+حبيبات غبار+

10 1 1
                                    

كحبيبات الغبار فوق كتب مر عليها الدهر منسية فوق رفوف المكاتب مشاعرنا دفنت بغبارها وهي لازالت تتنفس ، دفناها عصبا عنا كي نقدر على المضي قدما ، زيفنا انفسنا ومشاعرنا وزيفنا حتى حبنا للبعض فقط لكي لا نبقى يمفردنا ،
وجوه ترتدي أقنعة الحب والصداقة واخرى تبتغي منك مصالحها لا غير واخرى لا تفهم مرادها ابدا، عل تحبك ام تتسلى بك وحسب ،
تفاصيل صغيرة لا نهتم لها ، عميقة لدرجة انك وبمعرفتها قد تبكي رعبا، ربما تتقيؤ ايضا لشدة الرعب ،
كل سنة نمر بتاريخ ذكرى وفاتنا ونحن لا نعلم ، ربما يكون ذاك اليوم من اسعد ايام حياتنا في ا"لان" ولكن بعد مرور سنة يصبح الاسوأ ، ربما ذاك اليوم الذي كان من اسوء ايام هذه السنة بالنسبة لكل منا هو مجرد تلميح من القدر عن تاريخ وفاتنا ، ربما سنمضي في ذاك اليوم يوما ما ونحن لا نعلم هذا لاننا فقط لا نلقي بالا لهذه التفاصيل ، نكذب ونلهو ونلعب ونقوم بكل ما يجرح الآخر ويغضب الخالق دون ان ندرك كبر افعالنا وتاثيرها على غيرنا ، نضع انفسنا موضع الضحايا ونحن هم القتلة ، نحبس انفسنا داخل دوامات العذاب ثم نطلب المغفرة ، كانما قاض حكم على نفسه بالاعدام ثم حين همو بقطع راسه اوقفهم وبدا يصرخ من الغبي الذي فعل بي هذا اتمنى ان يموت عاجلا ام اجلا ، بالفعل حققو امنيته قبل جتى ان يكمل كلامه وقكع راسه ، ضانا بانه الضحية لكنه من القى بالحكم على نفسه ومن ثم اكد على تحققه بدعوته تلك ،
احيانا نقع في مواقف نكون نحن المتسببين بها ولكن ماذا نفعل ؟ فقط نرتدي زي الحياء والنقاء ونبدا بالقاء التهمة الى اياد غيرنا فقط فل تجعلو منا خارج نطاق سخافتكم ...
اتدركون ان هذا المنزل الذي عشتم فيه طفولتكم ونصف شبابكم سيصبح بيتا مهجورا يوما ما ولن تعيش به سوى الخفافيش والحشرات ؟ ستغادر روحك البرزخ لتعود الى ماواها لترى ما حل به لتجد احفاد احفادها قد هجروه وبات مضلما ومليئا بشباك العنكبوت وبحبيبات الغبار ، ذاك المنزل الذي ضحكت فيه ، فرحت فيه ، اكتأبت فيه ، لعبت ونمت واكلت ومرضت ودرست فيه ايضا ، المنزل الذي عشت فيه مع امك ووالدك ، ذاك المنزل بات الان خرابا ، تقف روحك من بعيد تبكي على تبك اللحظات التي خسرتها في تقضية عمرها تبكي بسبب غباءها ،
ربما يكون ذلك الظل الذي رايته ليلا وضننت انه شبح او من اهل الجن هو روحك المستقبلية واتت لتتذكر ما كانت تعيشه سابقا ، ربما تسقط امرا او تهمس في اذنك او تعبث باحلامك لتعطيك اشارة بما عليك ان تفعله لعلك لا تعيش قسوة ما مرت به هي ، تحاول التواصل معك ولكن نحن لا ندرك ، نحن لا ندرك ابدا كم من الامور التي يجب ادراكها ، فقط نهدر اوقاتنا بالبكاء والانين على الام الماضي ،
ربما تلك الفتاة التي ابكتك يوما تكون الان فتاة تراقبك ندما ، لما لازلت تفكر بالانتقام لقد كانت تلك الفتاة هي القاتل حيث قتلتك وكنت حينها الضحية ولكن الان انت القاتل حين انتقمت وهي الضحية بمراقبتها لك ، اذا في كل الحالات نحن مجرد شياطين نرتدي زي ملاك ، لا يوجد منا شخص نقي 100% ، احدنا في يوم من الايام قد ابكى شخصا او كسر بخاطره او ضرب حيوانا او تجاهل فقيرا ... كلنا نخطئ وحين تعود افعالنا علينا نبدا بالصراخ نحن ضحايا للفقر ، نحن ضحايا للدولة ، نحن ضحايا للمنضومة التربوية ، نحن ضحايا لكذا وكذا ، ولكن حين نفتح اعيننا وندرك اننا المخطؤون تحمر وجوهنا ونصمت ،
كمن دخل في وجه امه لانها اضاعت نقوده التي كان يضعها في جيب السروال الذي اخذته لتغسله من اجله لانه غير مسؤول واخرق ، اين نقودي اين هي تبا دوما ما تفعلين اشياءا لا اخبرك بان تفعليها ، لست صغيرا يمكنني فعل هذا بمفرد ، ثم يلتفت ليغادر وكانه اسد لكنه مجرد أخرق كسر قلب امه التي استيقضت رغم مرضها وتعبها وكبر سنها فقط لانه غير مسؤول ومن اجل ان تساعده بقي يصرخ في وجهها ، وحين التفت وجد نقوده موضوعة فوق هاتفه ومعها قارورة مياه باردة لعله يشعر بالعطش بجلوسه مع رفاقه خارج المنزل فلا يظطر للذهاب والاياب او للتوسل لاحدهم كي يحضر له كوب ماء لا يغني ولا يشبع ،
يتسمر مكانه دون ان يدرك مالذي سيفعله ، هل ينفع الاعتذار الان ام ينفع المضي قدما وحسب ، تبكي الام وتقول لا باس يا ولدي كلنا نخطئ ...
نحن مجرد كومة من الغباء تتحرك على قدمين ، منذ ولادتنا حتى مماتنا ولن تجد شخصا واحدا منا قد تعلم كيف يحب ، كيف يتعامل مع غيره او حتى كيف يتحكم بمشاعره ، ستجد الجميع يتحدث ويجعلونك تشعر كانهم رائعون ومسيطرون ولكن حين تدخل منازلهم ترى التشتت فيها اكاد اقسم ان الكفار والمسلمين بينهم علاقة اشد من ما ستجده في تلك المنازل ،
نعيش في زمن صعب ، اصعب من كل مر من الازمنة ، نولد على معتقدات وامور يجب ان نؤمن بها دون رؤيتها ، على قلوبنا ان لا تتزعزع ولا يختل ايمانها ، علينا ان نحارب كل الامور الروحانية التي ستعترضنا ، وعلينا ان ندرك اخيرا اننا لسنا مميزين ،
ليس لانك تملكين وجها جميلا فهذا يعني انك مميزة او لان جسمك مثير فهذا يعني ان الجميع سيحبك ، او لان شعرك يغري الفتيات فهذا يعني انك مختلف ، او لانك بشع فلن يحبك احد ، كلنا لا نختلف عن بعضنا البعض في شيئ ، كلنا مجرد بشر اغبياء ، سيقع في حبنا اشخاص لن نحبهم واخرين لن نعلم بانهم احبونا اساسا واخرون سنحبهم واخرين نحن من سنقع في حبهم ولن يبادلونا الشعور ، سنقابل اشخاصا سنكرههم ويكرهوننا ، وسنقابل اشخاصا لا تربطنا ولن تربطنا معهم علاقة ، اشخاص سيمنحوننا طاقة ايجابية گبيرة دون ان ندرك وسيختفون من حياتنا دون ان ندرك ولن نلقي لهم بالا ، سيكونون هم السبب الحقيقي في فوزنا ،
نعيش في حرب ما بين العقل والقلب والروح ، ثلاث قوى عضمى تتحكم فينا ، من يكسب وثيقة التحالف بين هذا الهرم ، صدقوني لن يضيع بعدها ابدا ، ولكن الاهم من هذا ان لا تغتر بنفسك وتعتقد انك افضل من شخص اخر لانك فقط تفوقه في امر محدد لانك فقط ستضهر بمضهر الغبي لا غير ، واتمنى ان لا يخسر احدكم شخصا يحبه ، وان لا يسلق طريق المشقة بدلا من ان ينطلق مباشرة نحو النور ، وتاكدوا انه

ان وجد الظلام فدوما سيلحقه النور.

أنت القاتل وأنت الضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن