السابع والخمسون

33K 1.9K 147
                                    

ضيقت ماس عيونها ونظرت الي جاسر الذي تبعها سريعا الي غرفتها ووقف برفقتها خلف الباب الذي أوصدته سريعا ما أن استمعت لصوت مفتاح أخيها يدور بباب المنزل .....لتتمهل لحظه وتعقد جبينها تتساءل باستهجان علي سبب تلك اللحظات التي ركضت بها بدقات قلب متسارعه : انت مسخبي في اوضتي ليه اصلا ؟!
رفع جاسر حاجبه ببلاهه واضحه : ها ....انتي اللي خبتيني
وكزته ماس بكتفه بغيظ من ماحدث : ها ايه .... مش انت اللي قولت خبيني ؟!
افلتت ضحكه جاسر علي هذا الوضع قائلا : اعمل ايه ...جننتيني ومبقاش فيا عقل و اول ما سمعت كلمه اخوكي مفكرتش في حاجه ....رفع حاجبه وهو كتفه : كله منك ومن توترك ...حسستيني اني بعمل حاجه غلط مش واقف بتكلم مع مراتي
وكزته ماس بغيظ هامسة من بين اسنانها : هشش وطي صوتك محمود هيسمعك
ابتسم جاسر بسماجة وهو يداعب وجنتها المنتفخه : ما يسمع وفيها ايه انا قاعد مع مراتي
رفعت حاجبيها : ياسلام ..بعد ايه يااستاذ ....ما كنا فضلنا قاعدين برا إنما وانت دلوقتي في اوضتي أقوله ايه ..!
رفع حاجبه وهو كتفه قائلا : وفيها ايه لما اكون في أوضتك وانا غريب
زفرت ماس وهزت راسها بحيرة قائله : لا طبعا هتحرج ...اسكت بقي ياجاسر وخليني امشيك قبل ما محمود يشوفك
رفع حاجبه باستنكار : ايه تمشيني دي وانا قطه هتسربيها
نظرت له بغيظ : وقته ده ..هشش محمود بينادي عليا ...
تعالي صوت محمود وهو يتجه الي الرواق المؤدي لغرفتها : ماس .....ماسه ...انتي فين ؟!
أشارت ماس الي جاسر باصبعها فوق شفتيها أن يصمت لتفتح الباب بهدوء وهي تقول : انا في اوضتي يا حبيبي
وكزها جاسر الواقف خلف الباب بحنق في خصرها مزمجرا من بين أسنانه : ايه حبيبي دي .... ماتقولي اسمه عادي
نظرت له ماس بغيظ هاتفه بهمس : وده وقت غيره ...اسكت
زم جاسر شفتيه بحنق متبرطما : اسكت ..والله هوريكي علي طوله لسانك
وكزته ماس بهمس : هشش
اقترب محمود لتقف ماس أمامه مستنده الي إطار باب غرفتها حيث اختبيء جاسر خلفه لتقول وهي تهديء أنفاسها المتوتره : ايه ياحبيبي رجعت بدري ...مش قولت هتسهر مع صحابك بعد الجيم
هز محمود كتفه وهو يتمطأ : لا مش قادر يا ماسه وكمان قولت بلاش اسيبك لوحدك
ابتسمت له قائله : متشغلش بالك انا كويسه يا حبيبي
اوما لها قائلا : طيب انا هدخل اخد دوش واريح شويه
هزت راسها ليتجه الي غرفته وتعود ماس الي داخل الغرفه لتواجهه عيون جاسر التي نظرت لها شزرا وهو يزمجر بامتعاض : حبيبي حبيبي ...ايه ما تراعي أن انا واقف
اتسعت عيون ماس لتزمجر به من بين اسنانها بهمس : انت بتتكلم جد ....غيران من اخويا
اوما جاسر بقناعه تامه : اه طبعا بغير ...جذبها بأحدي ذراعيه إليه فجاه ليرتطم جسدها الرشيق بعضلات صدره بينما ركز نظراته الغيورة فوق ملامحها يتطلع لها بحب لايتنازع معه شعور آخر كما لايتنازع داخله شعور تملكه وغيرته الشديده لأنها باختصار له هو وحده
ارتبكت ماس من قربه وتسارعت دقات قلبها بالتزامن مع دماءها التي هدرت بسرعه في عروقها بينما ازدادت لمعه عيونها حينما دغدغ غرورها الأنثوي وهو يتطلع إليها بمثل تلك النظرات التي امتزج فيها الحب مع الشغف والاشتياق الملتهب بنيران التملك ليعلن بسيطرة تامه حقوقه وهو يقول بفرمان لايقبل النقاش : حبيبي دي تتقال ليا انا وبس ... !
عضت ماس علي شفتيها بحركه عفويه لتجتذب نظرات جاسر تجاه شفتيها بنظرات لمع لها المكر ليميل تجاهها ويغمض عيناه وهو يمني نفسه بتذوق تفاحته الشهيه لتنتبه ماس الي شفتاه التي لامست شفتيها برقه بينما بدأت أنفاسه تدغدغ أنفاسها ودون إرادتها التي تهفو لقربه غالبت نفسها ووضعت يدها علي صدره هامسه بأنفاس ثقيله : جاسر بتعمل ايه ...؟!
فتح عيناه وقد جذبته بقوة من تحليقه العالي بسماء صافيه بلا غيوم فقط سماء ورديه يحلق بها هو وهي ليضيق عيناه بغيظ هاتفا : ده وقت اسئله...؟!.
قالت بخجل محبب وهي تخفض عيونها من أمام نظراته : وهو ده وقت اللي بتعمله ؟
اوما وهو يقربها من صدره أكثر لينعم بقربها قائلا بهيام : اه وقته ...وحشتيني ياماسه
قالت بدلال وهي تضع يدها فوق صدره تتلمس دقات قلبه المتزايدة : بجد ياجاسر
اوما لها : اوي ياماسه
...نظر لها وغمز بشقاوة وهو يميل ناحيتها : هاتي بوسه
اتسعت عيناها وافلتت ضحكتها المتغنجه : ايه ده حد يقول كده
داعب جانب وجهها وهو يقول : امال يقول ايه ....
قالت بخجل وهي تهز كتفها : ميقولش
اوما بعبث وهو يميل تجاه شفتيها أكثر : عندك حق ميقولش ....يعمل صح
صمتت بخجل لتشعر بملامسه شفتاه لشفتيها بقبله ناعمه وكأنه عطشان وجد للتو مياة عذبه يتلذذ بتذوقها ولكنه ما أن قارب علي الارتواء الذي يحلم به حتي انتفضت ماس من بين ذراعيه سريعا حينما أتاها صوت محمود ...
ماس
انتفضت ماس وهي تقول بارتباك وتعلثم : نعم يامحمود
زفر جاسر بضيق وبدأ يتبرطم لتهمس له ماس أن يصمت لتتجه الي باب الغرفه وتفتح الباب قليلا : نعم يامحمود
قال محمود وهو يفرك شعره بالمنشفه : ما تعملي ليا طبق مكرونه من ايدك الحلوة دي عشان جعان اوي
أومات سريعا : حاضر
قال وهو يلقي بالمنشفه علي أحد المقاعد الموضوعه بجانب الممر : انا هقعد برا اتفرج علي التلفزيون علي ما تخلصي
اتسعت عيون ماس : برا
اوما محمود بدهشه : اه في حاجه
هزت راسها بتعلثم : لا خالص ..بس شيل الفوطه مكانها
هز محمود رأسه ضاحكا : هو ماما سابتك مكانها
ضحكت ماس وعادت الي غرفتها تتنفس بارتباك وتنظر الي جاسر بحنق مفاجيء وهي تتساءل : محمود قاعد برا هتمشي ازاي بقي دلوقتي
هز جاسر كتفه بهدوء قائلا : لا مش همشي
رفعت حاجبها بدهشه : نعم
اوما جاسر لها وتمدد علي فراشها الصغير باريحيه قائلا :
اه فكرت وقررت اني مش همشي .... احنا لسه مخلصماش كلامنا
سألته باستفهام : كلام ايه!؟
قال وهو يبتسم لها بهدوء : كل الكلام اللي عندك ... انا جيت اهو وهقعد اسمعك
هزت ماس راسها : لا مش وقته.....اتجهت إليه تجذب يداه ليقوم من فوق فراشها : وبعدين قوم كده انت بتعمل ايه
ترك جاسر يدها ووضع كلتا يداه خلف رأسه قائلا : هريح شويه ياماسه انتي تعبتيني اوي اليومين اللي فاتوا ومكنتش بنام فعاوز ارتاح
هزت راسها : ترتاح فين ....لا مش هينفع
نظر لها : ليه مش هينفع ...كده كده محمود برا ومش هينفع أخرج يبقي ارتاح
احمر وجهها بحيرة بينما وضعت بهذا المأزق لتقول : اعمل ايه دلوقتي ؟!
قال جاسر بهدوء :
روحي اعملي المكرونه واعملي حسابي معاكي
رفعت حاجبها : دلوقتي بقيت بتحب المكرونه
غمز لها قائلا : وحشتني اوي ....
افلتت ابتسامتها الراضيه لتجد قدماها تنساق الي المطبخ تبدع في تجهيز الطعام بينما لم يكن بالها في مزاج اروع ....أنه امامها يعتذر ويقر بخطاه وينتظر أن تتحدث والاكثر من كل هذا هو هدوء بحره الغائم الذي كادت تغرق بعواصفه طويلا ...تنهدت بارتياح وسعاده وهي تتذكر تلك اللحظات بينهم والتي ذكرتها كم تعشق هذا الرجل بكل عيوبه قبل مميزاته ....ربما ترفضها ولكن حبها له يجعلها تقبل المساومة أن قدم عطاء افضل بأنه سيتغير من أجلها وكم ابدع في اختيار كلماته ( غيريني علي ايدك ) .... لم يكن هناك كلمات افضل من تلك ليتحلي بمثاليه لا تمت له بصله أن وعدها أنه سيتغير لأنها تدرك طباعه وتحفظها جيدا كما تحفظ كل تفاصيله ... لا تنكر أنها تحبه ومن فرط عشقها له لا تريد أن تطغي عيوب شخصيته علي هذا الحب ليدفعها الي كراهيته وكراهيه طباعه فقط لاتريد منه إلا أن يكون هين لين معها فتطيب جراحها بلينه وحنانه وتطيب حياتهما معا أن وجد الاحتواء واللين وسهوله المعشر طريق بينهم ....أعطاها هدف مجددا وهو يوكل مهمه وقضيه تغيير طباعه لها ليوقظ بداخلها شعله شغفها
......قضيه وكم تعشق أن تكون صاحبه قضيه وهدف ...!
ابتسم محمود لها وهو يعتدل من جلسته المتمدده علي الاريكه أمام التلفاز ليقول وهو يتناول الطبق الشهي من يدها : تسلم ايدك
أومات له بابتسامه : بالهنا والشفا
: انتي مش هتأكلي معايا
هزت راسها بتعلثم وهي تقول : لا هأكل في اوضتي عشان بعمل شويه شغل
اوما محمود وهو يبدأ بتناول الطعام : ماشي ...
: تصبح علي خير
: وانتي من أهله ياحبيتي
بهدوء دخلت الغرفه وهي تحمل الطعام لها ولجاسر
ليبتسم جاسر لها بسعه وهو يوسع لها المكان لتضع الطعام علي الفراش بوسطهم : تسلم ايدك
نظرت له بصفاء عاد ليمليء نظرات عيونها ليمسك جاسر بيدها ما أن جلست بجواره ويقربها من شفتيه ويضع بداخلها قبله داعبت كل حواسها .....خفق قلب ماس وتطلعت إليه مطولا بينما فاض قلبها بحبه فقط من أجل تلك اللحظات التي خطب فيها ودها بجداره لتتساءل لماذا لم يفعل هذا من قبل ....؟! لماذا لم تكن نهايه كل خلاف بينهم حديث هاديء وعتاب ينتهي بطيب خاطر بينهم هم الاثنين ...؟! لماذا لا تكون الحياه بتلك البساطه بينما كل منهما لا يستطيع جرح الآخر عن عمد أو ايذاءه ....
نظر جاسر الي صمتها وعدم تناولها الطعام ليسألها برفق : ساكته ليه ياماسه ؟
تنهدت ونظرت له بتردد أن تتحدث عما يجول بخاطرها بتلك اللحظه لتحسم قرارها وهي تقول : بفكر
نظر لها باستفهام : بتفكري في ايه يا حبيتي ؟!
هزت كتفها قائله : حاجه غريبه ؟
نظر لها باستفهام لتتابع :يعني بصرف النظر عن كل اللي عيشناه وكل اللي جرحني منك الا اني في اللحظه دي حاسه اني مبسوطه ومرتاحه..... حاسه اني بحبك واني مفقتده وجودك في حياتي ومش عاوزة افتكر ولا افكر في حاجه الا احساسي ده
ابتسم جاسر لها وقال ببساطه ورجاء  : طيب ما تعملي كده ....سيبك من كل اللي فات وخلينا في دلوقتي
خفضت عيونها وارتسمت شبه ابتسامه علي طرف شفتيها بينما تقول باعتراف بخوفها  : وبعد كده هيحصل ايه ؟!
عقد حاجبيه بعدم فهم لتناقض كلماتها بينما من لحظه كانت تخبره أنها سعيده والان عادت لتختفي ابتسامتها :
يعني ايه ؟
تنهدت ماس وبدأت تتحدث بكلمات بها قليل من التشتت ولكنها نابعه من كل أحاسيسها : يعني ياجاسر انا مش هنكر اني لسه خايفه اللي حصل بينا من خلافات تتكرر تاني ...قبل أن يقول شيء كانت تشرح له بهدوء وهي تمد يدها تضعها فوق يده تتلمس منه التفهم :
جاسر انا عارفه انك جايز من جواك تكون زهقت وحاسس اني زودتها وعشان انا عارفاك كويس عارفه انك عاوز كل حاجه بينا ترجع زي الاول ..... اي مشكله بينا بالنسبه ليك بتعدي وخلاص بس انا لما عملت كده ظلمتك لأن مع كل مشكله كان بيفضل جوايا تراكمات عكسك ودي حاجه مش بارادتي بس انت بتعرف تتجاوز وتنسي إنما أنا لا أو بمعني اصح مش في كل الخلافات بحس انها خلصت طالما الأساس لسه متغيرش .....
نظرت إلي عيناه التي بدي الانزعاج بها لتتابع برجاء : جاسر انا مش عاوزة ده يتكرر تاني ...عاوزة نشوف ايه اللي بيضايقني ويضايقك ونحاول منكررهوش..... انا جوايا حاجات كتير لسه فاكراها وزعلانه منك فيها ومش عاوزة افتكرها بس غصب عني بفكر فيها وبقي في خوف جوايا أنها تتكرر
هز جاسر رأسه وطمأنها قائلا : مفيش حاجه هتكرر متقلقيش
هزت راسها بابتسامه راضيه وهي تقول بأمل : مش قلقانه طالما من جواك علي الاقل هتحاول أن اللي حصل بينا ميتكررش
نظرت له وتابعت بشجاعه : انا مش هكرر غلطي ومش هخبي عنك حاجه وانت ياريت تسمعني مهما تكون المشكله بينا ...
ده اللي انا عاوزاه منك ...بس تكون هادي وتسمعني وتخليني احكيلك علي كل حاجه من غير ما اخاف من رد فعلك
قال بدفاع عن نفسه : انا مش بخوفك ...اصلا عمري ما تطاولت عليكي ياماس وخليكي حقانيه
أومات له : منكرش ده بس برضه انت بتخوفني ياجاسر برك فعلك الجامد وصوتك العالي ....انت لما بتتعصب مش بتتفاهم ولا بتسمع ...
هزت راسها وتنهدت وهي تتابع : انا معنديش مشكله نتخانق بس خناقنا يكون مناقشه مش مهم مين فينا غلطان المهم أنك متجيش عليا زي ما كنت بتعمل ....
خفضت عيونها وتابعت بعتاب : ياجاسر انا قلبي زعلان منك اوي ومش قادره انسي قسوتك عليا وتجاهلك ليا ولولا اللي حصل للبيبي كنت هتفضل مخاصمني وقتها ....!
غامت عيناه بتلك الذكريات ولكن قبل ان يقول شيء كانت تقول بهدوء وتفهم : انا عارفه انك وقتها زعلت اني خبيت عنك بس والله كان خوف من رد فعلك مش اكتر ..... كنت استنزفت من المشاكل اللي كانت بينا وانت قبلها بكام يوم كنت كاسر اللابتوب بس عشان ايميل عادي جدا ....ازاي بقي كنت هتشجع واتكلم معاك ....رفعت عيناها إليه وتابعت بجديه : جاسر انا مش بعمل حاجه غلط وبحترمك في وجودك وعدمه وعلاقتي بزمايلي احترام ومفيش فيها حاجه بس تعليقك علي كل حاجه خلاني أتجنب المشاكل واخبي عنك .....و حاجه صغيرة في حاجه صغيرة بقيت اخليها عنك خلتني كدابه وانا مش كده ....كنت حاسه بالذنب اني بخبي عنك وحاسه بالخوف اني احكيلك ....
كل ده لخبطتي وخلاني مبقتش لاقيه نفسي عشان أنا مش كده ....حاولت نتكلم بس انت مدتنيش فرصه وبعد اللي حصل كان قلبي مجروح اوي منك وجيت انت كملت عليا لما طلقتني وبعد كده كل مرة نتكلم تقلب خناقه ومكابرتك انك حتي تعترف بغلطك في حقي كانت بتجرحني اكتر وكأن ماليش حق ازعل انك طلقتني بالطريقه دي بعد كل اللي بينا .... كل ده غير احساسي بالذنب أن ابني ضاع بسببي وبسبب مشاكلي معاك اللي متحملهاش.... ... انا متلخبطه ومبقتش عارفه ازعل منك ولا من نفسي بس النتيجه أن ابننا راح وحياتنا اتدمرت وبعدنا عن بعض ...
تعذبت نظراته التي رأت في نظراتها مقدار معاناتها النفسيه لتختم ماس كلماتها وهي تقول برفق : الحمد لله على كل حال مكنش مكتوب لينا بس انا غصب عني بفكر كده ....وكان لازم اقولك عن كل اللي حاسه بيه عشان أنا مش محتاجه منك الا انك تطمني أن كل اللي مرينا بيه مش هيتكرر تاني
تنهدت وتابعت : جاسر
اوما جاسر لها دون جدال وهو يجذبها ناحيته ويقبل راسها قائلا :  حقك عليا انا جيت عليكي كتير
ابتسمت براحه بعد أن أفرجت عن كل مكنونات صدرها لترفع راسها إليه وتنظر إليه قائله : من قلبك
ضربها بخفه علي مؤخرة راسها : لا من لساني يا لمضه
ابتسمت له ليقبل وجنتها ويربت علي وجهها بحنان قائلا : متزعليش مني
هزت راسها بابتسامه هادئه : مش زعلانه
ابتسم لها قائلا : يعني خلاص هترجعي معايا البيت
هزت راسها برفض ليعقد حاجبه بعدم فهم :  وده ايه ؟
قالت وهي تهز كتفها : لازم بابا يوافق الاول ارجع معاك
قال باستنكار : وهو هيرفض ليه 
هزت كتفها : معرفش
رفع حاجبه باستهجان مزمجرا : نعم !
ضيقت عيناها بتحذير من بدايه عصبيته : ايه ياجاسر احنا لسه بنقول علي العصبيه بتاعتك
هتف بحنق وهو يصك أسنانه : وهي فين العصبيه .... ده انا هرتكب جريمه واخطفك لو مرجعتيش معايا
ضحكت ماس وقالت بدلال : لو هتتهور زي الافلام وتخطفني ... اوك موافقه
رفع حاجبه : لا والله
ضحكت قائله وهي تربت علي كتفه بدلال :  يا حبيبي انت زعلان ليه دلوقتي .....المهم اننا اتصالحنا صح ولا ايه
اذابته بدلالها ليغرق بنظرات عيونها ونعومه كلماتها وهو يهز رأسه لتتابع ماس برقه : احنا عدينا اكبر مرحله وانت خلاص اقنعتني نرجع لبعض  ....دلوقتي بقي فاضل بابا تقنعه عشان سيادتك طلقتني قدام بابا يبقي لازم
ترجعني بموافقته
هز رأسه بامتعاض : وانا لسه هنقعه ياماس ...
داعبت وجنته قائله : معلش يا حبيبي ....
كلها اخر الاسبوع ويرجع أن شاء الله وقتها كلمه وهو هيسألني موافقه وانا هقوله هفكر
ضيق عيناه بغيظ : لا والله
هزت كتفها بتمنع :  اه لازم افكر ...نظرت إليه بمكر وتابعت : وخصوصا انك قولت ناوي تتجوز عليا لو مرجعتش ....
داعب جانب وجهها بنعومه قائلا : ميبقاش قلبك اسود دي كلمه كده قولتها من غيظي منك مكنتش قاصد بيها حاجه ....شاكسها وهو يتابع : وبعدين هو انا قادر عليكي لما اقدر علي غيرك
رفعت حاجبها بغيظ : هو ده السبب بس
هز رأسه بمكر : لا
نظرت له بابتسامه عابثه : امال ايه السبب ؟
: انتي عارفه
هزت راسها بدلال : لا  ..قول
رفع يدها الي شفتيه يقبلها قائلا : بحبك ياستي ومش عاوز غيرك تزهقني في حياتي
عقدت حاجبيها بغيظ : بقي كده ...!
جذبت الطبق من يده هاتفه : طيب هات الاكل بقي
وقوم روح
نظر لها بعيون متسعه : بتاخدي الاكل من ايدي ياماسه
أومات بحنق محبب : اه عشان ازهقك بجد
ضحك وعاد يأخذ طبق الطعام من يدها : طيب هاتي عشان أنا جعان
نظرت له بحب : بجد يا حبيبي جعان
اوما لها لتقرب إليه الطعام : طيب كل ...اعملك حاجه تانيه
ابتسم لها بسعه ونظر إليها بحب وهو يقبل يدها مجددا : تسلم ايدك
تنهدت ماس براحه وهي تتناول برفقته الطعام وتتبادل معه الحديث بهدوء شديد غلف علاقتهم وحياتهم 
قامت من جواره قائله بهمس : 
استني اشوف محمود دخل اوضته ولا لا عشان تخرج
زفرت وهي تعود إلي غرفتها : ده نام علي الكنبه برا
غمز لها جاسر بشقاوة : حلو اوي هفضل معاكي للصبح
هزت ماس راسها : لا طبعا انت لازم تمشي ....
هز رأسه : همشي ازاي واخوكي قاعد برا  ...بصي بقي انا هفضل هنا وبعدين انتي اكيد عندك لسه شريط الذكريات تعالي كملي كلام معايا
واهي فرصه تقولي كل اللي جواكي
هزت ماس راسها : لا اتكلم انت
: اقول ايه ؟!
: قول أنا ضايقتك في ايه !؟
هز رأسه قائلا : بصراحه مش فاكر ومش عاوز افتكر وانتي قولتي انك فهماني وعارفه أن انا كل مشكله بينا عكسك بنساها لما بتعدي ...فتح ذراعه لها : تعالي في حضني نتكلم عشان انتي وحشتيني
نظرت له ماس مطولا ليسالها جاسر : مالك يا حبيتي
بتبصي ليا كده ليه
قالت ماس سؤالها البريء :  هو انت بجد هتتغير ياجاسر
رفع حاجبه بتفكير بينما فهم كل ما عنته بكلماتها وأدرك أنه اوصلها الي كل هذا ولكنه متاكد بأنه لم يقصد تعمد سوء الطبع وأنه فقط طبع متأصل بداخله ليقول بجديه :  والله ياماسه ده يتوقف عليكي انا قولتلك غيريني ...
انا مكنتش قاصد ااذيكي ولا ازعلك مني ابدا .... هي بتيجي كده معايا ....بغير ساعات بتعصب ساعات وبس عشان كده انا هستني منك توقفيني وتعاتبيني وقتها وتلفتي نظري لما اضايقك
نظرت له بشك : وانت هتسمعني وقتها ولا هتكون عصبي وصوتك عالي
تنهد قائلا : وقتها لما اهدي ابقي كلميني ...
زمت ماس شفتيها وعاد الوجوم يكسو قسمات وجهها بينما هو رفض أن يعدها بوعود ورديه وفقط أراد أن يعبر عن تفكيره حتي لا تعود وتنصدم بعدم وفاءه بوعده لها بالرغم من أنه سيكون حريص أكثر الا يصلوا لتلك المرحله ....قالت ماس بوجهه معكر : طيب ياجاسر ماهو احنا ....قاطعها جاسر قائلا برجاء : ماسه بلاش نسبق الأحداث عشان هبقي كداب لو قولتلك هعمل ايه وقتها ولا هيكون ايه الموقف عشان أنا مش عارف فعلا ......
خلينا لما يحصل حاجه وقتها نفكر وان شاء الله كل اللي حصل مش هيتكرر ....
تنهد وتابع وهو يجذبها الي حضنه ويقبل جبينها : خلينا في دلوقتي ....خليكي في حضني ومتفكريش في حاجه ...!

قيد من ذهب Where stories live. Discover now