«أفْتنُ الكائِنات»

957 71 29
                                    

يتذكر ذَلِك اليومُ جيدًا، حَيْثُ لِم يضحى شخصًا، بِل اصبحَ شراً مُطبق.

حينَ فقد جميع سِيطرته على ذاته، حينَ أصبح كَـ حيوانٍ مُفترس، كُلَ ما يرأهُ هوَ لحم فريسته.

طعنَ اللِحم الصلِب لِاخر نفس، وَ شعرَ بِالعظِم الصلِب عِدة مرات، قد جعلَ السكينة تَرتدُ كثيراً، لَكِنهُ كان كَـ الأعمى، وَ الاصم، تجاهِل صرخات الرجُلُ اسفله، تجاهِل الروح التي كانت تخرُ مِن بينِ يديهِ، وَلَكِنهُ يتذكر بِشكل جيد كيف كانت النظرة الأخيرة وَ النفس الاخير، كيفَ فارقَ الدفئ جسدهُ بِالتَدريج.

وَ حينها قد عرف، أدرك، ما اصبحَ عليه. كِل الخطايا كانت مقبولة بِدرجةً ما، تَحتَفِظ بِبَشريّتك، وَلَكِن القتل، انتزاعِ روحِاً مِن جسدها هوَ الحد القاطع، وَ الفاصل هُنا.

جسدَ بشري، وَ روحٍ مُدَنَسة، كانَ شيئاً اخر، شرٌ غيرَ مَرئي.

وَلَكِن رُغمَ كُلَ هَذا لِم يشعُر مَينهُو بِالذنبِ تجاه الأمر، اقتنعَ مِن أعماق روحه بِأنهُ استحقَ هَذا.

وَلَكِنهُ شعرَ بِالذنبِ لِذاته، لأجل نفسه، قد دنسَها بِـ أحقر الأشياء، وَ اتخذَ مِن الكنيسة كَـ مكانٍ لِغسلِ خطاياهُ بِه، لعلَ الربْ سَيتقَبِلُ مِنه وَ حينها سوفَ يستطيع ان يشعُر بِذاتهِ كَـ السابق.

وَلَكِن رُبَما الإله فقط نَبِذه.

تسائلَ في احد المرات.. هِل هَذا ما جذبَ الشيطانُ اليه؟ هِل الشر الذي قبع بِه قد جذب افتنُ الكائنات إلى منزله؟

قد استيقظ في احد المرات، وَ ثُقلِاً فوقه، اظافِر طويلة كانت تُمَرار على وجنته، وَ نومه ليسَ بِالعميق فَـ فتحَ مِقليتهِ سريعاً، وَ اخذَ بِالتحديقِ مُنذَهِلٍ مِن سُكِر الملامح التي رأها.

وَ اغراءٌ شديد قد حملتهُ تِلكَ المُقلَتيّن. اجنحتهُ كانت مُنَفرِجة وَ قد غطت المساحة الباقية، وَ كأنها صنعت مساحةٍ تَفصلَهُم عِن العالم. وَ بعدها حطت ناظريهِ على قُرونه، قُرونٍ ملتوية. قد اوضحت جنس هَذا الكائن.

اخذَ بِالتحديقِ بِه مُطولاً دونَ اصدار اي صوت، فَـ ضحكَ الشيطان بِعمق صوته، قد تسببَ بِـ ارتجاف البشريّ اسفله.

" انتَ تعجُبُنيّ ايُها البشريِّ الفاتِن "

وَ قِبل ان يُسمحَ لهُ بِالحديث كانَ قد لُثِم بِشفتيهِ الثخينة القرمزية. وَ أنيابهُ قد أندست بينَ لحِم شفتيهِ الناعِم.

اخذَ مَينهُو بِفتح مُقلَتيهِ بِبطئ، بعدَ أن حِلمَ مُجَدَدِاً بِذَلِكَ اليوم، فَـ اطلقَ تَنهِيدة وَ نهضَ بِالجلوس، لِيتفاجئ عِندما لاحظ الشيطان على طرف سريره وَ يُناظره بِفضول.

" بِماذا كُنتَ تَحلُم؟ "

" ليسَ الان هيوَنجِين."

غَمْغَم بِخفوت وَ دلكَ صدغيه، لِيتفاجئ بِوجود الشيطان أقرب هَذهِ المرة، وَ تلاها قُبلةً قد طُبعت على خده وَ ابتعاد الاحِمر ضاحِكاً.

تصلبَ جسدهُ لِمُدة قِبل ان يتنهد وَ يعاود الاستلقاء، وَ إغلاق عينيه، علهُ يستطيع العودة لِلنوم.

* **

375 كِلمة.

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
الكاهِن وَالشَيْطان ~ هيوَنهُو ✔︎ Where stories live. Discover now