01

4K 66 14
                                    

حسنًا انها اول مرة لها هنا في اسبانيا بعد مرور ستة اعوام... حين تلامست اشعة الشمس بشرتها البيضاء اخذت تملئ رئتيها برائحة وطنها... لتتسلل دمعة الاشتياق وحزن بين عينيها آخذةً خطوات نازلة تلك الادرج حاملة حقيبتها وحراس ورائها يتأكدون من عدم وجود شيئ ء يهدد راحة وحياة سيدتهم ... ليتم فتح باب السيارة لها لتركبها دون ان تخطئ في حركة واحدة... فقد كانت خطواتها وحركاتها متزنة ومثالية ... لن يصدق من يراها على انها انسان .. انها ... تشبه كثيرًا ملاكًا سقط من السماء ... عينان حادتان سوداءة اللون كثقب اسود ... وتلك اللمعة التي قد زينت عيناها ... لمعة من حزن وحب ... رموشها الكثيفة والطويلة جعلت عيناها ووجهها يبرزان اكثر... تلك البشرة البيضاء كأن الشمس لم تلمسها ولو لمرة واحدة اضافة على ذلك حمرة شفاهها كلون الكرز قد منحت الحياة لوجهها ...تفاصيل وجهها و جسمها كانت دقيقة ... جسم منحوت بدقة و قوي رغم مظره الجميل... وجه الماسي ... انها رمز للجمال !

...

اخذت تنظر من النافذة منظر مادريد فقد تغيرت كثيرًا مقارنة بأخر مرة عبرت هذا الطريق لمغادرة اسبانيا نهائيًا ... بابتسامة هادئة ولمعة ظاهرة بين عينيها علمت ان الامر سيكون صعبًا عليها... لتأخذ نفسًا عميقًا مغمضة عينيها حتى تنسى جوارحها التي قد فتحت من جديد..احزانها التي قامت باخفائها بمهارة تحت قناع البرود و عدم الاهتمام.. حضور حفل زفافه والتصفيق له بيدين حارتان مرتجفتان و بابتسامة توشك على السقوط... ففالاخير ... قامت بتمثيل المسرحية وكأنها لم تعرفه يومًا... وكأنها لم تحبه.. وكأنها لم تتوق الى ان تكون في مكان العروس... كأنها لم تكن تحلم كل ليلة كونها بين ذراعيه و تتنعم بدفئ صدره الشاسع ... ففي الاخير ... في لقطة واحدة... تحطمت كل امالها... قامت بالاستسلام لمجرد رؤيته يبتسم الى وجهها كأنه يملك العالم بأكملها... و حيويته التي تظهر بمجرد ظهورها... فقد قررت اغلاق على نفسها وقررت بحبه خفية ... دون معرفة اي شخص... رؤيته يبتسم تبتسم ، يحزن تحزن ، يغضب تغضب معه ، لكن لم يحزن حين حزنت على زفافهما... لم يبكي حين بكت بحرقة تحت غطاء سريرها مترجية ان يكون مجرد كابوس وان لا يكون ارتباطهما حقيقيًا...لم ينظر اليها وحتى بنصف نظرة ... لطالما كان ينظر الى امرأة واحدة ... نور عيناه و ظلام روحه ...لقد كانت نجمته في وسط ظلامه ...كانت  زاريا مختبأفة في ظلامه ... كانت تتابع الامور و الدمعة كسرت ذلك الظلمة ...
...
نهضت من افكارها التي قد جعلت جروحها تنزف مرو اخرى على صوت الحارس الذي كان يخبرها بوصولها ...
كان المنزل ... قصرًا ... كبيرًا و لامعًا ... بلون ابيض و البني الذي كسر براقه و عائلتها مصطفة بابتسامات واسعة و دموع منهمرة ... لتخرج زارعة خطواتٍ سريعة نحوهم  لتهم والدتها ايليسيا معانقة اياها ودموعخا التي قد بللت خديها ليليها والدها رين معانقان اياها بقوة الا ان كادا يخنقاها ... بعد ان فصلا العناق مسحت ايليسيا دموع ابنتها لتقل بابتسامة
ايليسيا : انظروا الى صغيرتي كم كبرت و اصبحت لامعة كالقمر ...
ابتسمت بدورها  زاريا لتقل
زاريا : لقد صرت اشبهكما !
رين :بالطبع صرتي تشبهين والدك الذي كان في وقته رمزًا للجمال !
ضحك الجميع لتتقدم اخت الكبرى لزاريا قائلةً
آيريس : في الاخير تخليتي عني!
ابتسمت زاريا بحزن لأختها الصغرى ... لتفتح يداها لعناق آيريس اختها ... لتتقدم آيريس معانقة اياها بقوة لتقل زاريا بهدوء
زاريا :انا هنا الان ... لن اقوم بذلك مرة اخرى ...
نقلت نظرها لتشاهد اخوها الكبير متكأً على الحيط بعيون باردة سوداءة اللون و ملامح مرتخية ... ليرفع عيناه نحوها ليبتسم بهدوء متقدمًا اياها مادًا يده ليصافحها
ليفاي : مرحبًا بكِ في منزل فيرنانديز ... أختي !
ابتعدت آيريس من زاريا لتبتسم زاريا له قائلة بالمثل
زاريا: انه لشرف لي ان اكون بهذا المنزل المتواضع ... سيد فيرنانديز !
توسعت ابتسامته ليضحك بقوة معانقًا اياها قائلاً
ليفاي :لم تتغيري !
لتبادله العناق قائلةً
زاريا :ولا حتى انتَ اخي !
ليكمل ليفاي حديثه بنبرة هادئة يتخللها الحزن والاشتياق ليعصر عناقه
ليفاي : لقد كان المنزل باردًا بدونك اختي ... لا تذهبي مجددًا !
زاريا : اعدك... سيد فيرنانديز ...
انسحب ليفاي بابتسامة واسعة لتشعر بعدها بشخص يحجب عيناها لتهمس بهدوء
ريونا : من أنا ؟!
توسعت ابتسامة زاريا لتقل ناكرةً معرفتها
زاريا : من هذه ؟؟ لم استطع التعرف عليكِ
زالت ابتسامة ريونا لتقل بصوت عالٍ
ريونا :كيف لم تتمكني من التعرف علي ؟؟
توسعت ابتسامة زاريا اكثر لتقل باستفهام
زاريا : اظن انني قد سمعت لهذا الصوت .... اين ياترى ؟في التلفاز ربما...
ابتسمت ريونا لتقل
ريونا : هذا صحيح! هل اصبحت مشهورة في امريكا ؟؟؟
تسللت قهقهة من فاه زاريا لتقل
زاريا : انها انتِ ريونا ! كبف لي ان انسى صوتك
نزعت ريونا يداها لتعانق زاريا بقوة ... اما عن افراد العائلة فقد زينت وجوههم بابتسامة ... اما عن الحراس الذين لم يتمكنوا من كبح انفسهم فقد انهمرت دموعهم وتسللت ابتسامات الى وجوههم ...
...

strawberry and kissesOù les histoires vivent. Découvrez maintenant