعصافير مُغردة شيءٌ يحبذهُ مينهو وكثيراً،

يستطع ان يتلوُ صلواته وهو يشعر بالطمأنينة ويشكر الربّ دائماً على نعمته، هذا كانَ مُجرد روتين بسيط في حياتهُ الخفيفة،

وكانَ هُناك شيءٌ واحد قد اضاف لروتينه البسيط وهو ليش شيئاً بسيطاً بالمرة ولكنهُ دعى الربّ ان لا يراهُ اليوم،

ودع من تواجد معه وهَمْ بِمُغادرة الكنيسة بقلب يتخبط ذُعراً، حين أصبح خارج المساحة اخذَ بتوزيع آنظآرٍه بجميع الانحاء ليتنهد بعدها براحة ،

' لم يتواجد اليوم '

كانت ثواني حتى شعر بجسد يحطُ على الأرض من خلفه والضحكة المُعتادة رِنت في أذنه،

تنهد بحُنق واستدار ليقابل مظهر الشيطان المُتكامل، قرون ملتوية كانت جزءٌ من شعرهِ الدموي المبعثر، اجنحة سوداء كبيرة منبثقة من ظهره، وذيل اسود قد قرع الأرض، انياب طويلة قد امتدت حتى شفتيهِ المحمرة، وبعض الشرار الأحمر قد تراقص في مُقلتيهِ الحالكة، قد ارتدى ملابسٌ بسيطة من قميص ابيض وبنطال اسود ضيق، وحذاء الكعب الجلدي الطويل، مظهرهُ المعتاد وحسب،

وبثانية واحدة انقشع مظهرهُ المُهيب ليغدوّ مُجرد رجُل عادي، ما عدَ انيابهُ الطويلة والشرار الأحمر في مُقلتيهِ.

" هل كُنتَ تبحثُ عنيّ؟ "

اردف بِصوتهِ المُغري المُعتاد بينما يبتسم بِجانبّية،

" وتمنيتُ عدَم وجُودِك "

رد مينهو بِمللٍ واضح في صوتهِ بِينما الآخر ضحك ضحكتهِ الصاخبة، وَاقترب اكثر من الكاهِن مُخترقاً مساحتهُ الشخصية حين اخذَ يُربت على كتفه ومرَرِها على صدره،

" زيُ الكاهن المعتاد.. مُمِلّ "

عبسَ بِخفة وَمَينهُو كانَ يضع ملامح ضجرة حين ابعد يده وسحب الصليب من عن رقبته ليضعهُ بوجه الآخر الذي امال رأسه بعدم فهم،

" لما لا تختفي وحسب كما يحدث بالافلام "

وضع بالصليب على جبهة الشيطان الذي انفكت عقدة حاجبيهِ واخذ يضحك بصخب،

" هل تُريد مني أن اختفي ؟ "

اومأ مينهو بعدم اهتمام وبمجرد ان فرقع الشيطان باصابعِهَ كان قد اختفى بالفعل ولم يبقى لهُ اي إثر وهذا سبَّب انقباضاً لقلب مينهو،

" هيونجِين.. هَل تَعبَث مُجَدَدًّا؟ "

قال بصوت هادئ واخذ ينظر بجميع الأماكن القريبة الا انهُ لم يتواجد بأي مكانٌ حقاً، ولم يكُن هناك أي بشري بهذهِ المنطقة لِيقوم بسؤاله،

الكاهِن وَالشَيْطان ~ هيوَنهُو ✔︎ Where stories live. Discover now