اقتباس

1.5K 104 24
                                    

جلس في انتظارها يضع قدماً فوق الأخري برُقي وملامحه الهادئة تنظر أرضاً شارداً في هذه المواجهة التي علي وشك الحدوث مع فتاة لم يتوقع ابداً أن تكون هي الفاعلة بالنهاية رغم كل ما حدث بينه وعائلته، يعترف بداخله بأنه مبهور حقاً بما فعلته لكنه أيضاً مازال لا يفهم السبب لذلك جاء إلي هنا لمقابلتها عازماً علي ألا يخرج من هذه الغرفة إلا وهو يري الصورة واضحة بالكامل دون أن ينقصها شيء مهما كلف الأمر ، طرقات علي الباب سحبته من شروده ليرفع رأسه ينظر بجمود حيث الباب بينما السيدة التي تجلس أمامه علي مقعدها خلف المكتب رفعت صوتها تأذن بالدخول ، ولجت فتاة قمحاوية البشرة ذات سبعة عشر عاماً ترتدي حجابها الأبيض الذي يتناسق مع زي دراستها الممتزج ألوانه بين الرمادي والأبيض تقترب ببطئ وهي تنظر للمديرة باستفهام بعد ان طلبت حضورها لامراً هام فأخذتها معلمة لها أثناء الحصة وأوصلتها إلي باب المكتب ، نظرت لها المديرة بهدوء تُنزل نظارتها الطبية عن عينيها قائلةً :
_ تعالي يا جهاد.
اقتربت الفتاة أكثر حتي باتت قريبة من المكتب ومن هذا الرجل الغريب الذي أربكها بنظراته الغامضة نحوها فرفعت يديها تفركهما سوياً تنظر إلي المديرة بتوتر طفيف تحاول التحلي بالثبات:
_ حضرتك طلبتيني يا استاذة !
أشارت المديرة إلي الرجل ذو الحلة السوداء تقول في هدوء :
_ الاستاذ بيقول إنه قريبك وجالك يتكلم معاكي في حاجة مهمة متستناش.
قطبت جهاد حاجبيها تنظر إلي الرجل الذي يحدجها بنظرات ثابتة مبهمة كأنه لا يري سواها حوله فأجفلت من نظراته وابتلعت لعابها بتوتر تحدق به للحظات ثم اخفته سريعاً لتعود بوجهها إلي المديرة تومأ برأسها مختلقة كذبةً بيضاء حتي تجاري الموقف الغير مفهوم هذا :
_ ايوة حضرتك...ده عمي الصغير أخو بابا الله يرحمه.
ابتسم الرجل خفياً بجانبية متهكماً وعينيه لا تنحاد عنها بينما ضيقت المديرة عينيها باستفهام :
_ مقولتليش عليه قبل كده يعني انا اعرف عيلتك كلهم !
زفرت جهاد بأضطراب أزاحته جانباً وأجابتها ببسمة مرتبكة تردف في كذبتها التي لا تعجبها بتاتاً :
_ انا اسفة حضرتك..بس يعني..اا كان فيه مشا..
قاطعها الرجل هاتفاً بصوته الرزين الهادئ إلي المديرة :
_ ممكن حضرتك تسيبينا شوية لوحدنا !
كانت ستفعل ذلك بالفعل لكنها ارادت الفهم لا أكثر فانتصبت واقفة بهدوء قائلةً له وهي تتحرك حول المكتب :
_ بس ياريت يا استاذ متطولش معاها عشان حصتها ، عن أذنكم.
ثم خرجت من باب المكتب وأغلقته خلفها وهنا التفتت جهاد وقد امتلئت ملامحها بالشراسة ترمقه بعنفوان :
_ انت مين وعايز مني ايه ؟
طرق الرجل بأصابعه برتابة علي حافة المكتب البُني يحدق بها بثبات وعينيه تلمع بوميض لا تفهمه ثم هتف بصوته الرزين وابتسامة جانبية خفيفة :
_ شكلك مش بتابعي الأخبار !
قطبت جبينها بحدة تُركز في ملامحه جيداً ، يمتلك وجهاً وسيماً لكنه مألوفاً قد رأته من قبل لا تتذكر أين فجاهدت لتتذكر وما أن فعلت توسعت عينيها بصدمة و باعدت بين شفتيها تشعر بتوقف أنفاسها لتتنفس عالياً هامسةً بصدمة وهي تعود خطوة للخلف أثناء وقوف الرجل بثبات عن مقعده:
_ مراد رضوان!!
ثم التّفت لتهرب سريعاً لكنه أسرع يمسك عضدها بجمود وسحبها يجلسها علي المقعد أمامه إجباره ورفع كفه الأخر فوق فمها يضغط عليه بقوة منحنياً عليها قليلاً وهي تحدق به بعينيها مرتعدة من نظراته المميتة تحاول الفرار من يده ليقول بنبرة قوية هامساً بسخرية:
_ طالما اترعبتي كده يبقي عارفة انا مين كويس ، لو سمعت صوتك او حاولتي حتي تصرخي مش هيحصلك خير ، واضح !
ثم ضغط بكفه أكثر لترتعد جهاد أكثر وتدمع عينيها بأرتعاش ليتابع مراد بعينيه الثاقبة هامساً بحدة :
_ مكنتش متوقع ابداً إن اللي تعمل كل ده في الآخر تبقي عيلة صغيرة زيك.
ثم ازال يده عن فمها وتراجع للخلف خطوة والتقطت جهاد أنفاسها بإرتباك ثم وقفت سريعاً تأخذ من ظهر المقعد درع لها وعينيها المرتعدة تتابعه قائلة بحديث مُقطع :
_ قـ..قصدك ايه ؟!
أجابها مراد رافعاً حاجبه بجمود :
_ قصدي انتي عارفاه كويس..
ثم تقدم خطوة ببطئ واحتدت عينيه أكثر لتتراجع جهاد بخوف ظاهر علي ملامحها بينما هو يهمس بحدة :
_ قتـ.لتيه ليه....قتـ.لتي عمي ليه ؟!
انهمرت دموعها بألم وصمتت غير قادرة علي الإجابة لكن شهقت بفزع حين اقترب فجأة يقبض بيده علي عنقها لتتنفس باختناق وهو يردف مبتسماً بجانبية ساخراً :
_ يابنتي اتكلمي ، انتي مش قدي انتي وعيلتك ، ذنبهم ايه يتأذوا بسبب عملتك السودة دي اللي هتوديكي ورا الشمس !..قوليلي مين فيهم هيستحمل ، امك الغلبانة ولا اختك الصغيرة ...
ثم مال بوجهه نحوها قليلاً هامساً بوعيد :
_ ولا اخوكي الضابط اللي بين ايديا !
توقفت يديها التي تحاول دفع يده وتوسعت عينيها بفزع حين ذكر أخيها الذي يغيب عن المنزل لأيام عديدة هامسة بذعر :
_غالي ؟!!!
اومأ مراد بخفة ودفعها عنه بعيداً قائلاً بثبات :
_ ايوة غالي ، ولو كان غالي عليكي فعلاً انطقي وقولي قتـ.لتي عمي كامل ليه ؟
ابتلعت لعابها غير متقبلة حالة الضعف التي تلبستها الآن أمامه رغم انها توقعت مقابلته هو تحديداً بعد أن فعلت ما فعلت لكنها لم تظن أن تأتي بهذه السرعة قبل حتي أن تستعد لها ، نظرت له بصمت حين هتف قائلاً بجدية :
_ اتكلمي يا جهاد بدل ما أدفّع أخوكي تمن سكوتك ده ، انتي كده كده رايحة في داهية وانا مش هديكي الفرصة دي تاني فالأحسن انك تستغليها وتقولي عملتي كده ليه ؟
أعادت إليها ثباتها ورفعت رأسها بجمود وكأنها لم تكن هي التي كانت ترتعش خوفاً منذ لحظات ، ولم ينكر مراد أن هذه الفتاة مازالت تفاجئه حتي الآن سواء بأفعالها أو بثباتها الانفعالي هذا ذكّره بأخيها الذي يحتجزه في قبو منزله وكأنها ورثت منه خصاله القوية والجامدة رغم ما فعلته ، ابتسمت جهاد متهكمة ببرود وقد انقلب حالها تماماً :
_ ابقي اسأله هو.
قطب جبينه بحدة وعلم أنها تقصد عمه ولم تمهله الوقت للرد عليها حيث تجرأت واندفعت نحوه بلحظة تسحب سلاحه الخاص من خصره تشد اجزائه سريعاً بجمود وكأن لا يهمها ثقله ثم صوبته علي جبينه بكل قوة رغم فرق الطول الكبير بينهما قائلةً ببرود ساخرة :
_ ولا تحب أبعتك له دلوقتي تعرف منه الحقيقة !
ظهرت عضلة فكه يرمقها بجمود شديد لكن التفت برأسه حين فُتح الباب وولجت المديرة التي تصنمت محلها علي هذا المشهد..
********
استند علي الحائط بظهره يلتقط أنفاسه وجرح جبينه المتعرقة أثر الركض الجانبي مازال ينزف دماً حتي مر علي عينه اليسري وصولاً إلي عنقه ، لم يكترث لألمه فأكثر ما يهمه الآن أن يخرج من هنا بأي طريقة كانت ، ثم نظر إلي الرجل الذي يتمدد أرضاً فاقداً وعيه ورأسه تنزف من الخلف فتحرك غالي نحوه ومال أرضاً يجذب المسدس من جانبه ثم شد أجزائه ومنحه نظرة أخيرة شرسة قبل ان يلتفت ويخرج من الباب الحديدي يمر من جانب بضعة رجال جرحي مكومة أرضاً علي الجانب فاقدين للوعي بعد أن انتهي منهم منذ دقائق قبل أن يتشابك مع الرجل الأخير بالداخل ، خطي بجمود ينظر حوله بعينين خضراوين حادة حتي لمحها فتوقف محله يتابعها ، تخرج من باب الفيلا الداخلي تمسك حقيبتها بيدها وشعرها البني المُموج يتحرك حول وجهها بإنسيابية وهي تسرع من خطواتها كأن لديها أمراً هام حتي وصلت إلي سيارتها السوداء فأخرجت مفتاحها من الحقيبة تضعه بالباب الأمامي وقبل أن تديره رأت ذراعاً مُعضل يمتد من جانب وجهها حتي حط علي حافة سيارتها وشعرت بأحداً يقف خلفها يهمس بأذنها بصوته المميز الذي أعلمها من يكون رغم حدته وسخريته وهو يُذكرها بما فعلته بالأمس:
_ بقا كده يا فنانة يعني انا امبارح استنجد بيكي وانتي تسيبيني وتمشي ؟
جحطت عينيها بذعر والتفتت له سريعاً لتري عينيه المظلمة التي تحدق بها فابتلعت لعابها تغمغم بصدمة :
_ انت...انت خرجت ازاي ؟
ابتسم غالي بتهكم واقترب منها حتي كاد أن يلتصق بها هاتفاً :
_ عيب عليكي اما تسألي ظابط سؤال زي ده.
نظرت له نهي بذعر وراحت تنادي باسم أخيها باستنجاد :_إليـاس... إليــــاس !!
مازال يبتسم في وجهها بسخرية وهمس :
_ مش هيرد عليكي ، انا سايبه سايح في دمه جوا.
ثم قبض علي عنقها بقسوة تألمت علي أثرها وهي تغمض عينيها صارخاً بوجهها بشراسة كالليث :
_ مـراد فـين...أخـــوكـــي فيــن ؟؟؟
********
كان يقود سيارته بسرعةً شديدة تطارده سيارتان بها رجال مُسلحة يطلقون الرصاص من حين لأخر يحاولون إصابته بينما هو يقود بملامح يحتلها الخوف والفزع لم يكن يتوقع أن يعيش مطاردة من الأكشن في حياته كما يري في الأفلام لكنه يحدث فعلياً الآن والفضل يعود للرجل الذي يحتضن السيارة من الأعلي والقائد لها يترنح بها محاولاً تفادي الطلقات التي تُصوب نحوهم غير عالماً بمن يوجد أعلي رأسه يفصل بينهما سقف السيارة ، يتمسك بالمقود بفزع يكاد يبكي خوفاً من صعوبة ما يعيشه الآن ليصرخ عالياً بصدمة حين تفاجأ برأس مقلوب ينزل من النافذة بجواره تماماً والرجل يصرخ به بحدة :
_ عايز تسيبني وتهرب يا ابن يسرية ؟!!
نظر له بفزع صارخاً وهو ينقل نظراته بينه والطريق أمامه :
_ يخربيتك انت مبتموتش !
ابتسم الرجل بسخرية متوعداُ :
_ مش هموت قبل ما اصفي حسابي معاك.
ثم حرك جسده بمهارة تناسب بنيته القوية وفتح الباب الخلفي للسيارة وانزلق بحذر للداخل حتي جلس وأغلق الباب ملتقطاً انفاسه ثم أخرج مسدسه من خصره وخرج برأسه من النافذة يطلق بعض الطلقات حتي أصاب إطار سيارة وانحرفت عن الطريق ولم يبقي سوي السيارة الأخري تتفادي طلقاته حتي نفذت ذخيرته فدخل مسرعاً يزمجر بغضب والوضع بات أكثر خطورة ورجاله لم يصلوا حتي الآن ، بينما الأخر لا يزال يقود السيارة مسرعاً وهو يولول بنحيب :
_ يعني يوم ما ربنا يكرمني واقابل اخويا اخيراً يطلع زعيم عصابة ومُطارد كمان !
نظر له حيدر بحدة من المرآة ورفع حاجبه الأيمن الذي به قطع جانبي ليرتعد إسلام من حركته تلك يبتلع لعابه فانتبه الاثنان علي صوت اصطدام سيارة بأخري فنظر حيدر للخلف ليري ان رجاله قد وصلت اخيراً وصدموا سيارة رجال عدوه بعنف حتي انقلبت علي جانب الطريق فتنهد طويلاُ وأمر أخيه بالوقوف ، ضغط إسلام علي المكابح فتوقفت السيارة وعينينه متوسعة بذعر لا يصدق أن بعد كل ذلك الأكشن قد نجا لكن ما أن لمح نظرات حيدر المتوعدة تأكد ان نجاته الآن ما هي إلا بداية لهلاك قادم علي يد أخيه الأكبر الذي قابله اليوم بعد فراق دام لسنوات....
ولج من بوابة المنزل بجمود يجذب إسلام معه ممسكاً خصلات شعره من الخلف بقوة آلمته بشدة وهو يصرخ بألم يحاول دفع يده :
_ ابعد يا حيدر سيبني ..انا عايز امشي من هنا...ابعد بقولك..
تجاهل حيدر كلماته وقد كان وصل به إلي بهو المنزل فألقاه علي مقعد وثير ومال عليه بهيبته التي أدبت الخوف في قلب أخيه هاتفاً بصوته الجهورى الحاد :
_ ايه اللي وداك هناك وعرفت المكان ده منين اصلا !
ابتلع لعابه بتوتر وأجابه :
_ ااا مشيت ورا واحد من رجالتك لحد ما وصلت هناك ، اعمل ايه كنت عايز اشوفك بأي طريقة.
ابتعد حيدر عنه متراجعاً للخلف وأعطاه ظهره متأففاً بعصبية :
:_ اللي عملته ده دخلني في مصيبة هتغربل حياتي وحياة رجالتي ، ودخلك انت في جُحر مش عارف هخرجك منه ازاي..
وقف إسلام يتحرك إلي أن وقف مقابل وجهه و صاح بغضب لم يتحكم به بعد الآن :
_ اللي عملته ده من لهفتي إني اشوفك بأي طريقة رغم كل اللي انت عملته معايا برضه لسه متمسك بيك ، سنتين باجي هنا قدام بيتك عشان اقابلك ورجالتك بتمنعني بأمر منك كأني عدوك ، ياخي ده انت حتي المساكين اللي بتعطف عليهم دخلتهم بيتك وسيبت اخوك مرمي برا زي الكلب لأنك عارف إني هتعب وارجع لبيتي ، عملت معايا كده ليه يا حيدر قولي انا ذنبي ايه إنك تبعدني عنك بالشكل ده قـولي ؟!!
كان يستمع له بجفاء تام ونظراته لا تفسر شيئاً ، نزلت الدرج امرأة ذات خمسون عام ببشرة بيضاء وملامح باردة وهي تجيبه بسخرية بعد أن استمعت إلي كلماته المعاتبة والغاضبة أثناء هبوطها :
_ ذنبك إنك ابن يسرية يابني ، وطبعا مش محتاجة افسرلك يسرية دي تبقي ايه؟!
قبض إسلام علي يده بغضب يتأجج في قلبه كلما يري تلك المرأة وأجابها بدفاع شديد عن والدته بحدة رجولية تلتصق بحروفه :
_ يسرية دي تبقي اشرف منك ومن الـ...
قاطعه حيدر جاهراً بخشونة والحدة تلمع بعينيه :
_ إســلام...الزم لسانك وانت في بيتي أحسنلك.
رغم خوفه مما قد يفعله به لكن لم يكبت جرأته وأجابه ساخراً وهو يشير إلي تلك المرأة والدة شقيقه :
_ انا الزم لساني لكن هي لا ؟!
تغلط براحتها طبعا ما هي أمك الحرباية وحضرتك بالوضع اللي بقيت فيه ده لو قتـ.لت هتقف في صفها ما انتو عصابة بقا..
ابتسم حيدر ببرود جليدي وأقترب منه فأخذ الآخر يتراجع للخلف وهو يهتف بثبات :
_ اه عصابة ، وانا زعيم العصابة دي وطالما انت مش قاعد بأدبك قدامي يبقي هوريك شغل العصابات واللي بيعملوه مع اللي بيبجح قصادهم بالكلام..
ثم نده بصوته الجهوري دون أن يبعد عينيه عنه :
_ يا كابــر...
ولج المدعو كابر وكان عريض المنكبين مفتول العضلات لينقل نظراته الهادئة بينهما قائلاً بجدية :
_ اوامرك يا حيدر..
أمسك عضد إسلام بقسـ.وة وقد كان يتابعه بذهول لا يصدق أن أخيه وصل إلي هذا الوضع ليجد جسده يُدفع أرضاً أمام الرجل كابر بينما حيدر ينظر له من أعلي قائلاً لمساعده بسخرية :
_ أربط البيه ده في المخزن ويقعد من غير أكل ولا شرب لحد ما أفضاله...
حدق به إسلام بصدمة يتوسله بعينيه ألا يفعل ذلك فعليه أن يعود إلي والدته التي تنتظره وحيدة في المنزل بينما لم يكترث حيدر لنظراته وجثي علي ركبته بخفة قائلاً بسخرية :
_ غلطتك الوحيدة إنك فاكرني متغيرتش ، بس انا بقي هعرفك مين هو حيدر أخوك الجديد..
ابتلع اسلام ريقه باضطراب يشعر بأن القادم معه غير هين بالمرة....

انا بحضرلكم عظمة يا جماعة🧡🧡

#_ جريمة_منتصف_الليل..
#_بقلم_صفاء_محمد...

جريمة.منتصف الليلWhere stories live. Discover now