"سَيُـقْبِلُ"

125 17 11
                                    

Part: 1

كَانَتْ تَمْشِي مُتَّخِدَةً جَانِبَ الرَّصِيفِ بِحَيْثُ كَانَ ظَهْرُهَا مُسْتَقِيمًا وكَذَلِكَ خُطُوَاتُهَا، حَيْثُ سَمَّاعَاتٌ بَيْضَاءُ مُعَلَّقَةٌ بِكِلْتَا أُذُنَيْهَا

بَيْنَمَا تِلْكَ الإِبْتِسَامَةَ لَمْ تُفَارِقْ عَذْبَتَاهَا

تَسْتَمْتِعُ بِكُلِّ حَوَاسِّهَا لِتِلْك الأُغْنِيَةِ التِي تَأْسَرُ قَلْبَهَا بِكُلِّ مَرَّةٍ تَسْتَمِعُ إِلَيْهَا

"Lo$er=lover "

أِسْتَوْقَفَهَا رُأْيَتُهَا لِجَامِعَتِهَا فَقَدْ وَصَلَتْ إِلَيْهَا بِالفِعْلِ لِتَعْبُسَ ِبرِفْقْ،
مَا يَفْصُلُهَا عَنْ المَكَانِ البَائِسِ-كَمَا تَقُولُ هِي- إِلاَّ طَرِيقٌ وَاحِدْ

لِتَخْطُوا بِدُونِ وَعْيٍ حَيْثُ تُحَاوِلُ إِنْتِهَازَ تِلكَ الثَّوَانِي القَلِيلَة للإِسْتِمَاعِ لأُغْنِيَتِهَا

حَتَّى تُدْرِكَ بَعْدَ ثَوَانٍ -بَعْدَ وُصُولِهَا لِمُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ- سَيَّار‌َةً‌‌ ز‌‌َ‌رْقَاءَ شِبْهَ مُسْرِعَةً إِلَيْهَا، و لَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تَخٰطُو وَلَوْ خُطٰوَةً مِنْ فَرْطِ دَهْشَتِهَا

لَمْ تَكَدْ تَسْتَدْرِكُ الأَمْرَ حَتَّى أَحَسَّتْ بِدِرَاعَيْ شَابِّ تَنْتَشِلُهَا دَافِعَتَانِ إِيَّاهَا مَعْهُ إِلَى الأَمَامِ تَفَادِيًا لِلسَّيَّارَةِ

لِيَنْقَلِبَ الجَسَدانِ بِضعَ إنْقِلاباتٍ مِنْ قُوَّةِ القَفزَةِ
بَيْنَمَا دِرَاعَيْ الآخَرِ لمْ تتَوقَّفْ عَنِ إحْتِظَانِ جَسَدِها الهَزِيلْ

لِيَتوَقَّفا فِي وَضْعِيّٕةٍ أثَارتْ القُشَعْرِيرَةَ فِي كِلا أطْرافِهِما، حَيثُ كانَ جَسَدُهُ فوق جَسَدِهَا بَينَما كُلٌّ مِنْهُما يَحْتَظِنُ الآخَرَ بِضِيقْ
وَ كَأنَّهُ خَائِفٌ مِنْ هُرُوبِهِ

بَقِيَ الجَسَدانِ علَى تلْكَ الوَضعِيَّة لِثَواَنٍ مَعْدُودَةٍ حَيثُ كانَتْ الأُخْرَى تَتَأمَّلُ ذلِكَ الوَجهَ المَلائِكِيَّ الذِي أقْسَمَتْ أنَّها لَمْ تَرَى مِثلَ جَمَالِهِ يَوماً

عَيْنَاهُ الفَحمِيَّتَانِ أَسَرَتْهَا بِشِدَّة
خُصُلاتُ شَعْرِهِ السَّوْداءُ بِلَونِ الفَحْمِ مُنْبَسِطَةٌ علَى جَبْهَتِهِ بِطَريقَةٍ فَوْضَوِيَّةٍ


كانَتْ تَتَأمَّلُ تِلْكَ التَّفاَصِيلَ الصَّغيرَةَ فيهِ لِتَنْتَقِلَ بِنَظَرِها نَحْوَ عَذبَتاهُ تلْكَ،
كانَتا بشَكلِ الكَرَزِ الأحْمَرْ ، راقَتا لَها بِشِدَّة

سُرْعَانَ ما أدْرَكَ وَضْعِيَّتهُما ليَستَقيمَ بِرِفقٍ لِيَمُدَّ يَدَهُ لَها نِيَّةَ مُساعَدتِها فِي النُّهوضِ

نَقلَتْ بِنظَرِها مِن وَجْهِهِ إلَى كَفِّهِ التِّي إمْتَدَّتْ إلَيْها بِشَيءٍ مِن مَلامِحِ الدَّهْشَةْ
لتَمُدَّ يَدَهَا و لامَسَتْ أنامِلَها بِخاصَّتِهِ قَبلَ أنْ تَبتَسِمَ تِلقائِيًّا و تَنهَضَ لتَسْرَحَ بهِ مُجَدَّداً





" مَلابِسُكِ مُتَّسِخَة " كانَ هَذا ما نَطَقَ بهِ مُشيراً لَها بإزَالَةِ الغُبَارِ مِن عَلى مَلابِسِها،
لِتُطْلِقَ' أُوهْ' صَغيرَةً قبْلَ أنْ تَقومَ بذَلِكَ

" إِنْتَبِهِ أيْنَ تَمْشينَ المَرَّة القادِمَة، فرُبَّما لَنْ أَكونَ هُناكـَـ ثَانِيةً لإنْقاذِكِ"

نَطقَ بِها قبْلَ أنْ يَنصَرِفَ مُغادِراً تَحتَ نظَراتِها المُعْجَبةِ بهْ

سَأنكُرُ ومِيضَ شَيءٍ بدَواخِلِي عِندَ سَماعِي صَوتَهُ العَذبَ،
الَّذي وَقَعَ علَى مَسامِعِها كَوُقوعِ المَطرِ بِفَصلِ الصَّيْفِ








End flash back..

Celina (pov):

ِكانَ ذلِكَ أوَّلَ لِقاءٍ لي بِكَ تْشْوِي سُوبِينْ لأَكْتَشِفَ بَعدَها أنَّكَ طَالِبٌ جَديدٌ قَدْ إنْتَقلَ حَديثاً

و كَمْ كانَتْ سَعادَتي غارِمَةً عِندَما إكْتَشَفْتُ أنَّكَ بنَفْسِ فَصْلي أيضاً

لَقَد مَرَّ أُسْبوعَانِ بالفِعْل!
ما زالَتْ أَصْغَرُ تَفاصِيلِكَ تَروقُ لي و تَجْعلُني أَغْرَقُ بِها

بالرُّغْمِ مِن أنَّني أُراقِبُكَ كُلَّ يَومٍ مِن مَكَاني،
لَيسَ هَذا فَحَسْبْ، بَلْ إِنَّني أحْفَظُ كُلَّ تَفاصِيلِكَ

أحْبَبتُكَ بِكُلِّ حِينٍ و أحْبَبْتِ كلَّ ما تُحِبْ
حَتى أنَّني أحْبَبتُ صَديقَـكَ المُفَضَّلَ الوَحيدْ، لَقدْ كانَ يُدْعى كَايْ، هْيونِينْغْ كَايْ!

بَدَوْتَ لي فِي كلِّ الأَوْقاتِ حَزيناً و عَابِساً،
أوْ يُأسِفُني القَوْلُ أنَّني لَمْ أرَى إبْتِسامَتَكَ بَتاتاً

و كَمْ أتَمَنَّى رُؤْيَتَها في يَوْمٍ مِنَ الأَيَّام
لاَ بُدَّ أنَّها سَتَأسِرُني كَما أسَرْتَني أنْتَ في قَفَصِ حُبِّكَ.

ــــــ

" أُحِبُّــگ تْشْـوِي سُـوبِينْ "

مُجَدَّداً . 𝘼𝙜𝙖𝙞𝙣Where stories live. Discover now