"اليوم الذي فقدتك فيه."

33 4 0
                                    


مع أن الشّمس كانت مُشرقة، والهواء العليل يغمر الصّباح برائحته الجميلة، كان الجو مريحًا؛ مع هذا ذاك الشعور المشؤوم اِستوطنَ قلبي آبيًا الرحيل... كان ذَلك اليوم الذي فقدتُكَ فيه.

صوتُ ساعة الحائط الذي بدا أبطأ من المُعتاد جلبَ ليَ التوتر، وتلك المُعلقة على مِعصمي توقّفت عند تلقيَّ لخبر وفاتك، وكأنّها ترفُض قطعًا المواصَلة دونك.

يا للعُجاب!
كيف لدُنيا أن تُظلِم مع أن الشّمس بِمُنتصف السّماء؟
كيف للبرودة أن تُخالج أطرُفي ونحنُ بالصّيف ليس بالشِتاء؟
حياةٌ لستَ فيها لا تُتَحمّل، ما هي إلا عناء.

بطريقي إليكَ لتوديعك أبى عقلي التفكير، لم يُمكنه تحمُّل فكرة ذهابِك، فور وصولي أبت قدميّ السير نحو تلك الغُرفة التي كنتَ راقدًا بها، الأصوات من حولي لم تصل، وكأن دماغي لم يعد يستقبل أيّ رسائل، حرّكني أملي بأني سأراك واقفًا هُناك وتُحدثني؛ وأن كُل ذلك محْض أكذوبة.

أنت الذي كنتَ على السرير كملاك نائم، أمتدّت يديّ نحوكَ لتُمسكك؛ كنتَ باردًا كالجليد، أمسكتُك بقوة.. أردتُ تدفئتك.

"أيُّها الملاكُ النّائم، اِستيقظ، لقد أتيتُ إليك؛ أتسمعُني؟
أنا هُنا رُدَّ عليّ!"

ناديتُ باِسمه مِرارًا وتكرارًا، لكنّه لم يُجبني مهما كان عدد المرات، فقط حينها توقّف الزمان واِسودَّ المكان، أدركتُ ذلك.. لقد رحل فعلاً.

مرّت عليّ الأيام كأن لم تمُر، ما زلتُ عالقًا هُناك، ما زِلتَ تتجول خِلال ذكرياتي، ما زِلتُ أتذكرك، اِبتسامتك، تفاصيلك، وكل شيءٍ خصّنا.
لا أعلم كيف أنقضت أيامي فقط بذِكراك، ليس معك؛ لكن ما أنا مُتأكد منه أن روحي لحِقت بكَ حينها.

Dostali jste se na konec publikovaných kapitol.

⏰ Poslední aktualizace: Jan 23, 2023 ⏰

Přidej si tento příběh do své knihovny, abys byl/a informován/a o nových kapitolách!

-"اليوم الّذي فقدتُك فيه."Kde žijí příběhy. Začni objevovat