الفصل الثانى

347 49 4
                                    

   " اهلا .. اهلا بالقمر داليدا ... نورتى اتفضلى يا ست البنات ... ادخلى " كانت تلك هماسات و كلمات احد الاباليس البشرية الصغار ابتسمت داليدا بتوتور و خجل و دخلت الى البيت الذى تحفظ كل غرفه فيه كمثل حفظها لاسمها و قد لاحظ شحوب وجهها و هزالت جسدها و امتقاع لونها لكن لم يعطى الامر اهتمامًا فبعد يوم او يومين ستنسى انها عرفت رجل يدعى محمود و لتريه كيف ستصل الى طريقه ان كانت فاعله . اتجهت معه حتى جلست على الاريكه و هو يحتضن كتفها بذراعه حتى جلسى سويًا ثم امسك بزجاجة النبيذ جانبه و سكب البعض من السم الملون فى كاسيًا ثم مرر لها كاسًا قائلاً بخبث : اشربى يا قمر .

  هزت داليدا راسها برفض قائله : قولت لك قبل كده مبشربش انا كنت جاية عشان اتكلم معاك فى حاجة مهمه.

  ترك كاسه جانبًا بعد ان احتسى محتواه ثم نظر لها باهتمام قائلاً فى مراوغه : خير يا حبيبتي فى ايه ؟

  بللت داليدا شفتيها و اعتدلت فى جلستها حتى باتت امامه و  نظرت له فى امل و خوف قائله : هو احنا امتى هنتجوز رسمى  ... احنا بقلنا اكتر من شهرين على الوضع ده و انا مبحبش ازعلك بس انا خايفه و بالذات من داليا ... من ساعت ما بابا سافر و هى بتحسب لكل و احد الخطوة و خايفه مترضاش نتجوز .

     جزبها برفق من ذراعيها النحيلتين  الى احضانه و جلس فى اريحيه و وضع راسها على صدره و داعب خصلات شعرها الشقراء قائلاً بنبره اعطتها الامان و خدرت اوصالها :  هنتجوز ... بس اصبرى عليا افاتح بابا و اسافر البلد و هاجى اطلب ايدك .... احنا لو مش هنتجوز ماكنتش لمستك و لا انتى كنتى سلمتي لى نفسك ... و ياريت يبقى فى ثقه ما بنا شويه عن كده اتفقنا ... و لا انتى  مش بتحبينى .

  و على اثر تلك الكلمة رفعت راسها بسرعه و نظرت لها فى لوم و عتاب و قد توسعت زرقوا تيها في حزن و قد داهمها دوار عصف برأسها و لكن تجاهلته  قائله: اخس عليك ليه بتقول كده .... يعنى انا لو مش بحبك ماكنتش سبت الجامعة ولا كسرت كلام بابا و داليا ولا قبلت بالوضع .

  لثم راسها قائلاً فى كلمات اقوى هى من سحر بابل القديم : انا عارف و مقدر اللى بتعمليه علشانى.  ثم امسك بيدها و هو يوقفها معه تجاه غرفته قائلاً : مش يلا بينا .

   و بكل جهل و غباء وقفت معه و امتثلت لاوامره التى هى على مسامعها و قلبها مثل سحر بابل العظيم وز اوامر المعلم الكبير لتكسر ثقة ابيها الذى هو الان فى اطهر بقاع الارض مثل تمثال من الزجاج النقى من الشوائب على حجر من الحديد الصلب المليء بالشوائب و القاذورات .. هل من المعقول ان يكون رد الجميل من الابناء هو كسر شوكة الاب و الام ؟! لا والله و ما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون . ان فكرت للحظه كم ان لجسدها قدسية و حرمه خاصه قدستها الاديان السماوية ليس من فراغ بسبب تلكا الاشكال الضالة و ما شعورها ان تزوجت فى ما احله الله ؟ بالتأكيد سيء. غبية يا داليدا .. غبية و حمقاء للغاية كيف اتتك الجرأة و القدرة على كسر كل تلك الحواجز ... دين و شرع و قانون و انسانية و عفه و اخلاص وخجل و برائه بدنس اقذر ما يكون من روث الخنزير و لحمه ... كيف تفعلين فعله كتلك كيف ؟!! و الكل تحت مسمى الحب ، اه من الحب و الذى بعث محمد بالحق لو كان الحب رجلاً لتبرئ من ما يجرء تحت مسماه لوقف و صاح قائلًا : انا براء من تلك الفعال الظالمة . الله يحب ، الملائكة تحب ، الانبياء يحبون ، الدواب تحب ، الطفل يحب امه ، الزوجة تحب زوجها ، الكل يحب و ما اجمل من حب عذري صادق و خالي من الدنس !

عيلة بابا  " مكتملة "|My father's family حيث تعيش القصص. اكتشف الآن